يا له من جيل ندرسه كل يوم في حجرات تعليم بن بوزيد.فكل صباح نستقبل ملايين التلاميذ وتسريحات العصر بادية على رؤوسهم وسماعات الmp3 تغلق أذانهم وهم يهمون بالدخول الى المؤسسة التي يقال عنها زعما أنها تربوية..فلم ألحظ معنى هذه الكلمة على مظهر تلاميذنا..فلا المدير يتجرأ على منع هؤلاء من الدخول بتسريحات المسامير والهوائيات المتشبعة بالgel الى غاية أن تصبح يابسة..وكأنه يتخيل لك أنهم يحملون هوائيات جيزي وموبيليس الشعرية فوق رؤوسهم..أو أنهم أمظوا عقودا حصرية مع هذه الشركات ليحملوا هوائياتها على رؤوسهم لزيادة التغطية المغناطسية في مؤسساتهم..وسيدنا المدير ليس بامكانه أيضا منع التلاميذ من وضع سماعات الموسيقى داخل حرم المؤسسة سواءا في الحجرات أو حتى لحظة عزف النشيد الوطني..فعندها يتخيل لي عندما يرتفع العلم رويدا رويدا على السارية ويرى العلم أثناء صعوده تسريحات مايكل ورونالدو..فيتحسر على الدم الطاهرالذي روي به من الأبطال ..ويتلكأ عندها العلم ولا يريد أن يصعد أكثر على السارية لكي لا يرى أشياءا أخرى في أبنائنا ..والفاهم يفهم...فحتى العلم استحى أن ينظر فيهم لأنه اعتقد سيرى صورة بن مهيدي وعميروش..ويا ويلك يا أستاذ ان تجرأت على تنبيه تلميذك على أن لا يأتي بهذه التسريحة مستقبلا او أن تفتح فمك أمام تلميذة ترتدي ملابس الموضة الفاظحة..فان حدث ذالك..فستجد غدا الأب والوصفة الطبية بيده وعلى وكيل الجمهورية مباشرة ليشتكيك لأنك جرحت مشاعر ابنه أو ابنته والدليل وصفة طبيب نفساني تثبت عجزا لمدة 15 يوما بسبب اهانةفلذة كبده بنصحه له..وبعدها تفتح لك أبواب جهنم مبتسمة..فتجرجر في المحاكم الى أن يثبت العكس وتشيب ولدانك قبل برائتك..وعندها تفتح لك كل المناشير القانونية لتوقيفك وسجنك...هذا هو واقعنا الذي ننتظر أن يتغير بعد رحيل جيلنا.."".للعلم لست كبير السن..بل أنا في الثلاثينات""...أو ربما نتعايش معه كمثل القائل""لا تبصق في البئر..لأنك ربما ستشرب منه...وعندها سأسامي العلم ونبكي على الأطلال...تحياتي يا محترمين