بالرغم من النجاحات والإنجازات التي حققها رابح سعدان مع المنتخب الجزائري والتي أوصلت الفريق للنهائيات بعد غياب سنين إلا أن ذلك كله للأسف لم يشفع له في الاستمرار في تدريب المنتخب الجزائري..فالمنهجية التي كان رابح يتبعها لم ترق للبعض بدليل أنه بعد كأس العالم وفي مستهل مشواره في تصفيات أمم إفريقيا ومع أول تعادل للمنتخب الجزائري مع تنزانيا كانت هناك أصوات تطالبه بالتنحي عن التدريب وتقديم استقالته ..طبعا خرج رابح من المنتخب من الباب الضيق بل وألقيت عليه اللائمة أنه لم يقدم استقالته مبكرا بعد ملحمة أم درمان أو بعد كأس العالم مباشرة لأنه لو فعل ذلك لكانت خاتمته مسك ولرميت عليه الزهور ولرفعت القبعات له احتراما ..لكن تم جزاؤه جزاء سنمار ..بعدها تولى المهام ابن شيخة .. وكان رابح يدرك أن التركه ثقيلة وأن خليفته لو حصل منه خطأ أو تقصير فإن الرأي العام لن يرحمه لذا سانده في مهمته وطالب الجميع بتوفير المناخ الملائم وأنه يجب تركه يعمل بهدوء قبل أن تتم محاسبته عن نتائج وأداء المنتخب الجزائري .. بعد مباراة لوكسمبورغ كثر القيل والقال وطالب الجميع القائد والجنرال بوضع استراتيجيه واضحة والكف عن التخبطات العشوائية والاستفادة من أخطاء الماضي لئلا يغرق سفينته في بحر الظلمات ..ولا زال الانتقاد ضد هذا المدرب مستمرا ..بالرغم من أنه للآن لم يأخذ فرصته وبالرغم من خبرته وكفاءته.. وأعتقد أن سبب هذه الحملات التي حدثت مع رابح وما يحدث الآن مع ابن شيخة والتي تسبب ضغط نفسي لأفضل المدربين في العالم وتشتت تفكيره إنما هي في حقيقتها بسبب أزمة ثقة بالمدرب الوطني فزامر الحي في مجتمعاتنا العربية لايطرب ..فالرأي العام لا يثق بالمدرب الوطني ويرى أن الأجنبي دائما أفضل حتى وإن حقق معه انجازات يصعب تكرارها فإن يظل ينظر إليه نظرة دونية وأن نجاحاته لا تعدوا كونها ضربة حظ أو أنها من اجتهادات اللاعبين ليس إلا.. فهذا الفكر السلبي السائد عن المدرب الوطني طبعا ينعكس على اللاعبين وعلى تركيزهم وعلى أدائهم في أرضية الملعب ..فثقة اللاعب بمدربه مسألة في غاية الأهمية فاللاعب متى ما وثق في مدربه فإن هذا يدفعه لأن يقدم كل مالديه من قدرات ومواهب وإمكانات.. لكن إن حصل العكس وكانت هناك أزمة أو حصلت زعزعة في الثقة وكثر الانتقاد حول المدرب .. فإن هذا يدفع باللاعب لأن يرمي كل إخفاقاته على مدربه ليبريء ساحته..والمتضرر في الأخير هو المدرب وسمعة الفريق ..
لذا المفترض أن يقف الجميع – الجمهور ووسائل الإعلام -مع المدرب ابن شيخة ويساندوه في مهمته ويتعاملوا معه من خلال منحه الثقة الكاملة وإعطائه الوقت الكافي لبناء الفريق ..وألا يحكموا عليه من خلال مباراة أو مبارتين .. بل يتعاملوا معه كما تعامل الانجليز مع المدرب الايطالي كابليو بالرغم من إخفاقاته وفشله حتى الآن ..ووفق الله فريق الخضر
بحر جدة