معلومات عن قبيلة لحشاشنة او الرواغة

[عبير الياسمين.]

قبيلة الحشاشنة أو الرواغة هي قبيلة أمازيغيّة عريقة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ وكذلك في الموطن الذي تحتلّه منذ أحقاب متطاولة، حيث نجدها مذكورة في أمّهات كتب التاريخ الإسلاميّ، ويكفيهم فخرا أنّ العلّامة الكبير ابن خلدون قد خضّهم بصفحة مشرقة من تاريخه الكبير عدّد فيها خصالهم الشريفة ومحاسنهم والحضارة التّي أنشؤوها في تلك المفاوز الصحراوية القاسيّة والتّي أعطت صورة بالغة تعبّر عن عزم الإنسان وجهاده من أجل البقاء حتى في وجه أصعب العوائق وهو ما أثار تعجّب ابن خلدون، ومن جاء بعده من المؤرخين والباحثين.
ومع ذلك فإنّه في زمننا هذا قد طلع علينا بعض الأعراب، ممّن لا يملكون تاريخا ولا حضارة، غير حضارة السلب والنّهب وقطع الطريق، وصاروا يتطاولون في البنيان وفي الألسن بعدما كانوا حفاة عراة سالف العصر، وكأنه الزمن الذّي نبّأ به سيّد الخلق محمّد صلى الله عليه وسلّم، وأخذوا يتطاولون على أسيادهم بعدما كانوا يؤدّون إليهم الطاعة فيما سبق، ونسوا كلّ فضيلة كانت لهم عليهم وأنهم إنما يحيون اليوم بعد منّ اللّه سبحانه وتعالى بفضل وشفقة الملك الأمازيغيّ عبد المؤمن بن عليّ، الذي لو شاء لمحقهم وهم الذين كانوا يرضون أي عقاب ينزل بهم، ولكن لسعة صدور الأمازيغ وحلمهم الشديد فقد صفحوا عنهم لنرى اليوم أحفادهم يزوّرون التاريخ وأنساب القبائل ويقلبون الآية رأسا على عقب فالعبيد أصبحوا السادة والسادة أصبحوا العبيد والأمة ولدت ربّتها حسب منظور الأعراب والعياذ باللّه.
فيما يخص قبيلة الرواغة الأمازيغية، فيسرنّي أن أقدّم إليكم إخواني الأفاضل هاتين الرسالتين الجامعيتين درجة ماجستير، الأولى بعنوان "أخبار وأيام وادي ريغ" والثانيّة بعنوان "الهياكل
الإجتماعية والتّحوّلات المجالية في حيّ النزلة- تقّرت" حيث ورد فيها الحديث عن أصول سكّان منطقة وادي ريغ والذين من بينهم طبعا الرواغة الحشاشنة الأمازيغ والذين يشكّلون أغلبية سكّان تلكم المنطقة، والأعراب يشكّلون أقليّة حتّى في الصحراء، وهذا ما يقف كالشوكة حلق الكثير منهم بسبب طبيعتهم الأعرابيّة الغنيّة عن التّعريف، حيث ممّا جاء في هاتين الدراستين حول الرواغة الامازيغ، نقتبس ما يلي:

يذكر " فيرو" أن الرواغة سكان المنطقة هم نتاج التمازج العرقي بين الزنوج القدامى في المنطقة وبربر زناتة القادمين من الشمال تحت وطأة صراعاتهم الداخلية وضغط الرومان.

قادتنا ملاحظاتنا الأولية إلى التصنيف الواضح بين مجموعة الفلاحين القدامى سكان الواحات ذوي التقاليد الحضرية الحشاشنة، أو" الرواغة " كما سماهم ابن خلدون

هؤلاء السكان من أبناء الرواغة، حسب الروايات التاريخية من خليط من البربر الزناتيين ومن الزنوج الأفارقة، وحتى من بقايا أبناء العبيد القدامى الذين عمروا واحات النخيل وكونوا مجتمعا محليا متميزا بملامحه المظهرية في البشرة السوداء لكن الملاحظ أن الملامح تختلط بين البشرة السوداء والخطوط الدقيقة للوجه مما يوحي بتهجين قديم أصبح الحشاشنة يختلفون كثيرا عن السكان المعروفين " الحرطن " او "الحرطانيين" المعروفين في الواحات الجنوبية أوفي الجنوب الغربي. قد فقد الحشاشنة ومنذ زمن بعيد اللهجة البربرية " الشلحية " ولا ندري هل كانوا يستعملونها ، بقيت بعض الفئات المحصورة في القصور " بلدة عمر" 25 كلم إلى الجنوب من تقرت يتكلمون لهجة شلحية ، بربرية قديمة.

سكان وادي ريغ ثلاثة عناصر أساسية تولد عنها عنصر رابع وهذه العناصر هي – الراوغة – العرب – الزنوج- المولدون:

منقول للفائدة