السلام عليكم.
أهلا وسهلا ومرحبا بك.
استعيني بالتالي ربما هو المطلوب.
************************************************** ***********
تمثل السياحة واحدة من الصناعات التي تعتمد عليها كثير من دول العالم اليوم, إذ إنها تمثل دخلا عاليا لتلك الدول, إلى درجة أنها تعتمد عليها كثيرا في الدخل القومي لها, وتفتح مجالات كثيرة للعمل لمواطنيها, وفرصة لاطلاع السائحين على ثقافات تلك الدول وحضاراتها, وأصبح اليوم هناك تخصصات جامعية تعنى بالسياحة.
والسياحة تعطي فرصا أكبر لشعوب الدول التي يقصدها الناس بغرض السياحة للتعرف أكثر على ثقافات الدول التي يقدم منها السائحون ولغاتهم وعاداتهم, والحقيقة أن السياحة اليوم صناعة لا يمكن الاستهانة بها, خصوصا مع توافر وسائل المواصلات التي خلال ساعات توصل الإنسان من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب والعكس.
والسياحة أصبحت لها أغراض متعددة سواء بغرض الترفيه أو التسوق أو التعلم أو الصحة, وكل واحدة منها لها أنواع, ونتيجة لهذا الاهتمام العالمي الكبير بالسياحة, فإنه لا بد أن يدخل عامل التمويل إليها سواء من خلال تمويل الأفراد للسفر والسياحة, أو من خلال تمويل المشاريع السياحية, ومن هنا نجد أن البنوك ربما تدخل طرفا في نمو هذه الصناعة وزيادة الطلب عليها.
ويبقى أن يكون السؤال: كيف ستكون علاقة المصرفية الإسلامية بالسياحة؟ والحقيقة أن هناك عددا من آليات التمويل التي تقدمها المصارف بغرض السياحة, ولعل الأبرز فيما يتعلق بالأفراد هو التمويل من خلال التورق المصرفي وعقد المرابحة على أساس أن المستفيد سيتولى أمر بيع السلعة بنفسه فيكون التمويل بطريق التورق التقليدي, كما أن استخدام البطاقات الائتمانية التي تعد متوافقة مع الشريعة شكل من أشكال تمويل السياحة أيضا للأفراد.
أما فيما يتعلق بالشركات فهناك أشكال متعددة لتمويل المشاريع السياحية, ومنها التمويل بالتورق المصرفي, أو التمويل من خلال المرابحة بشراء المباني والأراضي مثلا وبيعها مرابحة على الشركات, أو من خلال عقود مثل الاستصناع والمشاركة.
ويبقى لنا أن نتساءل: كيف يمكن أن تكون النظرة إلى التمويل بغرض السياحة, وأن يكون ذلك جزءا من اهتمام المصرفية الإسلامية كنوع من الاستثمار الذي يحقق عوائد جيدة لها, خصوصا مع تنامي الاهتمام بها عالميا, وأنها من الصناعات ذات العوائد الكبيرة؟
في البداية لا بد أن نوضح أن المخاطرة في الاستثمار في السياحة عالية, إذ إنه يتأثر بشكل كبير بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية, والمنافسة فيه كبيرة على مستوى العالم, فعلى سبيل المثال انتشار مرض مثل إنفلونزا الخنازير أثر بشكل كبير في قرارات كثير من الأفراد فيما يتعلق بالسفر, سواء بغرض السياحة أو غيرها, كما أن كثيرا من الدول أصبحت تأخذ في الحسبان كثيرا من الاحتياطات, ما قد يؤدي إلى تقليل عدد السياح القادمين إليها.
أما فيما يتعلق بشرعية تمويل السياحة على مستوى الأفراد أو المشاريع الاستثمارية, فإنه من المهم أولا التأكد من أن الغرض منها مشروع, أي جائز شرعا, إذ إن ما يؤدي إلى ما حرم الله لأي سبب كان فهو محرم شرعا, والمساعدة عليه محرمة, فتمويل الأفراد للسفر لارتكاب محرم بالتأكيد سيكون محرما, كما أن تمويل المشاريع السياحية التي تكون جزءا من الاستثمار في أمر محرم محرم أيضا, إذ إن الشرع إذا ما حرم أمرا فإنه يمنع ما يؤدي إلى ذلك المحرم قدر الإمكان, وذلك للحد أكثر من الوقوع في المحرم.
كما أنه من المهم فيما يتعلق بتمويل الأفراد التأكيد على أنه لا بد أن يؤخذ في الحسبان أن السياحة رغم أنها نوع من الترفيه عن النفس والتوسعة على الأسرة, إلا أنها تؤدي إلى تحمل الأفراد أعباء كبيرة جدا من الديون, التي تؤثر في مستوى الأسرة المالي, فالسياحة في الغالب مكلفة, وتختلف مستويات التكلفة بحسب عدد أفراد الأسرة والدولة المقصودة للسياحة والسكن وغيرها, وهذه مكلفة جدا إذا كان الفرد من متوسطي الدخل ولديه أسرة متوسطة العدد, ولذلك تكالب الديون بغرض السياحة أمر لا يمكن أن يقال إنه أمر محبذ شرعا, إذ إن الحج وهو ركن من أركان الإسلام لا يلزم المسلم المكلف إلا إذا مستطيعا بماله وبدنه, ودونها لا يلزم هذا الركن العظيم, ولذلك فإن تمويل الأفراد بغرض السياحة والتوسع فيه من قبل البنوك الإسلامية ينبغي أن يكون محل نظر لأمرين:
الأول: أن نوع التمويل الذي يقدم غالبا هو التورق المصرفي المنظم, والذي يحرمه كثير من العلماء, وبهذا كان قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي, وذلك لأن عددا من العلماء يرون أن فيه نوعا من الاحتيال لممارسة عقد العينة الذي يقول بتحريمه جمهور أهل العلم.
الآخر: أن السياحة بغرض الترفيه ليست من الأمور الضرورية التي لا يمكن أن يستغني عنها الأفراد, والديون بشكل عام ينبغي أن يبتعد عنها الإنسان إذا لم يكن يحتاج إليها, لما فيها من الالتزام الذي يؤثر فيه وفي توفير احتياجاته الضرورية مثل السكن والصحة والتعليم.
وأخيرا أتمنى لك التوفيق والنجاح.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2009-12-04, 11:08
مرحبا أنا عدت
عودة مباركة اختي "سلاف" والمنتدى نوره زاد بوجودك.دمت متالقة
العرض المتطور
