من هو الجناح المستهدف؟ لماذا؟ ما هي المآلات؟

[سندباد علي بابا]

في هذه الظروف فإن الجناح الروسي في السلطة مُستهدف بقوة، بسبب ما يُعتقد أنه ضعف روسيا نتيجة أحداث أوكرانيا.

هناك صراع داخل سرايا النظام فيما يتعلق بتوجه السلطة الحالية لإحتضان خطاب أحزاب الإسلام السياسي المنضوي داخل خيمة السلطة..
بدليل التقارب الكبير بين السلطة الحالية وتركيا وقطر [ونتيجة التحالف الحتمي بين روسيا وتركيا والذي انعكس على شكل الحكم في البلاد حالياً] على حساب الأطراف الأخرى التابعة لفرنسا.. الأمر الذي أزعج هؤلاء [الخطر الداهم على اللائكية والعلمانية الفرنسية] وهُم يقومون


بثورة واسعة وكبيرة لكنها صامتة على كل الصعد في كل أركان السلطة حتى تميل الكفة لهم...


المُؤكد أن عدم قدرة هؤلا ء [المذكورين في الأخير] على استبعاد الرئيس [الإطاحة به] قد دفعهم لضرب ما كان يملكه من شعبية على نسبيتها بفضل موروث القايد والتي على ما يبدو قد تآكلت وزالت وانتهت إلى غير رجعة بفعل السياسات غير الشعبية للرئيس والظروف الاقتصادية التي عاشها ويعيشها الشعب حتى اللحظة..


الانتخابات الرئاسية القادمة سيكون الإخوان من جماعة "أبو إصبع" أي الباديسية.. هي من يقع مصير الرئيس بيدها ولكن هي الأخرى تتذمر بشكل كبير من سياسات الرئيس


وتضغط عليه في الكثير من الملفات ومنها قضية ليبيا وقضية سوريا وأسلمة مجتمع البلاد [محل الصراع الراهن بين العصب الحاكمة] ولكن الأهم من كل ذلك الإبتعاد عن روسيا بإيعاز من أمريكا والارتماء في أحضان الأمريكي بحجة الهروب من الفرنسي [استبدال الفرنسية بالإنجليزية نموذجاً] وهذه الجماعة تقبل بالتطبيع مع ماما فرنسا في ملف الذاكرة على حساب الشعب.. وبعلاقات طبيعية لأنها ترى المشكلة في روسيا.. وكل الشرور قادم منها.. [لأنها في نظرهم حجر عثرة في عودة الخلافة العثمانية كما توسوس لهم تركيا بذلك]

وهذا نجاح باهر لفرنسا... في أنها حولت العداوة لها من طرف شعب البلاد من فرنسا الإستعمارية إلى روسيا الصديقة على خطى الكيان الصهيوني الذي حول العداء لإسرائيل إلى العداء لإيران بشكل كبير وتركيا بشكل نسبي جداً.


لكن ما نُريد أن نؤكده أن روسيا قوية جداً فوق ما يتصوره خبراء تركيا الإستراتيجيين الذين يرسمون السياسات لإسلاميي البلاد وحتى الفرنسيين ولذلك أتوقع فشل تحقيق هذا الهدف وهو اسقاط الجناح الروسي في السلطة، لكن من جهة أخرى أتوقع سقوط الجناح الإسلاماوي الأمريكي في السلطة لحساب الجناح الفرنسي.


الأمر مرهون باستمرار وبقاء أو توقف وزوال التحالف الذي يجمع الآن جناح روسيا مع الجناح الذي يضم السلطة المدنية الحالية مع الإسلاميين أو ما يسمى بالباديسية.. بمباركة من طرف من المؤسسة من أصدقاء روسيا وبتشجيع من هذه الأخيرة نزولاً عند حتمية التحالف الحالي بين الأتراك والروس بسبب مخلفات الحرب في أوكرانيا.. والحاجة إلى بوابة للتنفس على العالم من خلالها والتي توفرها في هذه الأثناء وحصراً تركيا دون غيرها.



سلام


بقلم: سندباد علي بابا