بسم الله الرحمن الرحيم
فتحت عيني هذا الصباح فسمعت صوتا " أنت أنت " فأستدرت لأعرف من يناديني فلم أرى شيئا، غريب أعرف الصوت لكني أجهل من يكون صاحبه،
أسمع الصوت مرة أخرى يا فاشل ! كأنه إستفزني هذه المرة
فقلت يا جبان أرني وجهك، فقال أنت متهم بالفشل مع سبق الإصرار !
فقلت و من إتهمني؟ فقال ضميرك
قلت و من المتكلم ؟ قال المدعي
فقلت و ماذنبي؟ قال ذنبك أنك لا تدري أني لا زلت حيا
فقلت و ما يدريني؟ فقال ألم أؤنبك يوم أن عصيت ربك؟
قلت بلى، لكن لم أعتقد يوما أنك لا زلت حيا فكل الضمائر قد ماتت ! فقال كذبت، كثير من الضمائر لا زالت حية لكنها مضطهدة تصارع رغم قلة حيلتها،
فأطرقت ثم قلت أضمير الموظف حي؟ قال بلى
قلت كيف و هو في الصباح سارق و في المساء سارق ؟ ، فقال ذاك أفتاه صاحبه أن الراتب لا يستحق كل هذا العناء فسكت،
قلت و هل كل ضمير يسكت بفتوى صاحبه ؟قال لا و لكن ضمائر الناس تختلف فليس كل ضمير حي هو معافى !؟
فقلت مهلا مهلا، الضمير حي و ضده الميت فلا أعرف ضميرا بينهما، فقال أو لا تعلم أن ضمير اليوم حي لكنه مريض؟
قلت لا و لكن ما مرضه ؟ قال مرض عضال إفتك به يفعل المنكر و يبرره،
فقلت و بما يبرره فقال بجملة خبيثة مضمونها " كل الناس تفعل هذا..."