الحلقة الثالثة.....القاهرة قبل المباراة

[نورالدين17]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..........

اليوم أكمل معكم مسيرة رحلتي نحو القاهرة وسأحاول الاختصار قدر الامكان متجاوزا بعض التفاصيل

المهم ونحن على مقربة من الوصول الى الحدود الليبية المصرية طلب منا مشرفو الرحلة الإلتزام بالصمت

عند ولوج الحدود المصرية وهذا خوفا من العراقيل التي قد تحدث في وجوهنا....

في هاته اللحظات توقفنا -ونحن في التراب الليبي - للاستراحة وتناول فطور الصباح وهذا بعدما نال

من التعب وتوجهنا مباشرة الى مقهى نائي على طريقة الصعايدة وعندما دخلناه وجدنا صاحبه مصري

-وقد كان الصباح باكرا - فدخلنا معه في نقاش حول المقابلة وكان شابا ظريفا مؤدبا أكرمنا بأول كأس

شاي من جيبه وراهننا انهم سيكسبوننا بنتيجة ثقيلة .....

افترقنا معه على امل ان نزوره اثناء العودة والتأهل معنا.....اكملنا الرحلة ووصلنا آخر نقطة حدودية ليبية

ودعنا عناصر جماركها متمنيين لنا الفوز وناصحين ايانا بعدم الانشاد والغناء حتى لا نستفزهم

بدأت الأن أشم رائحة أم الدنيا التي طالما وددت زيارتها شعرت شعورا غريبا عندما وطأت قدماي أم الدنيا

لأول وهلة ....جالت كثيرا من الخواطر في ذهني في تلك اللحظة فبينما كانت رفقتي فرحة لوصولها

كنت انا اتجول بخيالي وذاكرتي في اعماق التاريخ مستذكرا أنني ألج الأرض التي ذكرت في القرآن الكريم

ومرت في تلك اللحظة أمامي عديد الصور ....نجيب محفوظ...العقاد...محمد البرادعي ....الأهرامات...النيل

طه حسين...معبر غزة....حرب اكتوبر 73....اغتيال السادات.......مسلسلات السابعة التي كنا نتفرجها ونحن صغارا

والتي ارتبطت دوما بهذا التوقيت حتى سميت باسمه......كلها صور استحضرتني في تلك اللحظة.....

الآن هاهي راية مصر تلوح من على بعد أمتار يا الله أول عبارة تلقاك في معبر ***السلوم***هي

أدخلوا مصر ان شاء الله آمنين...............ترى هل سنكون فيها فعلا آمنين.....وهل سنخرج منها سالمين

غانمين ....بدأت الاجراءات الجمركية الروتينية وكانت نظراتنا لكل الذين التقيناهم هنا من المسافرين المصريين

هي نظرات ترقب وتوجس ووعيد من جهتنا وجهتهم وكنا نقول لهم في قرارة أنفسنا***ها نحن في أرضكم

وسنتأهل من قاهرتكم فما أنتم فاعلون*** أما هم فكان لسان حالهم يقول ***دخلتم مصر آمنين وستخرجون منها

خاسرين منهزمين****المهم بدا وأن الاجراءات الجمركية قد زادت تعقيدا على غير العادة وهذا ربما لدواعي أمنية

-ولهم في ذلك كل الحق- وكان منظر سيارات 505 وهي تحمل المسافرين أول ما لفت انتباهنا حيث ان كل سيارة من

هاته السيارات تحمل اكثر من عدد مقاعدها وأن نوعية السيارات كانت توحي لنا بحال أهلها....

بعد 7 ساعات تقريبا أكملنا اجراءات الدخول الى مصر وركبنا الحافلات متوجهين الى القاهرة التي كانت تبعد

بنحو 700 كم .....وكلما مررنا بحاجز أمني إلا وأعادوا تفقد جوازات سفرنا -كل هذا الخوف صنعته مباراة بين

الأشقاء............ورافقتنا في الحين دورية أمنية مهمتها الحرص على أمننا وسلامتنا وايصالنا الى قاهرة المعز

واصلنا شق طريقنا نحو العاصمة وكنا كلنا شوق للوصول وبعد ساعات لاحت لنا بعض اللوحات التي تشير الى

اقتراب وصولنا ...وبالفعل وعلى بعد كيلومترات قليلة من القاهرة وجدنا المرشد السياحي في انتظارنا وكانت

مهمته تقتضي استقبالنا وايصالنا الى الفندق.....الكل الآن ينظر من نوافذ الحافلات حيث بدأت تباشير الفجر

تلوح ...أخبرنا المرشد وهو مصري الجنسية ان موقع فنادقنا في منطقة الجيزة غير بعيد عن أهراماتها

..أخيرا وصلنا الى نقطة النهاية الحافلات تتوقف في شارع الملك فيصل أمام فندق 4 نجوم يسمى

***دلتا بيراميدز***عند نزولنا لم يصبر الأنصار وبدأوا في الغناء 1..2..3 فيفا لالجيري ...كاليفي ان شاء الله ياربي

وبصوت لم أسمعه من قبل وقد كانت رسالة منهم أننا هنا لسنا خائفون وسنحسم تأهلنا هنا في القاهرة ...خرج كل

عمال الفندق الذي كانت تحرسه دورية أمنية جعلت عبر مدخله جهاز سكانير - مثل الذ يوجد في المطارات-وهذا لأجل

الكشف عن كل ما ندخله.............في هاته اللحظة عرفت أن الأمور ماشي لعب وأن الصح بدا يبان

المهم تمت عملية المراقبة وحجز الغرف .....من شدة تعبنا دخلنا مسرعين وعلقنا الرايات الجزائرية على النوافذ حيث

أصبح هذا الفندق جزائريا بنسبة كبيرة.....أغلبنا خلد الى النوم أما انا فاسترخيت قليلا وفتحت التلفاز ومررت عبر

القنوات لكن للأسف لا يوجد إلا القنوات المصرية وربما بأمر قد حذفت بعض القنوات وعلى رأسها الجزيرة.....

مكثت مدة ليست بالطويلة داخل الغرفة ثم قررت الخروج لأنني عاهدت نفسي ألا أضيع دقيقة في النوم -لأنه ماهوش

فايتنا ونقدروا نعوضوه كي نرجعوا للدزاير -خرجت وحيدا بعد ان تركت مرافقي قد غط في نوم عميق وكان أول ما

فكرت فيه هو الذهاب الى احدى عجائب الدنيا السبع الى الأهرامات فاستقليت سيارة أجرة ودار بيني وبين سائقها حوار

حول تداعيات هاته المقابلة وأول ما قاله لي أننا شعب طيب يرحب بضيوفه منددا بشدة بما يحدث في قنوات التهريج

وقد كانت المدة التي استغرقتها بالسيارة لم تتجاوز العشر دقائق حتى أبصرت الأهرامات على مقربة حيث أوقفني التاكسي

الذي أخذ مني 5 جنيهات ........

****انتظروا البقية في الحلقة الأخيرة**********