هل سقط توفيق حقا...

[Su2013]

يقول المنطق أنك لا تستطيع أن تسقط نظاما لا تعرف كيف يسير...عند بداية الحراك الشعبي و حتى قبله بسنوات قليلة كان من الممكن جدا أن نتعرف و بكل بساطة على أركان النظام,الإعلامية و الحزبية و أهم ركائزه من شخصيات محورية..عند بداية الحراك كان الرهان كل الرهان حول العهدة الخامسة و حاول النظام بشتى الطرق فرضها,عن طريق تفادي الانتخابات و من هنا تبدأ الميكافيلية و تحل محل سياسة "القزول"..كل الشعارات صغيرها و كبيرها و كل الفيديوهات من الناشطين والمعارضين هي محل تحليل دقيق جدا ومعمق من أجهزة النظام المكلفة,البدء بثورة مضادة كانت أفضل إستراتيجية ينتهجها النظام والبداية هي بضرب كل محاولات الحراك للخروج بشخصيات توافقية إفراغ الحراك من مطالبه السياسية..تشويه كل المعارضين بأي ثمن مهمة صعبة جدا لكن كيف تطبق..الشعب بأكمله يعرف قنوات العار ويرفضها لكن النظام بدهاء يدرس عقلية الشعب ويقدم لهم "الطبخة" عبر وسائط غير تقليدية..مدون "وهمي" صناعة بحثة وبراءة اختراع صادرة عن أقبية المخابرات المظلمة..بطل من ورق ينشر معلومات بغرض تثبيت المصداقية و لكن يبث السموم و يمارس برمجة عاطفية تجعل من الذات العميقة لكل متابع يقع في فخ "التصديق'' والإيمان الكلي و المتعصب بكل ما يأتي من هذا المدون الوهمي ليتجسد ذباب غير الكتروني و حقيقي في أرض الواقع..يرجم كل معارض كرجم الشياطين و يمجد كل طاغية تمجيد الملائكة هذه السموم المخابراتية جعلت شريحة واسعة لا يمكن إنكار وجودها جعلت شريحة واسعة من الشعب في محل حالة متقدمة و هستيرية من متلازمة "ستوكهولم"..وبما أن الكثيرين جدا من الجانب الايجابي يدركون تماما خطورة اللعبة القذرة الممارسة من قبل النظام تأتي خطوة هوليودية في شكل محاكمات أو استدعاءات تتم في ظل ضبابية شديدة داخل سلك القضاء بشقيه المدني و العسكري..حكما أن النائب العام و من عينه لا يستطيع رفع قلم واحد ضد أضعف حلقة في هذا النظام..تجاوزات قانونية بالجملة و ظروف غامضة..كل هذا وسط تطبيل و تهليل و تكبير من من كان يسبح بحمد النظام من إعلام و مسؤولين سياسيين و مدنيين و حتى غير مدنيين..كل هذه الدلائل تشير بأن هذه الخطوات الهوليودية قد لا تعدو كونها مجرد مراوغات من مستوى متقدم "قليلا" يتحدى وعي الشباب الجزائري و الشعب ككل.وخطأ تقني فادح جدا يرتكبه النظام دون علم أو عن قصد و يتمثل في الدعوة لانتخابات مسمومة لا يلم الكثيرين بأهميتها لدى هذا النظام..فضلا عن إعطاء 18 تصريحا بتأسيس حزب يصوغ النظام و بهدوء في جنح الظلام يصوغ أهم سياساته و يضفي اللمسات الأخيرة على مترشحه "الأسطوري"..منقذ الشعب و منفذ الخلاص من الأزمة نعم يا سادة أزمة وليس حراك كما نطق و سينطق دائما لسان حال النظام...الحراك كان و طالما سيكون عرضة للخطر والخطر المحدق بالحراك لم يكن يوما شخصية "عجيبة" أحاطها النظام بهالة"سوبرمانية" بل الخطر المحدق بالحراك هو شريحة غريبة من المرضى بمتلازمة "ستوكهولم" والمراهقين السياسيين والعاطفيين ممن وصل درجة الغلو في تمجيد شخص قد لامس بالفعل أقصى حدود الهذيان الستاليني...وقد تنفخ فيه الروح بعد أن كان أضعف حلقة في صناعة القرار..المهم أن يبتدع الحراك الشعبي كالعادة منفذا ينقذ الوطن من الخطر المحدق و يسير به إلى بر أمان الانتقال الديمقراطي الحقيقي لإرساء عدالة حقيقية توجه ضربة قاضية و تصدر حكما نهائيا ضد الثورة المضادة و منظريها بدل لائحة اتهام مفبركة "انتقامية" أو "سينيمائية" بإخراج رديء...