🍁شَظَايَا الذِكْريَات🍁

[بسمة ღ]

تحية طيبة

شَظَايَا الذِكْريَات

لو عُدتُ للوراء قليلٍ لَرأيتُ، أني كم كنتُ بلهاء، لا تُجيدُ الشكوى ولاالثناء. ربما كوني كنتُ أَمْقتُ الكلام لإنعدام السلام.

وخاصةً، بعد طَعنات الخيان ،و تنمرات طاولاتِ والجدران ،و تفريق البنين والبنون،وسُخْرياتُ الهموم

جعلتني أتأكد ،بأني كنتُ أمقتُ الكلام لإنعدام السلام.

واجتياحاتُ الظلام ،كَسَرت ابتساماتُ الأحلام، فارتسمت معانٍ ما كنتُ أعرفها ،بأقْتَم الالوان.

بكاء ،خوف،سعال ،ارتجاف،انقباض ...كل هذا، عَشْش في قلب نسماتِ الصفاء .فأخترتُ الوحدة والبعد عن الجموع

والصوم عن الكلام .

خلال تلك الفترات كسبتُ أجمل و أحلى الذكريات .نعم ،صَادَقْتُ الأشجار والزقزقات، استمتعتُ بزرقة السماء

واتساع الكون ـ سبحان الخالق ـ يخلق ما يشاء.

أيام وأيام...شهور وشهور...سنين وسنين ،أعيشُ في عالمي ،بعيدًا عن صخبِ الحياة و تقلباتها.

لم أكن أعرفُ ما يحدثُ مِن حولي ،ربما لأني لم أكن أهتم بذلك .فقط أحداثُ قصةٍ، تدور من حولي ولستُ من ممثليها

كم تلميذ في القسم كان ؟ ، من درسني ؟ لم أُعِر أي إهتمام .ـ حضور جثة فقط ـ حتى بين الغوالي عائلتي

هل لاحظوا التغير الذي طرأ علي فجأةً ؟خاصة أني لم أكن أطالبهم بشيء لا شراء ملابس جديدة ولا ألعاب …

ولا حتى سؤالهم: ماذا عني؟مع هذا ، كنت جد سعيدة في عالمي الخاص .

كنتُ أسمع صدى خافتٍ أتي من بعيد يقول هل هي خرساء ؟وقهقهات تتعالى من وراءه

لكن للأسف ،ندبات تلك الجروح لم تَزُل كما ظننت بين الحين والآخر كانت تأتيني نوبة من سعال وانقباض حاد .

إلى أن أت ذلك اليوم الذي ساءت حالتي سعال جد حاد وضيق في التنفس ...تم أخذي الى الطبيبة ،وقالت سببها حالة

نفسية .

خرجتُ من عندها ،انعكس الضوء فتغيرت الالوان وظهرت أشكال أشخاص مختلفة ،كبار ،صغار ،نساء ،رجال.

ولا ننسى تلك الجدران لكن هذه المرة ليست كسبقاتها .نعم عدتُ لعالم تركته منذ زمنٍ بعيد .

ـ في أمان الله ـ