إنني في إنتظارك يا أمي.......

[نبض قلبي]

عشت هنا منذ ولدت، قالت لي مديرة الملجئ أن سيدة القت بي على الباب منذ 5 سنوات وهربت !
اجبتها مسرعا وكيف شاهدتها؟
اتسعت عيناها في ذهول اظنها لم يخطر لها ان طفل صغير بعمري سيطرح هذا السؤال عليها،
اجابت بسرعة لا تسأل اي سؤال فهنا لا يحق لك أن تسأل ! احقا لا يحق لي السؤال؟
ولكن يوجد لدي العديد من الاسئلة؟
كيف خلقت من غير أب وأم؟
ايُعقل أن هناك اطفال اتوا من دون أب وأم ؟
اظن انني سقطت من السماء؟
انه جواب ليس بمقنع، فصديقي الذي يشاركني غرفتي هنا قال لي انه من المستحيل أن يأتي الطفل بدون أب وأم،
إذا كان هذا صحيحا فأين أبي ؟ أين أمي ؟
اظن انه في درس الدين ذلك اليوم قالوا لنا يجب البر بالأم والأب، نظرت الي معلمتي وقلت أين هما لإبر بهما؟
لم ادري حينها لما انهمرتُ بالبكاء،
اذا الاطفال لا يولدون بدون أمهات وأباء اليس كذلك؟
اذن فأمي وأبي تركاني هنا وحدي ؟
واظن تلك المرأة التي تركتني على الباب هي من تدعى بأمي ؟
ايحق لها أن اقول لها امي ؟
حسنا سأقول لكِ يا أمي إن اردتي ذلك،
ولكنني يا أمي هذا اليوم اشعر ببرد شديد،
برد يتخلل جسمي النحيل ويدخل الى عظامي،
تعالي لإشعر بدفئك وحنانك الذي سمعت عنه كثيرا،
تعالي حتى اقول لكِ يا أمي واحتضنك،
أمي !! هل تسمعينني ؟
انا جائع فمديرة الملجئ عاقبتني بعدم اطعامي لمدة ثلاثة ايام متواصلة، وها أنا الان في يومي الثالث،
لا استطيع الحراك ابدا، لا اشعر بجسدي يا أمي ؟ اين أبي ؟ تعالا خذاني ارجوكما، فأنا لست بخير، ايعقل انكما تشعران بي الان؟
انا بالكاد استطيع فتح عيناي، ترى كيف يشعر الذين لديهم أب وأم ؟
اظن انهم سعداء جدا، فمن المؤكد انهم ليسوا جائعون مثلي،وليسوا متعبين ايضا ، ولا يشعرون بالبرد ،اظنهم يشعرون بالامان ايضا،
انت التي تدعين أمي، انا في غرفة مظلمة منذ 3 ايام دون طعام وشراب، وقضيت حاجتي في ملابسي، لكني الأن اشعر بشعور غريب يا أماه، ارى شخص يقترب مني،
نعم يا أمي لا تشعري بالاستغراب، انه رجل اظنه لطيف قال لي انه سيأخذني الى مكان افضل من هذا، وها هو يمد يده ليمسك بيدي،
قلت اين هذا المكان الذي سنذهب عليه؟
قال لي عند الله، لم ادري يا امي ان كان علي الذهاب ام لا؟ ، فكل ما اعرفه عنه انه هو الخالق لكل شيء،
انا ابلغ الخامسة من عمري يا أمي، ولا أحد هنا يجيبني عن اسئتلي، ولكن هذا الرجل يصر على اخذي معه، واظن انني سأذهب، نعم علي الذهاب، وداعا يا من تدعين بأمي.
مأساة طفل يتخبط بين طيات اليتم التي لم يجد لها تفسيرا و لا تحليلا