العلاقات التركية السورية
ثانيًا: بدأت تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية سياسة عجيبة خاصَّة جدًّا بتركيا، تستحقُّ كلَّ إعجاب وتقدير؛ وهي سياسة "تصفير النزاعات"!! أي: الوصول بالنزاعات إلى درجة الصفر؛ بمعنى التغاضي عن ميراث كبير من الكراهية مع بعض دول الجوار، والعمل على بدء صفحة جديدة تجعل من تركيا مكانًا آمنًا مقبولاً عند عامَّة الناس، وليس مكانًا مليئًا بالمشكلات والأزمات.
ولعل من أهم نتائج هذه السياسة العجيبة أن أذابت تركيا الجليد الذي بينها وبين سوريا، ووصل الأمر إلى إلغاء التأشيرات بين البلدين؛ فأصبح ممكنًا للسوري أن يذهب إلى تركيا، والعكس كذلك لمدة تسعين يومًا دون احتياج لتأشيرة زيارة، وهذا تَقَدُّم مذهل في علاقات تركيا وسوريا، بل إن سوريا طلبت من تركيا -في العام الماضي (2008م)- أن تتوسَّط بين بشار الأسد وأولمرت في المباحثات، حدث هذا بالفعل لولا أن المباحثات تدهورت؛ نتيجة حرب غزة الأخيرة..
بل أعجب من كل ذلك أنه بعد إلغاء المناورات العسكرية مع حلف شمال الأطلسي، قامت تركيا بإجراء مناورات مشتركة مع القوات السورية في تحدٍّ صارخ للكيان الصهيوني.