بيان أول نوفمبر...الثورة مستمرة

[Su2013]

في كل سنة و في ذكرى الفاتح من نوفمبر يتقدم لنا جمع غفير من السياسيين و "المتمرسين" في علم الكلام...لكي يصدعوا رؤوسنا بالوطنية و لكي يفرقوا على الناس نصيبا من الوطنية فهذا "ابن حركي" وصفا لمن يقف ضد فسادهم و هذا "تارك بلادو" لمن لديه طموح "شرعي" يتحدى الحدود...لكن ينسى هؤلاء بأن الوطنية تسري في دمائنا جميعا...ويجب في مثل هذه المناسبة أن نعود إلى الأساس إلى النواة المؤسسة انه بيان أول نوفمبر..الروح الحقيقية للدستور و الدولة و التي لا يجوز بتاتا تحت أي طائلة أو بحكم أي ملة أو طائفة أن ننقلب عليها,وبالحديث عن بيان أول نوفمبر نحن لا نتكلم عن مجرد وثيقة تاريخية نخرجها من الأرشيف مرة في العام...إنما نتكلم عن الثورة و أهدافها..اليوم نرى "ماكرون" يخلف بوعده ولا يعترف بالجرائم الاستعمارية بشكل مباشر أو حتى ضمني,ونرى السلطات الفرنسية تعامل الجزائر و كأنها "مستعمرة" تابعة لها و الحقيقة أن الأمر لا يتعلق باللغة كما يراها "ضعاف العقول و السطحيون" لكن الأمر يتعلق بالقرار السياسي..قرأت في صحيفة فرنسية مؤخرا بأن فرنسا تتوجس وتراقب بحذر مستقبل مؤسسة الرئاسة الجزائرية...شعرت بغضب شديد بأي حق و تحت أي اتفاقية أو تشريع تتدخل فرنسا في مثل هذه الأمور..لا وبل الأمر أعمق بكثير من هذا يوجد عدد كبير من الشركات الفرنسية في الجزائر للأمانة بعضها يعمل ضمن إطار "عادل و قانوني" ويلتزم بمستوى معين من "الأخلاقيات المهنية" لكن أكبر تلك الشركات لا تأبه لنا و تمتص ثرواتنا بأثمان "بخسة"..على سبيل المثال ولا الحصر يوجد في الصحراء عملاق الطاقة "توتال" التي تعتزم الظفر بصفقة القرن صفقة العار صفقة الغاز الصخري والثمن تدفعه الدولة ثم سونطراك و انتهاء بالبيئة و الشعب ككل..وشركة أخرى تحتكر و تمارس "البلطجة" وتتحكم في عرض وطلب مادة الاسمنت والخرسانة..شركة تجرأت على طرد موظفين جزائريين في الجزائر لولا تدخل مستثمر جزائري حفظا لماء الوجه..لكان مصيرهم الشارع..وشركة أخرى تمتلك نسبة خيالية من "رخص استيراد" السيارات (الخديعة العظمى) وتتفنن في بيع سيارات غير مطابقة للمعايير للجزائريين بشكل انتهازي بمشاركة مصارف وطنية للأسف و في السوق السوداء بمشاركة سماسرة وأصحاب سوابق..لكن المؤسف في كل هذا ليس شجع الفرنسيين الذي تعود الشعب عليه و ثار ضده في الأمس.. بل المؤسف اليوم هو إصرار الشعب على التعامل مع هذه الشركات "الاستعمارية" صبحا و عشية..وتواطئ بل رضوخ و قبول "القيادة" بممارسات تلك الشركات.نفس "القيادة" التي تنتمي لعباءة حزب التحرير..في نظري و في نظر كل الجزائريين الشباب لا تزال الثورة مستمرة طالما لم يتحقق أول و أخر و أهم طلب في بيان أول نوفمبر "الاستقلال التام" وفي رأيي و رأي كل الجزائريين يجب على السلطات الفرنسية أن تعترف و تعتذر بشكل رسمي في محفل دولي عن كل ما بدر منها في حق الجزائر لمدة 132سنة و أن تلتزم بدفع الثمن "ماليا" و التعويض على المجازر الكبرى التي اقترفتها في حق الشعب..ونحن لا ننخدع بكلمة "تلك كانت فرنسا الاستعمارية صفحة مضت من التاريخ و نحن فرنسيون ضد الاستعمار" من واجبنا الأول كشعب أن نقاطع تلك الشركات بكل ما أمكننا من وسائل..وأيضا يجب أن لا نشعر بالخجل عندما ندرس أو نتسوح أو نعالج هناك لأنه أصلا هذا مضمون في اتفاقية "افيان" و من حقنا الشرعي..بل هم(الفرنسيون) من يجب أن يشعروا بالخجل و يتغسلوا من ذنوب أجدادهم قبل دخول الجزائر..والشعب اليوم مثل الامس هو البطل الوحيد و الحقيقي القادر على صفع المستعمر و طرد ما تبقى من مصالحه خارج أرض الوطن...وهذا ليس "تطرفا نازيا" انما ايمان راسخ بمبادئ بيان أول نوفمبر قولا و فعلا..لأن الثورة فيها خياران لا ثالث لهما اما أن تؤمن بالثورة بكل مبادئها أو أن لا تؤمن بالثورة و تكون "خائنا"...لماذا لا ترى "القيادة" التي صدعت رؤوسنا لماذا لا ترى تلك القيادة الأمور من هذا المنظور "المنطقي" و "الوطني" لماذا تمهمه و تتلعثم في كل مرة تواجه بالحقيقة..

تحيا الجزائر و المجد والخلود لشهدائنا الأبرار... والثورة مستمرة حتى اشعار أخر.