مشكلة الشّعب الجزائري ( الشعب العربي عامة ) أنّه يرى المرأة على أنها السّبب الرّئسي لكلّ مشكلة ، عن أيّ حجاب يتكلّم الشّعب ؟ و عن أيّ دين ، و عن أيّ مكوث في البيت ؟
المشكلة الأساسية و المعضلة العظيمة أنّنا أصبحنا نعلم كلّ شيء و نحن لا نعلم شيء ، و ابتعدنا عن أبسط مبادئ الدّين ، فان رأى أحدنا فتاة متحجّبّة ، اعتبرها بدون أخلاق ، لأنها متحجبة ، و لأن بعض الأفراد أخلوا بالحجاب ، ان رأى فتاة بدون حجاب اعتبرها مخلّة بالأدب ، كأنّه على يقين بأن الله لن يهديها ناسيا بأنه لن يهدي من يحبّ و أنّ الله يهدي من يشاء ، و لعلّ أنّ هذه الفتاة المتبرّجة لها مسكن في الجنة و سجدة أمام الكعبة ، بخشوع يرضي الخالق ، أين نحن من مبدئ احسان الظّن بالعباد ، لماذا أصبحنا نعمّم الخاص ، لماذا أصبح مشكل العالم هو المٍرأة ؟ هل المرأة هي التي تجري بالسّيارات فتسبب مئات الضحايا يوميا ( بصفة عامة ) هل المرأة هي التي تخرج الى الشّوارع حاملة السّيوف و تقاتل في حروب العصابات ( بصفة عامة ) ، هل المرأة هي التي تعلّم الطّفل الكلام الفاحش ؟ هل المرأة هي سبب البطالة ؟ ثمّ أيّ دين هذا الذي يسمح للشّخص بقذف المحصّنات ، و سبّ المحجّبات ، و شتم المتبرّجات ...
لماذا كلّ شيء المرأة ؟ ألم تراقب المرأة السّوق و جلّ باعته رجال و في عهد عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه ؟
هل فعلا المرأة سبب تشويه الدّين ؟ و ماذا عن الرّجل ؟ مجرّد ردود أفعال ؟
الرّجل :
- يغضّ بصره ..
- لا ينّم ، و لا يقذف و لا يتحدّث بسوء ..
- لا يتحرّش في الشّارع بالنّساء ..
- لا يسرق ..
- لا يتشاجر ..
- لا يتصرّف بطيش في المسجد ..
- لا يقود السّيارة بسرعة ..
- لا يذهب الى الملاهي و لا يشجع الفسق هناك ..
- لا يتعاطى المخذرات و لا يقرب الخمر ..
- القمار ، المرأة هي التي تلعب القمار ..
- السّجون مليئة بالنساء أما الرجال فاللهم بارك و زد نسبة الجريمة شبه معدومة ( نسأل الله أن يهديهم و يفك سراحهم و يجعل فيهم الخير )
هذه مجرّد أمثلة لكنها لدى الرّجل تعتبر مشاكل ثانوية لا تفسد في المجتمع شيئا ، و لكن المرأة هي السّبب الرّئيسي لكلّ مشكلة ، هل تلخّص الدّين في المرأة ، أصبح الاسلام قضيّة مرأة و رجل و ربّما هي الأبسط ( أبسط المشاكل ) حتى أن المرأة العاملة المعلمة ، تربي أولادها أحسن من أي امرأة اخرى ، و تقوم بيتها و لا يعوزّ زوجها لشيء ، لست ضدّ فكرة أن تقرن بيوتهن حاشى و لله ، و لكن هل يعقل أن نحرّف المفاهيم ؟ هل تقبل المرأة برجل يعيش كالحيوان و يعاملها على أنّها أسيرة ؟ طريدة لقد انتهى زمن العبودية ، لماذا حصرنا كل المشاكل في المراة و لم نسعى الى حلّ المشاكل التي نزعم بأنها ثانوية ، لماذا لا ننظّف شوارعنا ، لماذا لا نرعى حقوق الجار و نعيذه و نسأل عن حاله؟ لماذا أًصبحنا نصلّ لنمنع الصفوف بين السواري حتى و لو ملئ المسجد و لم يصلّ اخواننا ، لماذا أصبحنا ننظر الى هذا سلفي و هذا عاص و مبتدع و ذاك نكفّره و ندخله النّار متعدّين على ديننا الحنيف و على احكامه ، لماذا عدنا الى زمن التباهي بالاباء و الغنى و ما الرزق الا من عند الله ، لماذا أصبح الفرد الجزائري طبيبا و مهندسا و معلما و ايماما و قاضيا و فقيرا في نفس الوقت ؟ أصبحت أخجل من التجوال في مجموعات الفايسبوك التثقيفية ، اذا ردّت فتاة بردّ ، هطلت عليها ردود من حيث لا تدري ( أنتم السّبب ، انتم أكبر فتنة ) و هل العقاب سيطال الفاتن فقط أمرفوع القلم عن المفتون ؟، بكل بساطة يقول الفرد الجزائري سبب بطالتي هو المراة ، لو أنها لم تعمل لتركت لي منصبا فعملت بدوري ، سبحان موزّع الأرزاق ,,
لست أنكر أن المرأة على خطأ و لكن عقلية الرّجل التي تخاطب الجسد هي سبب التّخلّف الحقيقي ..
أكثر ما يغيضني أنّ الرّجل الذي يريد أن يتزوج و يفرض على زوجته البقاء في البيت لا يعاملها معاملة الاسلام و يعززها في بيتها ، يضربها لسبب و بغير سبب ، كيف سيربّى الطّفل و هو يرى أمه تبرح ضربا من أبيه ، و من المفترض أن يرى المحبة و الود بينهما و حسن المعاملة ، حتى اذا كبر حسنت اخلاقه و عامل امرأته بمثل ما عامل اباه امه ، لماذا لا يعامل الزوج زوجته بمودة و حب ، لماذا يشعرها بأنه ذا فضل ، و لو تركته لأصبح في عيشة مزرية ، لماذا يتباهى الرّجل على المرأة بالرّجولة ، ألم تلده امرأة و تربّه امراة حتى يصبح رجلا ؟
و السؤال الأهم لماذا كل مشكلة نحصرها في المرأة ؟
المشكلة أعمق بكثير ، انها مشكلة أخلاق و مبادئ ..
و كم جميل أن تتحجب المرأة عن قناعة ، بكلمة من برنامج تلفزيوني ، بنصيحة من أخت ، بغيرة من فتاة يشع من وجهها نور الحجاب ، هل ستتحجّب المراة لكي لا يضايقها حيوان يعوي في الخارج يبحث عن طريدة ، لقد طالت هذه المضايقات فتياة محجبات ليس لهنّ في سوق هؤلاء الطائشين ناقة و لا جمل ...
المشكلة مشكلة عقليات ، فل يبدأ كل فرد بنفسه و بنصيحة لينة لمن حوله ~