منامات الشيخ النوري _ المنامة السودانية

[النوري1]

ولقد رايتني في جمع غفير من ناس لم يسبق لي ان رايت لهم شبها وكان زعيمهم يخطب في زئير مرعب وكاني به ياججهم لحرب ضروس منتقم ..لا تتركوا من عنصرهم احدا فلا طفل ولا شيخ و حتى دو عوج ،فلم اتمالك و صحت به وما ذنب الاطفال و الشيوخ فاعتصر عصرة كاد من هولها الجمع يفر في رعب ولكنه ثريت ونادى من انت ومن تكون واظنه قد حسبني مخلوق من عرق راق تجسد ههنا فقلت مواطن جزائري بسيط ،فقال انتم معشر الجزائريين لا حيلة معكم ،كلكم دهات وداهيكم لا يضاهيه داهونا و ان اجتمعوا ،لعل عصارات الازمنة هي من انتجتكم وبالر غم من الاف السنين ونحن نستجمع من العلوم ما اختلف و ما ندر وما خفى و ما دهى الا اننا لم نجد لشفرتكم مدخلا و لم نجد منها مخرجا ،فقلت و ما الارواح التي تزهق ههناك الا من تشاحناتكم ونحن معشر الانسان ندفع لها ثمنا ،انتم تتعطشون الى دمائنا كتعطشنا للماء ،انتم تتحاربون بنا وتقيمون مجدكم على جثتنا وتلك سعادتكم اما نحنوفسعادتنا حينما يعم السلام ارضنا وفجاة اذا برجل كنت احسبه منهم بقناعه الاسود اامزركش يهمس في اذني تملص من جمعهم بخفية باهرة والحق بي في العربة فقلت له هذا انت صاحب الراس المتجعد دائما فقال لولا ان الرادارات رصدت وجودك في هذا البعد المكانزماني الرهيب لكان اهلك وجدوك جيفة في فراشك ،فانفد بجلدك ،وكان زعيهم قد امتلا غيظا مذ سمع كلمة السلام ،فصاح في جنده اوقفوا الجزائري و لا تدعوه يفلت وما ان سمعت صيحته حتى اصابني رعب في صدري وهلع في قلبي وبدا الفزع يسيل العرق البارد من جبيني و رحت اصيح فارا ولكني اريد السلام فسمعت احدهم ينعق بي اليوم سلامك الاكبر اذن ،ولقد سمع اهلي تخبط السرير على الارض فهرعوا الي وايقضوني وصبوا ماءا على وجهي فلم استفق الا على صوت تلك العجوز الشمطاء ،ارموا به من نافذة شقة العمارة لنستريح من هتاراته ونربح مكان فرد في اامنزل الضيق ،فصحت بها قولي ما شئت فقانون الاسرة عندنا في صالحك ولن اترك مكاني لخلف يجد ماوى و مغنم و دخلا شهريا مستمرا وفوق ذلك مليون دينار بعد ان اسجل في قائمة ضحايا الحوادث و لولا ذلك لكانت ضرتك ههنا و ماكنا لنسمع نعيقك ، حينها كانت المديعة تعلن ان الحرب في السودان قد بدات .