السلام عليكم ..
حب الوطن من الإيمان ..هذا حديث يعتقد الكثيرون أنه جرى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ذلك غير صحيح ..فكيف يكون كذلك والكافر أيضا يحب وطنه ؟
رأيت أن حب الوطن قد يكون علامة من علامات الإيمان هنا يصير معناه صحيحا ...
ويدعم ذلك حين اشتياق النبي صلى الله عليه وسلم لمكه أنزل الله تعالى عليه قوله ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد) أي إلى مكه ..ثم.حين .قَدِم أُصيل الغفاري ( بالتصغير ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب ، فقالت له عائشةرضي الله عنها ..: كيف تركت مكة ؟ قال : أخضرت جنباتها ، وابيضت بطحاؤها وأغدق أذخرها وانتشر سلمها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حسبك يا أصيل لا تحزني ) وفي رواية ( وبها يا أصيل تدع القلوب تقر..
فنعم إنه حب الوطن إنه الشعور بالإنتماء الى الأرض ومن لاشعور له ذاك فإنه الأقرب الى الضياع والتوهان .بل الإفتقاد للإستقرار النفسي ..والطمأنينة ..
فنعم هو يكون من علامات الإيمان ..فحين سُئل أعرابي يوما عن ذلك أجاب..
( إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه ، وتشوقه إلى إخوانه ، وبكاؤه على ما مضى من زمانه )
فانظر حال هذا الأعرابي والذي لاعلم له الا بفطرته أدرك الجرح والتعديل فكفى ووفى وأوضح أن حال صدق الرجل ووفائه ومروءته ..وأمانته هو ما ينضح به من تحننه الى وطنه وتشوقه الى إخوانه مما يحصل غيرته عليه والذب عنه ..
فمابال بعضنا أو أكثرنا إن ذكِر اسم وطننا الجزائر اقشعر بدنه واحتقن مزاجه ..ولم يصدر عنه كتعبير عن ذلك غير نابي اللفظ قبيحه في حق جزائرنا أرض أجدادنا ..أهو من قلة العقل كان ذلك ؟
علام تستحضر ياابن وطني كل ماذكر وطنك علام تستحضر في الذهن الوزير فلان أو المسؤول علان ؟
فيجرك ذلك الى التبرم والتذمر لما ألصق به من تجاوزات وأخطاء ..إن وطننا الجزائر هو أم لنا جيمعا والأم قد يكون من ولدها الصالح والطالح ..إنها الشجرة وفيها الثمر والشوك ..فعلام غيرنا يشيد بوطنه ..من مسلمين وكفره ..ونحن لانفعل ذلك بل وصل حال البعض منا الى الإشادة بأوطان أخرى ونتلمس ذلك من خلال جهرهم بدعوةالله لتلك الأوطان حفظها وحراستها ...وقد وصل بالبعض أمره أن وضع روحه على كفه فداء لبلاد أخرى ..أين مازرعه فينا الأمير عبد القادر وبوعمامه ولالا فاطمة نسومر وابن باديس والبشير الإبراهيمي والعربي بن مهيدي وسي الحواس أين من ذاكرتنا ما ضربوه من أروع الأمثلة في التضحية والفداء فلم يبخلوا هذا الوطن أغلى ما امتلكوا دماءهم ..فبها سقوا أرضه ..
لست هنا صدقا أمارس ديماغوجية أو استأثرت بشيء ما جعلني أكتب ما كتبت ..إنما والله حز في نفسي ..مارأيته من بعض من تطرفوا لدولة أخرى وتعصبوا على حساب تعصبهم لوطنهم الأم ...
فهل سأجد حرجا لو أردفت بعد القول يوما الجزائر وبالبنط العريض ــ حرسها الله ــ أيكون ذلك مني تنازلا أو مس لكبريائي ...هداني الله وإياكم ...
على فكرة.
ليس منقول .