لَمْ أكْتُبْ لَكَ مُنْذُ زَمَنْ,..

[ايمان و امل]

لَمْ أكْتُبْ لَكَ مُنْذُ زَمَنْ
فأنَا مُنْذُ "زَمَنْ"
أُمارِسُ عادَة "لا تُفَكِّرِي به يا حمْقاء"
انْغَمَسْتُ فَجأةً فِي كُلِّ شيْء عدَاكْ
أحيانًا أُفاجِئُ نَفْسِي و أنا مُنْغَمِسَةٌ فِي تَحْلِيل حَرَكَة الهَواء
أو في عَدِّ النَّملْ
و فِي اختِنَاقٍ بالجُرْعَةٍ الزائِدَة من مُخَدِّر النِّسيانْ
تَحْقِنُنِي الذَكِرَة بِمَصْلٍ مُضاد
فأصْحُوا
وأكْتَشِفُ حِينها أن الهَواء قادِمٌ مِن الجِهَة التِي تُقِيم فِيها
و أنه لرُبَّما يَحْمِلُ عِطْرَك
و أنَّ النَّمْلات يَـتَهامَسْنَ رُبَّما "الغَبِيَّة مازالت تأتِي هُنا لِتَنْتَظِرَه"
فقط حِينَ أسْتَفِيقُ مْن خَدَرِ النِّسيان أعرِفْ
أنِّي [كُنْتُ أحلِّلُ حَرَكة الهَواء] و أنا أتوَجَّه إلى حَيثُ تَسْكُنْ
و أني أعُدُّ النَّملات نفسها التي كنت أُحَدِّثها عنْكْ
حِين كُنْتُ أسْبِقُك إلى مكان بجوار مَكانِك المُعتاد في الحديقة
لَعلِّي أراك "صدفة"
حتَّى أنِي لَمْ أعْهَدْ لِقَلَمِي بِتَوَسُّلٍ لِيَنْساكْ
أُنْظُرْ إلَيْه
عَادَت لَهُ الرُّوح حِينَ بدَأتُ أُحَدِّثُه عَنْك
وَ انْتَفَضَ يَكْتُبُ عَنْكَ كَما اعْتادَ
رَسائِلَ بائِسَة
يَتَفَنَّنُ فِي نَظْمِها و هُو يَعْلَم
أنِّي سأُحْرِقُها فَورَ وِلادَتِها
فَكَما تَعْلَم أنا لَم أجْرُؤ يوما على إرْسالها لك
بل لم أُحَدِّثْكَ حَتَّى
يال الغَباء
فَهَذا يَعْنِي أنَّك لا تَعْلَمْ
حمْقاءُ أنا وَ قَلَمِي
و حُبِّي لَكَ جَرِيمَةٌ فِي حَقِّ نَفْسِي؛