السلام عليكم ...
من صبح يشرق الى ليل يرخي سدوله ..بينهما تمر بنا مواقف .تثير استغرابنا فتكبل عقولنا لتجعلها كما أنها في حالة انتظار لمعاوة العمل مرة أخرى ...
نسمع أو نقرأ أقوالا ..كأنما كنا من قبل بحاجة لسماعها ..ولم نعلم بحاجتنا تلك الا لحظة سماعها ..فتثري رصيدنا المعرفي أو تعيد لنا أنفاسا تقطعت ..وقد يكون غيرها ما يحدث غصة في حلوقنا ومرارة ....
يحبطنا يحطمنا ننتكس ..لتلك المواقف أو لتلك الأقوال ..
قد يكون من بيننا أصحاب العقول فيسجل ذلك للتاريخ ..لتاريخ أسرته من أبناء وأحفاد المستقبل ..يخصص دفترا لذلك ...
صعب المنال ..ولن تطاله يدي فآثرت تسجيله على هذه الصفحة بعد إذنكم ..وسأبدأ على بركة الله ...بعد ظهر اليوم سمعت ضجة من ورائي وصوت ارتطام وسحبٍ لشيء من المعدن على الأسفلت .
التفت فرأيت ..صاحب دراجة نارية على الأرض نصفه الأسفل مخبأ تحتها ..ثم طفلين صغيرين طانا على الأرض يبتعدان عن الدراجة وأبيهما ..هرعت الى موقع الحادثة ..وقف اتلرجل بصعوبة ..توجهت نحو أحد الطفلين الجالس على الأرض أتفحص وجهه ..يمسك بفخذه الأيمن ويتألم ..نظرت يمينا وشمالا .الناس يتفرجون ببلاش على المشهد ..اقترب الأب ...مترنحا سألته ماذا تشعر ؟ أجابني أنه يشعر ألما اعلى ركبته ..قلت له أنه يتوجب التنقل الى المشفى ..تردد ولم يجبني ..اقتربت من السيارات العابر ة للطريق ..أصحابها كانوا يستمتعون أيض بالمشهد لثواني ثم يعبرون ..أوقفت 1 ..2...3...4 ...الى السيارة 9 ومن قبلها فكانت ردة الفعل ضغط بقوة على دواسة البنزين .. جزا الله خيرا صاحب السيارة الذي توقف ..عدت للرجل وولديه ..وطلبت منه ..أن ينتقل للسيارة ..هذه المرة طبعا يحدثني ويمسك بركبته ..هذه المرة ..أجابني قائلا ..لا داعي لذلك ..فالأمر بسيط ..سأنتقل بنفسي للمستشفى على متن دراجتي ( على فكرة الدراجة كانت مرمية على الأرض ومقودها معوج ) ثم أضاف بأن الطفل المصاب سيتكفل به خاله وكان حاضرا لنقله على دراجته النارية ..وطلب مني أن أهوّل الأمر ..تراجعت الى الوراء وكنت أسمع آخرين ينهرونه ... تراجعت متوجها لتلك السيارة المتوقفة ..أرجو من صاحبها عذري على تعطيله عن مشواره ...
واصلت طريقي وأنا اقول ..لله في خلقه شؤون ..