[ خاطِرة ] الأيام تروي لنا شيئا من مخدّرات النفوس

[رمح9]

الأيام تروي لنا شيئا من مخدّرات النفوس...
النفوس المريضة .. التالفة الجائعة الضالعة خلف خبث دفين..
نفوسٌ كأجراس الكنائس لم توضع إلا لتقرع المسامع...
نفوسٌ كحزني يوم التحفت سربالا من مظالم الناس...
نفوس جَرَت عليها سيولُ الوقاحة فما أبقت عليها ماء الحياء..
نفوس كالحُبِّ المفلس أو كالحَبِّ المسوّس .. تنخر وتنخر..
ولمَ الموراة والاستعارات التافهة سأضعها كاللافتة :
الأيام تروي لنا شيئا من خبائث قومي...
ليتني ما عشت بينكم ولا شربت ماءكم ولا استنشقت نسيم هوائكم، ما صيّرتني بلدتكم إلا كجدران حيِّكم يكتبُّ فيه كلُّ صعلوك منكم ما يشاء..
رميتموني بكلّ داء.. لكن ليتها في الصدر بل في الخفاء...فلولا الرضا بالقضاء ما اخترتكم....
عيونكم، آذانكم، أقلامكم، أفواهكم سهام حسد وبغض... أحلامكم أقدامكم...كلابكم قوّادكم ...
تباً لكم من قوم...
وليتكم كنتم قوماً يذكر، بل نكِّرة لا ينفعكم في التعريف إلٌّ ولا أل، ولا الإضافة فليس فيكم عمل...
بل أنتم في فلسفتي ثالث مرفوع... لا ينفع ولا يغني من جوع... فحيّا على بلدة راضيّة ليس فيها لاغية...

فاللهم اغفر لقومي فإنهم لي كارهون... واكفني شرّهم فإنهم بي منشغلون..