رجلان في البيت
ان تربية الفتاة على الحياة الزوجية هي الاساس وهي المسؤولية الكبرى لوالديها فليست الحياة الزوجية مجرد اشباع للجسد. بل حياة تقوم على التكامل وليس على التضاد فليس الزوجة ندا للزوج او خصما في حلبة البيت وهذه هي الطامة الكبرى التي ابتليت بها الكثير من بيوتنا.
فلم تعد الزوجة تعرف معنى الزواج ولم تعد تعرف كونها زوجة ولم تعد تعرف معنى ان هناك زوجا يعيش معها في البيت؟
فهي تعرف نفسها فقط. وانها ند للزوج. فكما يقول تقول. وكما يعمل تعمل. وتخاطبه دائما بعبارة مثلي مثلك معي شهادة ومعك شهادة ما الفرق؟! انت انسان وانا انسان ماذا ينقصني رجل يد عين اذن لسان اتكلم عن عشرة من امثالك).
واصبح في البيت رجلان. كل منهم قيم على الاخر. وكل منهما يدعي له الاحقية في الامر وفي الكلام وفي العمل فاختل التوازن وانهدم البيت على اصحابه وهم يتجادلون.
ان الزوجة التي تدخل عش الزوجية بهذه الصورة ومن ثم تسير حياتها على هذا المنوال من الندية للزوج في كل شان من شؤون الحياة هي زوجة فاشلة بل زوجة تحمل قنبلة نووية في جنباتها تدمر اسرتها بالكامل.
كما ان الزوج الذي يدخل عش الزوجية بدون ان يكون متسلحا باخلاقيات الحياة الزوجية ومن ثم تسير حياتهما بدون ان يكون قائدا لها هو زوج فاشل بل زوج يحمل الضياع وحمم البراكين التي تحرق اليابس والاخضر.
واغلب اولئك الازواج واولات الزوجات ممن ابتعدن عن تعاليم الاسلام واصول الشريعة وفقه الواقع فاستسلمت عقولهم وعقولهن لكل وافد غربي وناعق في الاعلام بغير هدى ولم يفهمن معنى تعليمهن واستكمال دراستهن وكان دراستهن هي معركة وتحدي بين المراة والرجل فرفضن قوامة الرجل وكان القوامة عبودية ولو تاملن في حياتهن بفطرة سليمة لوجدن ان القوامة شرف وتاج على رؤوسهن بل انهن ملكات على عروش ازواجهن.
ان الزوجة الناجحة في زواجها هي التي تجعل من زوجها سيدا لها فتعطيه مكانته وتقدره وتجله وتجعل له مكانة كبرى في حياتها متجاوبة مع تطلعاته وافكاره ورغباته.
فالزوجة تعلم ان حق الزوج في طاعته المطلقة ما لم يامرها في معصية وطاعتها له ليس فيه انتقاص لكرامتها وحريتها وانسانيتها.
ولا يعني هذا ان يميل الميزان فالرجل ذو القوامة مطالب ان يؤدي للزوجة ما عليه من واجبات تجاهها وما عليه من حقوق لها فيحبها مع التصريح لها بحبه وهيامه بها ويحترمها ويسمع لها وينصت لحديثها وياخذ برايها اذا كان فيه الصواب ويراعي مشاعرها.