التّحذير من إثارة الفِتَن مع الحُكّام . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التّحذير من إثارة الفِتَن مع الحُكّام .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-07, 17:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي التّحذير من إثارة الفِتَن مع الحُكّام .


بسم الله الرّحمن الرّحيم

التّحذير من إثارة الفِتَن مع الحُكّام .



كلمة محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى -

فقد قال - رحمه الله تعالى -:


( ثم قلت - وما أزال أقول - لهؤلاء الذين يدندنون حول تكفير حكّام المسلمين:
هَبُوا يا جماعة أنّ هؤلاء فعلا كفّار كفر ردّة، وأنّهم لو كان هناك حاكماً أعلى عليهم، واكتشف منهم أنّ كفرهم كفر ردة، لوجب على ذلك الحاكم أن يطبّق فيهم الحديث السابق: "مَن بدّل دينه فاقتلوه".


فالآن: ماذا تستفيدون أنتم من الناحية العملية إذا سلّمنا - جدلاً - أنّ كلّ هؤلاء الحكام هم كفّار كفر ردّة؟! ماذا يمكن أن تعملوا؟.


هؤلاء الكفّار احتلّوا كثيرا من بلاد الإسلام ونحن هنا - مع الأسف - ابتلينا باحتلال اليهود لفلسطين، فماذا أنتم ونحن نستطيع أن نعمل مع هؤلاء؛ حتّى تستطيعوا أنتم أن تعملوا مع الحكام الذين تظنون أنّهم من الكفار؟!.


هلا تركتم هذه النّاحية جانباً، وبدأتم بتأسيس وبوضع القاعدة التي على أساسها تقوم قائمة الحكومة المسلمة، وذلك باتّباع سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ربَّى أصحابه عليها، ونَشّأهم على نظامها وأساسها.


وذلك ما نخن نعبّر عنه في كثير من مثل هذه المناسبة بأنّه لا بد لكلّ جماعة مسلمة تعمل بحق لإعادة حكم الإسلام ليس فقط على أرض الإسلام بل على الأرض كلّها، تحقيقاً لقوله تبارك وتعالى: ﴿هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون﴾ [الصف: 9].


وقد جاء في بعض الأحاديث الصّحيحة أنّ هذه الآية ستتحقّق فيما بعد.
فلكي يتمكّن المسلمون من تحقيق هذا النص القرآني، هل يكون البدأ بإعلان الثّورة على هؤلاء الحكّام الذين يظنّون فيهم أنّ كفرهم كفر ردّة؟ ثمّ مع ظنّهم هذا - وهو ظنّ خطأ - لا يستطيعون أن يعملوا شيئاً.


إذاً؛ لتحقيق هذا النّبأ القرآني الحق: ﴿هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كلّه﴾ [الصف: 9].


ما هو المنهج ما هو الطّريق ؟.


لا شك أنّ الطّريق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يدندن ويُذكّر أصحابه في كل خطبة: "وخير الهدي هدي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم".
إذا؛ فعلى المسلمين كافّة - وبخاصّة منهم مَن يهتم بإعادة الحكم بالإسلام على الأرض الإسلامية بل الأرض كلّها - أن يبدأ من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما نكنّي نحن عنه بكلمتين خفيفتين: (التّصفية، والتّربية).
ذلك لأنّنا نحن نعلم حقيقة يغفل عنها - أو يتغافل عنها بالأصح لأنّه لا يمكن الغفل عنه - يتغافل عنها أولئك الغلاة، الذين ليس لهم إلاّ إعلان تكفير الحكّام، ثمّ لا شيء.


وسيظلّون كما ظلّت جماعة من قبلهم يدعون إلى إقامة حكم الإسلام على الأرض لكن دون أن يتّخذوا لذلك الأسباب المشروعة.


سيظلّون يعلنون تكفير الحكام، ثم لا يصدر منهم إلاّ الفتن !!.


والواقع في هذه السّنوات الأخيرة التي تعلمونها بدءاً من فتنة الحرم المكي، ثم فتنة مصر وقتل السادات،وذهاب دماء كثيرة من المسلمين الأبرياء بسبب هذه الفتنة

ثم أخيراً في سوريا، ثم الآن في الجزائر - مع الأسف - ..... إلخ.
كلّ هذا سببه أنّهم خالفوا نصوصا من الكتاب والسُنّة، من أهمّها :﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ﴾ [الأحزاب: 21].


إذًا؛ إذا نحن أردنا أن نقيم حكم الله عز وجل في الأرض هل نبدأ بقتال الحكام ونحن لا نستطيع أن نقاتلهم ؟ أم نبدأ بما بدأ به الرسول عليه السلام ؟.


لاشك أنّ الجواب: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ سنةٌ…﴾.


بماذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟.
تعلمون أنّه بدأ بالدّعوة بين الأفراد الذين كان يظن فيهم أنّهم عندهم استعداد لتقبّل الحق، ثم استجاب له مَن استجاب - كما هو معروف في السّيرة النبوية -، ثم الضّعف والشِّدَّة التي أصابت المسلمين في مكّة، ثم الأمر بالهجرة الأولى والثانية،.. إلى آخر ما بدأ به حتّى وطّد الله عز وجل الإسلام في المدينة المنورة، وبدأت هناك المناوشات، وبدأ القتال بين المسلمين وبين الكفّار من جهة، ثم اليهود من جهة أخرى … وهكذا.
إذاً؛ لا بد أن نبدأ نحن بالتّعليم ، كما بدأ الرّسول عليه الصلاة والسلام، لكن نحن لا نقول الآن بالتّعليم لماذا ؛ أي لا نقتصر فقط على كلمة تعليم الأمة الإسلام لأنّنا في وضع الآن من حيث أنّه دخل في التّعليم الإسلامي ما ليس من الإسلام بسبيل إطلاقا بل ما فيه يخري الإسلام ويقضي على الثّمرة التي يمكن الوصول إليها بالإسلام الصّحيح.


ولذلك فواجب الدّعاة الإسلاميين أن يبدءوا بما ذكرت آنفا بتصفية هذا الإسلام ممّا دخل فيه، من الأشياء التي تفسد الإسلام ليس فقط في فروعه في أخلاقه بل وفي عقيدته أيضا.


والشيء الثاني:أن يقترن مع هذه التّصفية تربية الشباب المسلم النّاشئ على هذا الإسلام المُصَفَّى.


ونحن إذا درسنا الجماعات الإسلامية القائمة الآن منذ نحو قرابة قرن من الزّمان، لوجدنا كثيرا منهم لم يستفيدوا إلى الآن، رغم صياحهم ورغم زعاقهم أنّهم يريدونها حكومة إسلامية، وربّما سفكوا دماء أبرياء كثيرة وكثيرة جدا، دون أن يستفيدوا من ذلك شيئاً إطلاقا.
فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب والسُنّة، وهم يريدون أن يقيموا دولة الإسلام.


وبهذه المناسبة نحن نقول هناك كلمة لأحد أولئك الدّعاة كنت أتمنى من أتباعه أن يلتزموها وأن يحقّقوها تلك الكلمة هي: " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم".


لأنّ المسلم إذا صحّح عقيدته بناءً على الكتاب والسُنّة، فلا شك أنّه من وراء ذلك ستصلح عبادته، ستصلح أخلاقه، سلوكه …إلخ.


لكن هذه الكلمة الطيّبة - في نقدي وفي نظري - لم يعمل عليها هؤلاء الناس، فظلّوا يصيحون بإقامة الدولة المسلمة… وصدق فيهم قول الشاعر:
ترجو النّجاة ولم تسلك مسالكها ***إنّ السّفينة لا تجري على اليَبَسِ


لعلّ فيما ذكرت كفاية جوابا عن هذا السؤال

.............................................



المصدر:

سلسلة الهدى والنور 670


https://www.google.com/url?q=https://...nVE5xrneWk7hJg









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التّحذير, الحُكّام, الفِتَن, إثارة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc