قصة بطلتها طفلة لم تتعدى 9 سنوات
استيقظت الأم مبكرا كعادتها دوما مع أن اليوم هو يوم اجازتها
كانت تجلس خلف مكتبها بين أوراقها وكتبها ، مرت ريم عليها وقالت : ماما ماذا تكتبين ؟
( ريم ايضا تحب النهوض باكرا )
الأم : أكتب رسالة
ريم :هل تسمحين لي بقراءتها ؟
الأم : لا عزيزتي هذه رسائلي الخاصة
خرجت ريم من مكتب والدتها حزينة كما كانت تخرج منه دائما فقد تعودت على رفض أمها لها باستمرار.
في احدى الايام
مرت الأم على غرفة ريم ولأول مرة ترتبك الطفلة وعندما سألتها أمها زاد ارتباكها
ريم : لا شيء أمي ، انها أوراقي الخاصة
الام : ترى ماذا تكتب طفلة التسع سنوات وتخاف أن أراه ؟
ريم : أكتب أدعية كما تفعلين
أمي هل يتحقق كل ما نتمناه ؟
الأم : طبعا يا ابنتي فان الله يعلم كل شيء
لم تسمح ريم لأمها بأن تقرا ما يوجد في الرسالة
فخرجت الأم من الغرفة وهي مستغربة
ذهبت الى راشد لتقرأ له الجرائد كالعادة
جلست أمامه وبدات بالقراءة لكنها كانت شاردة مع موضوع ريم ابنتها
لاحظ راشد ما أصاب الأم فظن أنه سبب حزنها
فحاول اقناعها بأن تجلب له ممرضة لتعتني به كي يخف علي العبء
الام في نفسها ( يا الهي لم أرد أن يفكر هكذا ) فحظنت رأسه وقبلت جبينه الذي لطالما عرق وتعب من أجلها ومن اجل ابنتهما ريم
وضحت له سبب شرودها وأنها قلقة على ريم .
عادت ريم من المدرسة فوجدت الطبيب عندنا فأسرعت الى والدها المقعد تلاعبه وتعانقه وتواسيه بهمساتها الحنونة
الأم تناست أن ريم طفلة صغيرة لم تتجاوز التسع سنوات
صراحتها بقسوة أن والدها حالته خطيرة وأن الطبيب أكد لها أن قلب والدها الكبير والمليء بالحب بدأ يضعف ولن يتحمل
انهارت ريم وأخذت في البكاء والصراخ لماذا يحدث كل هذا لأبي
الأم : ادعي له بالشفاء يا ريم ويجب أن تتحلي بالشجاعة .
اليوم صباحا قبلت ريم خد والدها كما تفعل دوما
لكنها اليوم نظرت له بحنان وتوسل : أبي ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي
غمره حزن شديد لكنه أخفى ذلك عنها وقال :انشاء الله سيأتي يوم اوصلك فيه يا ريم
أوصلت الأم ريم الى المدرسة وعند عودتها الى البيت غمرها الفضول بان تعرف مذا تكتب ريم الصغيرة وترفض أن تعرفه هي
ذهبت الى غرفة ريم وبحثت لكنها لم تجد شيء
تذكرت أن ريم لها صندوق صغير كانت تحبه كثيرا
بحثت عنه ولما نظرت بداخله وجدت الكثير من الرسائل
بدأت الأم بفتح الرسالة تلو الاخرى
وكلها تحتوي على مايلي :
يا رب يموت كلب جارنا سعيد لأنو يخوفني
يا رب يا رب قطتنا تلد قطط كثيرة تعوضها على لماتو
يا رب ينجح ابن خالتي لاني احبه
يا رب تكبر أزهار بيتنا بسرعة وكل يوم اقطف زهرة وأعطيها لمعلمتي
والكثير من الرسائل البريئة
ومن أطرف الرسائل لي وجدتها الأم هي : يا رب كبر عقل خادمتنا لأنها أرهقت أمي
الأم : يا الهي كل الرسائل مستجابة كلب جارنا سعيد توفى
وقطتنا جابت قطط كثير
وابن خاتها أحمد نجح بامتياز
والأزهار كبرت وريم كل يوم تقطف وردة منهم
ليش ريم ما دعت يرتاح والدها من مرضه يا ترى
وقاطعها الهاتف من شرودها
ردت الخادمة ونادت الام
الخادمة : سيدتي سيدتي ، المدرسة
الأم : ماذا بها ريم ؟ هل فعلت شيء ؟
الخادمة : ريم وقعت من الدور الرابع
لما كانت راح تودي الزهرة لمعلمتها الغائبة الى منزلها
ريم كانت تطل من الشرفة
ولما وقعت الزهرة ريم وقعت وراها
كانت الصدمة قوية جدا لم تتحملها الأم وراشد
ومن شدة صدمة والد ريم الصغيرة
أصابه شلل في لسانه
لم تصدق الأم موت ابنتها الصغيرة فكانت كل يوم تذهب للمدرسة وتوقف عند الباب كأنها توصل ريم للمدرسة
وكانت تعمل كل شيء تحبه ريم الصغيرة
مرت سنوات على موت ريم .
الخادمة : سيدتي يوجد صوت في غرفة ريم الصغيرة
الأم : يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ .. هذا جنون لم تطأ قدم غرفة الصغيرة منذ وفاتها
أصر راشد عليها لترى مذا هنالك
راحت الام بصعوبة وهي تفتح باب الغرفة بهدوء
لم تتمالك نفسها وانقبض قلبها ورمت بنفسها على سرير الصغيرة ريم
تذكرت عندما كانت تقول لها أمي اصلحي لي السرير فهو يصدر اصوات مزعجة عندما أتحرك
لكن لا فائدة الآن .. لكن ماالذي اصدر الصوت ؟؟
نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآية الكرسي
والتي كانت ريم تحرص على قراءتها كل يوم حتى حفظتها
حين رفعتها الام لتعلقها
وجدت ورقة صغيرة علقتها ريم خلف اللوحة
الأم : يا الهي انها احدى رسائل ريم الصغيرة
يا ترى ماذا كان مكتوب في الرسالة ولماذا ريم لم تضعها مع الرسائل الأخرى
لماذا بالذات وضعتها خلف الآية الكريمة ؟؟
فتحتها وكان مكتوب بها :
يا رب يا رب
أموت أنا ... ويعيش أبي