لوبيت الطريق ...

[~ السلطانة ~]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ...
اليوم و انا في طريقي للعودة من مشوار أتعبني نفسيا و جسديا و هد كياني على الأخر ...
شعرت بالتعب الشديد و اجترار الغصة يكاد يقطع بطني ...
أستنشق طولا و أعاود الزفير علي أستعيد نفسي من جديد ...
لكن دون جدوى ... بدأ صدري بالضيق ...
طلبت من أبي الوقوف لدقائق أمام محل قد أشتري شيئا أبعد به الغصة أو ألهي به نفسي ...
أخذت قطعة شكولا لكن لا أكاد أفتح لها فمي فأعيدها الى العلبة ...
سرنا من جديد و كان الطريق لا يزال في منصفه الأول ...
دخلت مدينة عين فكرون و تعمدت دخول وسط المدينة رغم الزحام علي أنفس عن صدري بضرب الجرس في الطريق ... و ألهي نفسي بكذبة أني مستعجلة في العودة ...
خرجت كمن استلني من وسط العجة و أكلني بشغف ليعيد نسج ألمني من جديد ...
واصلت السير و كان الطريق يبدو لي ككبه لا تكاد تنتهي حتى تبدأ كبة أخرى ...
دخلت مدينة عين الكرشة و لا تكاد تبدو لي المدينة حتى خرجت منها بسرعة و لكن الطريق لم ينتهي بعد ...
و أنا ابحث عن رأس الخيط و اذا بي فقدت الطريق ... و أسمع أبي و هو يقول علاه جيتي من هنا ؟؟؟
انتبهت فجأة و اذا بالطريق ليس بطريقي دخلت منطقة لم أعهد المرور بها في طريقي ...
سألت أبي وين رانا ؟؟؟ قالي حسبتك حابة تجي من هنا انا منعرفش المنطقة هذي ...
لم أشعر بنفسي و انا أغير مساري ...
فاذا بالطريق محفوف بالأبقار و صديق من الأحمرة يقطع الطريق في تمايل و انسجام كانهما شربا قهوة المساء معا و يحكيان طرفة جميلة ...
ضحكت و التفت من حولي اذا به ريف جميل أرضه خصة و جو المساء فيه يرسم لوحة جميلة ... فتحت النافذة و اذا به الجو المنعش يوقضني من خمولي في أحزاني و كاد يغرقني في الأوحال ...
واصلت سيري ببطئ أستمتع بكل لقطة ألتقطها بعيني ... و رحت أبحث في شوق عن أسم المنطقة ...
و اذا بلافته تقابلني مكتوب عليها - بلدية سيلة - اول مرة أعرفها ...
و أخذت أتغنى بسحر التربة و الجو و السكان و منازلهم و بساطة العيش هناك تسحر ...
هنيئا لسكان تلك المنطقة بكل تلك البساطة ...
لم أشأ أن أترك الموضوع يمر دون أن آخذ صورا قد لا ترى بالعين لكنها ترى بالقلب ...
تفضلوا ...








العبرة ...
قد نسعى لأسعاد أنفسنا و طرد الهموم ...
لكن ...
مولانا كفيل بجعلنا في لحظة غفلة منا ننسى كل الهموم ...
مثل ما حذث معي ...