الخلل في طلب العلم

[أبوعبد اللّه 16]

بسم الله الرحمان الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله
فهذا تفريغ لمقطع من مادة صوتية بعنوان فضل العلم للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله
لعل الله ان ينفع به الإخوان.

يقول الشيخ :

...و مسألة الإخلاص في العلم أمرها عظيم، عظيم جدا، لان من فقد الإخلاص في العلم، لا يفقد الفضل فقط و يفقد الاجر، بل بفقد الإخلاص يفقد الأجر و يقع في الوزر أيضا و العياذ بالله، و قد جاءت نصوص كثيرة تحذر من عدم الإخلاص في طلب العلم، سواء صغر ذلك أو كبر، فقد جاء التحذير من طلب العلم للصفات و التباهي، كأن يُقال العالم أو الشيخ أو المُقرئ، كما تعرفون في حديث أبي هريرة رضي الله عنه المشهور أول الناس يُقضى يوم القيامة ثلاثة و منهم، و رجل تعلم العلم و علمه قال فاُوتي به، فعرفه نِعمه، قال فعرف، قال فما صنعت فيها، قال تعلمت فيك العلم و علمته، و قرأت فيك القران، قال كذبت وإنما تعلمت ليُقال عالم و قرأت القران ليُقال هو قارئ، و قد قيل، ثم اُمر به فسُحب على وجهِ حتى اُلقي في النار.

و كذلك صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من تعلم علما مما يُبتغى به وجه الله، لا يتعلمه الا ليُصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة، فالأمر عظيم جدا و لذلك ينبغي لطالب العلم أن يتعهد قلبه دائما، و أن ينظر فيه، و أن ينتبه للشيطان، فإذا وجد في قلبه خيرا، فذلك خيرٌ عظيم و يحمد الله عزّ و جل عليه، و يسأل الله الثبات، يسأل الله الثبات لأن الإنسان لا يأمن على نفسه الفتنة،

و لهذا أهل العقيدة السلفية يذكرون تحقيق التوحيد و يذكرون التحذير من الشرك، و إن حقق التوحيد فإنه لابدا أن يحذر الشرك، و أن يخاف منه، فإذا وجد الانسان في نفسه خيرا، فليحمد الله عزّ و جل على ذلك، و يسأل الله عزّ و جل الثبات على هذا الخير، و إن وجد غير ذلك فإنه ينبغي عليه أن يجتهد في طلب الإخلاص، ونعلم جميعا أن طلب الاخلاص صعب جدا، و ثقيل جدا، و الإنسان يعاني معاناة كبيرة إذا أراد أن يطلب،

و لكن الشأن كل الشأن أن يبذل الإنسان السبب، فيبذل سبب الإخلاص و من أنفع الأسباب التي جُربت، وبها خيرٌ كبير، الإكثار من العبادات، لسيما العبادات التي تكون خفية، التي تكون فيما بين العبد و ربه، كذكر الله عز و جل و الانسان يسير أو الانسان في بيته على سريره يريد أن ينام، يذكر الله و يقرأ القران، و يتعبد الله عز و جل، و ذلك أن المقرر المقطوع به أن الإيمان يزيد بالطاعات، فالإنسان إذا أكثر من الطاعات زاد ايمانه فيرق قلبه، و يَقرب إلى الخير أكثر مما كان.

و الأمر الثاني الإجتهاد في الدعاء بأن يخرج الإنسان من قلبه دعوة حارة صادقة، يدعو الله عزّ و جل أن يزقه فيها الإخلاص.

إذا كان ذلك كذلك أقول أيها الاخوة مُلخِّصًا، الناس في مسألة النية إذا وجدوا في أنفسهم خللا، لا يخلون من ثلاث أمور :
الأمر الأول، الرضى و التسليم و ترك المجاهدة للنفس و الرضى بهذه النية الخبيثة و هذا خطر عظيم، عظيم جدا، موبق للإنسان ينبغي أن يتنبه له كثيرا،
و الطرف الثاني ترك العلم و ترك الطلب من أجل هذا، فيأتي الشيطان للإنسان و يقول له أمَا سمعت، ألا تعلم أن عاقبة عدم الإخلاص في طلب العلم النار، انجو بنفسك، ما الذي يُجبرك على أن تطلب العلم، فرّ بنفسك، و اترك هذا الطلب، و الخير موجود في أمورٍ كثيرة، تتعبد الله عزّ و جل بدون أن تُوقع نفسك في الخطر، فيترك طالب العلم طلب العلم من أجل ذلك، و الشيطان من أقوى وسائله في اغواء بني آدم طريقة النصح فيأتي ابن آدم على أنه ناصح، و هذا الذي فعله مع ابينا آدم عليه السلام، فينبغي أن ينتبه طالب العلم إلى هذا الشأن، و أن هذا خطأ، و لا ينبغي أن يفعل بل ينبغي عليه أن يصبر، و أن يستمر في طلب العلم، و يكون من أهل القسم الثالث.

و القسم الثالث هم من يدركون خطر ما هم فيه، مما يحسّون به في أنفسهم من عدم الإخلاص، فيسعون إلى التخلص من ذلك، و يبذلون الأسباب التي يعلم الله عزّ و جل بها منهم، و هذا هو الخير، هذا هو الخير و الله قد يبلي عبده بأن يؤخر عنه ما يطلب ليظهر صدقه في ذلك، فالقسم الثالث هو الذي ينبغي أن يسير فيه الإنسان حتى ينتقل إلى القسم الفاضل و هو المخلص لله عز و جل....

[أبوعبد اللّه 16]

و اعتقد انه على الواحد منا ان يراجع نفسه قبل ان يطرح اي موضوع او اي مشاركة، و ان يتحرى جيدا نيته في ذلك، فان كانت خالصة لله فنعم هي و الا صحح نيته قبل المشاركة، فالكثير اصبح يصارع و يجادل انتصارا للنفس ليس الا، ليُقال فلان لا يُهزم او فلان لا يُقهر. و لا حول و لا قوة الا بالله

[حفيدة الفاروق]

جزاكم الله خيرا