متنفــــس 03 " وأما بنعمــة ربك فحــدث"

[ابوعلاء الطيب]

كان شابا من ميْسوري الحال قليلا ، كريما مُحبّا للخير..
إنه أحــد أعزّ أصدقائي..سُُُررتُ عندما تقدم منّي ذات يوم ، وقُبيل الشهــر الفضيل ، وهمس لي قائلا : جِــدْ لي عائلة مُعوزة وتكفّل بمصاريفها خلال هذا الشهـر المبارك..وخُــذْ حاجتهم من المال من مكتبي..وتكتّّم على الأمـر.." وإذْ أفعل هذا الآن فذلك لأنكم إخوة الإيمان لاتعرفونه ولا يعرفكم ..ثمّ لحاجة في نفسي.."
لا تتصورون مدى فرحتي وسروري وأنا أشرف على هذا المشروع الخيْري الصّغير في مبْناه الكبير في محتواه..
وفعلتُ ذلك ..وكــم كانت فرحة العائلة المستفيدة أعظم..
كان هذا الأمــر من 3 سنوات ولازال مستمرّا إلى عامنا هذا..وفي كلّ عام أعْمد في البحث عمّن هم أشد حاجة لهذه الإعانة ..أفعل ذلك بين مستخير ومستشير..
والمضحك في الأمـر أنّني كنت اخشى ارتفاع سقف المصاريف في بعض الأحيان ، وعندما أبلّغ صاحب الأمــر ، يردّنِي مبتسما " أين هؤلاء من مصاريفنا..؟ "
إخوة الإيمان .. لقد حاز في نفسي أنْ أحدّثكم بهذه النّعمــة ، لا لشيء ســوى لتكُون لنا دخْرا ينفعُنا وحافزا يدفعنا ومثالا نقتدي به..
إخــوة الإيمان ، ماذا لوْ ترفّعنا قليلا عن غُلُوّنا ، ونزلْنا إلى مُستوى هؤلاء الأعظم من مستوياتنا جميعا ، واقتديْنا بهكــذا أفعال..
تصوروا مدى السّعادة التّي سنُدخلها في نفوس هؤلاء وهذا كلّه من فضل ربّي..

لن أطيل عليكم ..صيام مقبول ..وعيدكم مبارك كريم..
وجعلنا اللّه من أصحاب الأيدي العليا..

بقلــم غــروب في 23 رمضان 1435ه