الجمال الحسي والجمال المعنوي.

[ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
اما بعد....

رغم أهمية الجمال .. فالجمال مؤقت غير أنه إذا ألفته عينك يقل تقديرك له .. الأهم من الجمال .. العفة .. ماذا تفعل بإمرأة جميلة الشكل سيئة الطباع أو سيئة الخُلُق ؟ فـ ما هي إلا حظ ساعة ..
الجمال مهم في المرأة و لكن مفهوم الجمال ليس الجمال السينيمائي .. إنما الجمال الذي ترتاح له نفسك و تُسَر به عينك .. و ما يزيد الجمال جمالاً : الحياء ! ، فما كان الحياء في شئ إلا زانه .. و الحياء و العفة توأمان .. فاحرص عند اختيارك على الجميلة الحيية .. العفيفة ، التي تطمئن على نفسك معها في حضورك و غيابك ..
و العفة تحقق للرجل الأمان .. و الأمان أولى متطلباتنا النفسية لنحيا حياة سوية و لنستطيع أن نمنح الجب و نعمل و ننتج ، و لذلك كانت العفيفة من أفضل النساء فقد رشحها رسولنا الكريم عندما سأله صحابي عن صفات الصالحات من النساء للزواج فقال " إذا غبت عنها حفظتك في نفسها و مالك " أي حققت لك الأمان ..
و كذلك بالنسبة للرجل .. الرجل العفيف يأسر المرأة لأنه يحقق لها الأمان المنشود .. و الأمان أولى قيم المرأة التي تود تحقيقها من الزواج إلى جانب الإشباع العاطفي .
فإحرص على الأعف و لو كانت أوسط جمالا
فالجمال يتغير و لكن العفة طبع دائم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

المرأة الصالحة تكون في صحبة زوجها الرجل الصالح سنين كثيرة ، وهي متاعه الذي قال فيها رسول الله : ( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة المؤمنة ، إن نظرت إليها أعجبتك ، وإن أمرتها أطاعتك ، وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك ) .
وهي التي أمر بها النبي في قوله لما سأله المهاجرون أي المال نتخذ فقال : ( لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، أو امرأة صالحةً تعين أحدكم على إيمانه ) رواه الترمذي ، من حديث سالم بن أبي الجعد ، عن ثوبان .
ويكون منها من المودة والرحمة ما امتنَّ الله تعالى بها في كتابه ، فيكون ألم الفراق أشد عليها من الموت أحيانا وأشد من ذهاب المال وأشد من فراق الأوطان ، خصوصا إن كان بأحدهما علاقة من صاحبه ، أو كان بينهما أطفال يضيعون بالفراق ويفسد حالهم .
" مجموع الفتاوى " ( 35 / 299 ) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
فالمراة التي ينبغي نكاحها هي التي يتحقق فيها استكمال هذين الغرضين و هي التي اتصفت بالجمال الحسي و المعنوي.
فالجمال الحسي: كمال الخلقة لان المرأة كلما كانت جميلة المنظر عذبة المنطق قرت العين بالنظر إليها و أصغت الإذن إلي منطقها فينفتح إليها القلب و ينشرح إليها الصدر و تسكن إليها النفس و يتحقق فيها قوله تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة))-( الروم-21).

الجمال المعنوي: كمال الدين و الخلق فكلما كانت المرأة أدين و أكمل خلقا كانت أحب إلي النفس و اسلم عاقبة فالمراة ذات الدين قائمة بأمر الله حافظة لحقوق زوجها و فراشه و أولاده و ماله، معينه له على طاعة الله تعالى، إن ذكرته و أن تثاقل نشطته و أن غضب أرضته و المرأة الأدبية تتودد إلي زوجها و تحترمه و لا تتأخر عن شئ يحب أن تتقدم فيه و لا تتقدم في شئ يحب أن تتأخر فيه و لقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال: (( التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لا ماله بما يكره))- رواه أحمد والنسائي .
وقال صلي الله عليه وسلم: (( تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الأنبياء، أو قال: الأمم)) - رواه أبو داود والنسائي-

فان أمكن تحصيل امرأة يتحقق فيها جمال المنظر و جمال الباطن فهذا هو الكمال و السعادة بتوفيق الله.أ.هـ من كتاب الزواج
قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمة الله عليه - :

ينبغي للرجل إذا أراد أن يتزوج أن يسأل عن جمال المرأة فإن أعجبه سأل عن دينها, فإن أعجبه قبلها وإن لم يعجبه ردّها.
قال القاضي رحمه الله: من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها حدى الخصال، واللائق بذوى المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون، لا سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره انتهى. - تحفة الاحوذي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ