تحت أوراق الشجر..
بعيدا عن كل البشر..
يرقد على مآقي الحزن..
ذاك الكهل الضرير البائس..
دون نصير و لا عون..
يصارع الدنيا وحيدا يائس..
بعد هجرة الأهل و رحيل الابن..
تهاطلت عبراته..
لتسقي ملامح ذاك الوجه العابس..
بطلول الضيم..
و من الأسى و الانكسار مزن..
رماه القدر..
بين طواحين الألم..
تائه عليل هناك بعسر..
كطائر جريح بجناح ضامر..
على كرسي خشبي جالس..
شارد بين ما تراه العين..
و ما يهمسه القلب من كدر..
بين ضلوع زمن قاس..
تشرذم تفرقة دون عون..
و الآه تنوح في الفؤاد..
دون سؤال..و بيسر..
ارتمى على رصيف محطة القهر..
ليستمع الى ضحكات أنذل الأناس..
على حاله القاحلة المريعة..
بسخرية دون إحساس..
غرزوا أشواك الهم ..ومن جديد..
بين جدران روحه الخاوية..
لتعلن قسوة الزمن في قلبه الوغى..
صراع ولد بين أنفاسه الراكدة..
لتبدأ حكاية الانتقام تكوي جروحه..
بعد أن خطت العتمة..
بين سطور أهازيجه المتضاربة..
الظلام الخوف دون أمن..
ليشتعل فتيل الحقد..
و من العداوة جمر..
الى أن تجمدت أنظاره..
بعد أن لاحت له..
صورة الطفل البريء..
مسكين..يطعم الطير من رغيفه..
بين تلك الأسمال البالية..
التي تغطي عظامه الضعيفة..
و رغم ذلك أبى إلا ..
أن ينشد السعادة حوله..
ببراءة دون قصد..
تلك الصورة البسيطة..
سكنت عيونه..
و كانت لها السلطة بأن تنثر..
رذاذ الصفاء في قلب الكهل..
ليفتح صفحة جديدة..
كلها أمل..
أمل يوحي بأيام قد تصحح كل ما مضى..