كلمة من أستاذ "آيل للزوال" في مناسبة هذا اليوم...

[ابو اسامة زاكي 25]

صراحة لم أجد من أين أبدأ، مع هؤلاء "الكائنات" التي تهاجم من يسعى ولو ظاهريا لأجل مقارعة مظالم الوزارة، وأما النوايا الباطنية فيعلمها الله ...
فهذا مشكك، وهذا مكذب للأرقام والأعداد، فأصبح معول هذم في يد الوزارة ليأتي على ما بقي من إصرار لدى المعلمين والأساتذة ...
لمت كثيرا في إضراب ماي الماضي المثبطين والمتخاذلين، والذين سعوا لإفشاله، والتقليل من الهمة آنذاك، ولكن أسفي وحنقي على من يحاول التثبييط، وتكسير همة من بقي يراهن على شحذ الهمم وبقاء صوت المعلم والأستاذ جهورا، مهما كانت النوايا والغايات، لا يفقهه ولا يلمسه إلا من بقي له عقل وإحساس، ولا أظن هؤلاء المشككين والمثبطين والمتحاملين إلا أصحاب بلادة أو جهالة أو كليهما معا ...
يا أيها "الكائنات"، لكل إضراب أهداف ومغزى منها الظاهر ومنها الخفي، ولكن في المقابل ماذا قدمتم للمعلم والأستاذ وهو يئن في هذا الوضع؟...
يا أيها " الكائنات" يا من تتكلمون بإسم المعلم والأستاذ، ماذا تريدون حقا، أتريدون تحقيق " منحة التمايز مرة أخرى" وكفى ...
يا أيها " الكائنات" حتى إستراتيجيتنا التي بنيناها، والتي تمنينا بل وسعينا أن تكون من ثمارها "إضراب الكرامة" في مثل هذا الوقت على الأقل، لكن جهلكم وخوفكم على مناصبكم، وأفق تقديريكم الضيق، جعلكم تستغلون نفوذكم، وتحت عنوان " المجلس السيد"، أفرغتم عملنا وجهدنا من محتواه، وحولتموه إلى بهرجة، أضاف إليها الزعيم من هناك توابل سامة قاتلة بعنوان " رفض تساوي الأستاذ المكون مع المدير"، فأتي على ما بدأنا بترميمه، وأصابه في مقاتل ...
صراحة، كنت أتمنى أن أكون من المضربين في هذا اليوم، وقد وقعت في التردد والريبة، وهذا شأن يخصني ...
لكنني لا أستطيع أن أذم أو أقدح أي أستاذ وقف في وجه مظالم الوزارة بأي وسيلة أو طريقة يختارها، ...وأقلها أن أدعوا له بالتمكين والنجاح، فلن أخسر شيء، بل سيكون على الأقل تمهيدا لمواجهتي للوزارة إن كنت فاعلا حقا....
انتفضوا يا معلمين ويا أساتذة، وأقلها بالدعوة لمن يفعل بالتوفيق، والتمني له بالنجاح، والتفكير في سبيل قد يكون مماثل أو حتى بشكل مغاير لمقارعة مظالم الوزارة ...
فقط يا أيها " الكائنات" لا تكونوا محامون للوزارة ، معاول تكريس المظالم وإفشال الهمم...
يا أيها " الكائنات" اجتهدوا وهاتوا البديل من دون التثبيط، وزرع الهوان ، أو على الأقل، استحوا واسكتوا أو اختفوا،...

علي/قسنطينة أكتوبر 2013