من هم الأشــاعــرة ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من هم الأشــاعــرة ؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-08, 00:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24 من هم الأشــاعــرة ؟

كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين من أشدّ الناس نهياً عن الخوض في علم الكلام، وطريقتهم هي الاكتفاء بالإيمان الجُمْليّ والتسليم بما جاء في القرآن والسنة، من غير تكلُّف ولا خوضٍ في ما لا طاقة للعقول به، وكلام الأئمة في هذا الباب كثيرٌ جدا، فمن ذلك ما قاله عالم قريش الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله تعالى عنه: «آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله».
وقال سفيان بن عيينة - وهو أحد الأئمة المجتهدين - : «كلّ ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه».
وسئل إمام الأئمة وعالم المدينة مالك بن أنس رضي الله عنه عن قوله تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ كيف استوى؟ فقال: الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والسؤال عنه بدعة، وأمر بالسائل فأخرج من مجلسه.
ولم يزل هذا دأب السلف وأهلِ العلم من بعدهم، حتى اشتدّت شوكة المبتدعة وطغا شرُّهم، فاحتاج علماء الدين إلى حسم الخصومة في هذه المسائل، فلم يجدوا مناصا من الردّ على المخالفين ودفع شبهاتهم في ذلك.

وهؤلاء المبتدعة تجمعهم طائفتان كبيرتان:
1- الحشوية أو المشبّهة: ويغلب عليهم جانب الأثر والنقل، وهم طوائف كثيرة ونِحَلٌ شتى، ومنهم الكرَّامية والسالمية وغلاة الحنابلة وبعض جهلة المحدِّثين، وقد سلك هؤلاء مسلكا في الإثبات كاد يفضي بهم إلى التشبيه والتجسيم رغم تبرُّؤهم منه، إلا أن عقائدهم الشنيعة تنادي عليهم باعتقاد التشبيه مهما ادعوا خلاف ذلك.

كيف وقد صرح هؤلاء الحمقى في حق الله تعالى بما لم يفُهْ به أحدٌ من أهل الملل قبلهم، فزعموا أن الله تعالى ذو يدين ووجه وعينين وجنب وساق وقدم وأصابع ولهوات وأضراس، وأن ذلك كلّه على حقيقته وظاهره!! وزعموا أن الله سبحانه قاعدٌ على العرش مماسٌّ له، حتى اجترأ بعض مَرَدَتِهم فقال: إنه أكبر من العرش بأربع أصابع، وأن له حَدًّا من جهة السفل وهو ما يلاقي الصفحة العليا من العرش، وأنه ينزل من عرشه بذاته، ويهرول، ويمسُّ من شاء من خلقه، وحكى القاضي أبو بكر ابن العربي عن بعض أكابرهم أنه قال: (أعفوني عن الفرْج واللحية واسألوني عما وراء ذلك).
2- المعتزلة ومن وافقهم كالجهمية ونحوهم: وقد غلب عليهم جانب العقل والنظر، ونَفَقَتْ عليهم كثيرٌ من شُبَهِ الفلاسفة وأصولهم الباطلة، فرَامُوا حمل نصوص الشارع على مقتضى تلك الأصول، فأفضى بهم ذلك إلى التعطيل المحض ونفي صفات البارئ سبحانه، رغم توارد الأدلة عقلا ونقلا بإثباتها.

وقد انبرى متكلموا أهل السنة لنصرة الدين والذب عن حياضه، وكان من أوائلهم: أبو حنيفة النعمان بن ثابتٍ الكوفي، وعبد الله بن سعيد بن كُلاّب البصري، وأبو بكر القلانسي، والحارث بن أسد المحاسبي وغيرهم كثير..
وقد كانت طريقة هؤلاء الأئمة في الردّ على أهل البدع تختلف عن طريقة المحدثين، وذلك أنهم – أعني متكلمي أهل السنة - اعتمدوا في ردودهم على النظر العقليِّ، ولم يكتفوا بالآثار ونصوص الوحي المجرّدة، لأنه يمكن أن يتطرق إليها الطعن من جهة ثبوتها تارةً، ومن جهة دلالتها تارةً أخرى، فالحكمة قاضيةٌ بمواجهة أهل البدع بسلاحهم وهو الدليل العقلي، وكما قيل: (لا يَفُلُّ الحديدَ إلا الحديد).

وهذه الطريقة التي اتبعها هؤلاء العلماء لم تلق قبولاً عند بعض علماء الحديث، بل أنكروها جدا، وبدّعوا أهلها، ومن هؤلاء الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، فإنه كان من أشدِّ الناس إنكارا لهذا المنهج الكلامي في الردّ، ولهذا لمّا ألّف الحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله كتابًا في الردّ على المعتزلة، هجره الإمام أحمد بالرغم مما كان عليه الحارث من الزهد والورع.

قال أبو القاسم النصرباذي: بلغني أن الإمام أحمد هجره لهذا السبب، ولما أنكر عليه تلك المقالات وأجابه الحارث بأنه إنما ينصر السُنّة ويردُّ البدعة، قال أحمد: ويحك ألست تحكي بدعتهم أولاً ثم تردُّ عليهم؟ ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدع فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث؟. وقال: علماء الكلام زنادقة.
ولا شكّ أن ما قاله الإمام أحمد حقٌّ وصواب إذا كانت البدعة خافتةً، وأهلُها مغمورين، أما إذا تفشَّت وأطلّت برأسها، فلا معنى للسكوت عن الردّ.

وقد كانت جهود هؤلاء العلماء – كابن كلاب والمحاسبي – هي النواة التي تكوّنت منها المدارس الكلامية السُّنّية بعد ذلك.

ولم يزل أمر البدع في ازديادٍ وتفشٍّ حتى كادت أن تنطمس أنوار الوحي المحمدي، فظهرت صنوف الملاحدة من باطنية وقرامطة وبابكية ومتفلسفة، وتوغّل هؤلاء الملحدون في الكفر، واحتلوا أطراف البلاد، ونشروا الفساد، وأهلكوا الحرث والنسل، وضَعُفَ خلفاء العباسيين عن مجابهتهم، حتى امتدت أيديهم إلى الحرم المكي سنة 317 هـ، فقتلوا الحجيج يوم التروية، حتى قيل أنه قتل نحو 30 ألفا !!

وفي هذه الظروف الحرجة التي كان يمرُّ بها العالم الإسلامي آنذاك ظهر الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رحمه الله، فجدّد للأمة دينها، وأحيى ما انطمس من معالم التوحيد، وقام بنصرة السنة أتمّ قيامٍ، وردّ على أهل البدع أبلغ ردٍّ، حتى حَجَرَهُم في أقماع السمسم كما قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله.
وقد نشأ الأشعريُّ في أول أمره على مذهب المعتزلة أربعين عاما فيما قيل، حتى برع فيه، وصار من حذّاقهم، وقد تلقى الاعتزال بالبصرة عن أستاذه وزوج أمّه أبي عليٍّ الجُبَّائي، وهو شيخ المعتزلة البصريين في عصره.
يتبع......................









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأشــاعــرة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc