جلست إحدى عشرة امرأة..... فتعاهدن وتعاقدن..!!!

[قطــــوف الجنــــة]

عن عروة ، عن عائشة ، قالت :

جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا :

فقالت الأولى : زوجي لحم جمل غث (1) على رأس جبل وعر (2) ، لا سهل فيرتقى (3) ، ولا سمين فينتقل (4) .


قالت الثانية : زوجي لا أبث (5) خبره ، إني أخاف أن لا أذره (6) ، إن أذكره أذكر عجره (7) وبجره (8)


. قالت الثالثة : زوجي العشنق (9) ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق (10)


. قالت الرابعة : زوجي كليل (11) تهامة ، لا حر ولا قر (12) ، ولا مخافة ولا سآمة (13)


. قالت الخامسة : زوجي إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد (14) .


قالت السادسة : زوجي إن أكل لف (15) ، وإن شرب اشتف (16) ، وإن اضطجع التف ، ولا يولج (17) الكف ليعلم البث (18)


. قالت السابعة : زوجي عياياء (19) أو غياياء (20) طباقاء (21) كل داء له داء ، شجك (22) أو فلك (23) أو جمع كلا لك .

قالت الثامنة : زوجي المس مس (24) أرنب والريح ريح زرنب (25) .


قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد (26) طويل النجاد (27) عظيم الرماد (28) قريب البيت من الناد (29) .


قالت العاشرة : زوجي مالك وما مالك مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك (30) ، قليلات المسارح (31) ، إذا سمعن صوت المزهر (32) أيقن (33) أنهن هوالك .


قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع وما أبو زرع ؟ أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي (34) ، وبجحني (35) فبجحت (36) إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط (37) ودائس (38) ومنق (39) ، فعنده أقول فلا أقبح (40) ، وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقمح ، أم أبي زرع فما أم أبي زرع ، عكومها (41) رداح (42) ، وبيتها فساح (43) ، ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع ، مضجعه كمسل شطبة (44) ، وتشبعه ذراع الجفرة (45) ، بنت أبي زرع ، فما بنت أبي زرع ، طوع أبيها وطوع أمها ، ملء كسائها ، وغيظ جارتها ، جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ، لا تبث حديثنا تبثيثا (46) ، ولا تنقث (47) ميرتنا (48) تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا (49) ، قالت : خرج أبو زرع والأوطاب (50) تمخض (51) ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ، يلعبان من تحت خصرها (52) برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلا سريا (53) ، ركب شريا (54) ، وأخذ خطيا (55) ، وأراح علي نعما ثريا (56) ، وأعطاني من كل رائحة زوجا ، وقال : كلي أم زرع ، وميري (57) أهلك ، فلو جمعت كل شيء أعطانيه ، ما بلغ أصغر آنية (58) أبي زرع .

قالت عائشة : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كنت لك كأبي زرع لأم زرع »

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
____________________
(1) الغث : شديد الهزال
(2) الوعر : الصعب ، والصلب
(3) الارتقاء : الصعود إلى أعلى والارتفاع
(4) فينتقل : أي ينقله الناس إلى بيوتهم فيأكلونه
(5) بث الخبر : نشره وأظهره وأذاعه
(6) أذر : أترك ، والمعنى أخافُ ألاّ أتْرُكَ صِفَتَه، ولا أقْطَعَها من طُولها أو المعنى أخاف ألاّ أقْدِرَ على تَرْكِه وفِراقِه
(7) العُجْرة : نفْخَةٌ في الظهر ، وقيل العُجَر العروق المتعَقّدة في الظهر
(8) البُجَر : العروق المُتَعَقّدة في البطن أو انتفاخ في السُّرة ثم نقل إلى الأحزان
(9) العشنق : الطويل المفرط في الطول
(10) أعلق : أبقى معلقة لا مطلقة فأتزوج غيره ولا ذات زوج فأنتفع به
(11) كليل تهامة : المراد : هادئ الطبع
(12) القر : البرد الشديد
(13) السآمة : الملل
(14) عهد : استأمن واستحفظ ، والمراد : أنه يثق بها ولا يُخَوِّنُهَا
(15) لف في الأكل : أكثر وخلط
(16) اشتف : شرب جميع ما في الإناء
(17) يولج : يدخل والمراد يمد يده
(18) البث : البث في الأصل شدة الحزن والمرض الشديد كأنه من شدته يبثه صاحبَه
(19) العيَايَاء : العِنِّين الذي تُعْنِيه مباضَعةُ النِّساء، وهو من الإبل الذي لا يَضْرِب ولا ُيلقح.
(20) غياياء : كأنه في ظُلْمةٍ لا يَهْتَدِي إلى مَسْلك يَنْفُذ فيه. ويَجَوز أن تكون قد وَصَفَتْه بِثِقَل الرُّوح، وأنه كالظِّلِّ المُتَكاثِف المُظْلم الذي لا إشْرَاقَ فيه.
(21) طباقاء : هو المُطْبَق عليه حُمقاً. وقيل هو الذي أموره مُطْبَقة عليه : أي مُغَشَّاة. وقيل هو الذَّي يَعْجِز عن الكلام فتَنْطَبق شَفتاه، وقيل : يطبق صدره عند الجماع على صدرها فيرتفع عنها أسفله فيثقل عليها ولا تستمتع به
(22) شج : جرح غيره
(23) فلك : جرحك في أي جزء من بدنك
(24) المس مس أرنب : حسن الخلق ولين الجانب كمس الأرنب إذا وضعت يدك على ظهره فإنك تحس بالنعومة واللين
(25) الزرنب : نبتٌ طَيِّبُ الرَّائحة، ولعلها أرادت طيب ذِكْره بين الناس أو طيب رائحة جسده وثيابه
(26) رفيع العماد : العماد العمود الذي يرفع عليه البيت ويدعم به ، وهو كناية عن الرفعة والشرف
(27) النجاد : ما يحمل فيه السيف وطوله كناية عن طول الرجل
(28) عظيم الرماد : كثير الأضْياف والإطْعام ؛ لأن الرماد يكْثُر بالطَّبْخ
(29) النادِ : النادي، وهو مُجْتَمَع القومِ وأهل المجلِس
(30) المَبارِك : جمع مبرك وهو اسم للمكان الذي تنيخ فيه الإبل
(31) المسارح : جمع مَسْرح، وهو الموضِع الذي تسْرَح إليه الماشية بالغَدَاة للرَّعي
(32) المِزْهَر : العُودُ الذي يُضْرَبُ به في الغِناء
(33) أيقنَّ : تأكدن من الأمر وتحققن منه
(34) العضد : ما بين المرفق والكتف
(35) بجّحني : فرَّحني وأسعدني وعظمني ودللني
(36) بَجِحَت : فرحت وسعدت وتعظمت وتدللت
(37) أطيط : صوت الإبل والمراد أنهم أصحاب إبل وغنى وسعة
(38) دائس : يدوس الزرع ليخرج منه الحب ، وهي البقرة
(39) منق : المراد به : الذي ينقي الطعام أي يخرجه من بيته وقشوره ، والمقصود أنه صاحب زرع ويدوسه وينقيه
(40) أقبح : القبح ضد الحسن والمراد لا أزجر بكلام بذيء
(41) العكوم : جمع عِكم وهي الأوعية التي تجمع فيها الأمتعة ونحوها
(42) رداح : كبيرة وعظيمة
(43) فساح : واسع
(44) الشطبة : السَّعَفة من سَعَف النخلة ما دامت رَطبة ، أرادت أنه قليل اللحم دقيق الخَصْر ، فشبَّهته بالشطبة أي مَوضعُ نومه دقيق لنحافته . وقيل أرادت بمسَلِّ الشَّطْبة سَيْفا سُلَّ من غِمْده
(45) الجفرة : ولد المعز إذا بلغ أربعة أشهر
(46) تبثيثا : مصدر بثَّ وبث الخبر : نشره وأظهره وأذاعه
(47) التنقيث : النقل ، أرادت أنها أمينة على حفظ طعامنا لا تنقله وتخرجه وتفرقه
(48) الميرة : الطعام الذي يجمع للسفر ونحوه
(49) تعشيشا : المقصود لا تخون في طعامنا فتخبأ في كل زاوية شيئا فيصير كعش الطائر
(50) أوطاب : جمع وطب ، وهو وعاء اللبن
(51) تمخض : تُحَرَّك تحريكًا سريعا لفصل الزبد عن اللبن
(52) خصرها : وسطها
(53) السري : الشريف أو السخي
(54) الشري : الفرس الذي يستشري في سيره أي يلح ويمضي بلا فتور ولا انكسار
(55) الخطي : الرمح
(56) الثري : الكثير
(57) ميري : أطعمي
(58) الآنية : الوعاء للطعام والشراب