ظهرت جماعة جبهة النصرة لأهل الشام لأول مرة في يناير/كانون الثاني اي ديسمبر عندما تبنت المسؤولية عن هجمات مسلحة في سوريا التي تشهد ثورة شعبية ضد نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسدمنذ منتصف مارس/آذار من العام الماضي تحولت إلى انتفاضة مسلحة.وجبهة النصرة التي يعتقد أن لها علاقة بتنظيم القاعدة جماعة مستقلة عن الجيش السوري الحر لكنها ترتبط بعلاقات جيدة معه ومع باقي الفصائل والتنظيمات العسكرية في سوريا ويقول المنتسبون إليها إنها تضم مقاتلين محترفين مدربين تدريبا عاليا.
يصرح القائد أبي فاطمة الحلبي أحد أعضاء الجبهة حول فلسفة الجماعة ورؤيتها لما يجري في سوريا.
نحن رجال واضحون ونريد أن نتعامل بشفافية وصدق مع إخواننا في كافة المناطق, فلسنا كما تصوّرنا بعض الجهات الإعلامية التي سخّرت طاقاتها لتشويه صورتنا بأننا ضد النقاش والحوار وأننا غير منفتحين على الآخر وأننا لا نقبل الجلوس مع الذين نختلف معهم بالرأي, فهذا استخفاف لعقول المتابعين لهم إعلاميا, ومنهم من يصورنا على أننا قَدِمنا من الجبال ونأكل لحوم البشر ولا نبتسم ولا نرحم أحدا ولا نحب الناس وأننا لانعرف سوى لغة القتل.
نريد أن نخبر هؤلاء جميعا بأن الله فتح علينا بالخير الكثير, والحمد لله رجالنا من كافة الفئات الاجتماعية فمنهم المهندسون والأطباء والأساتذة ورجال الأعمال ومن كافة نخب المجتمع, نقبل الآخر ونتحاور معه ونتغاضى عن بعض الأخطاء بُغية التوافق والوصول إلى المصلحة العامة.
يقول انالشعب السوري يغلب عليه الإسلام بنسب عالية ونحن نقاتل دفاعا عن المسلمين من الشعب السوري ونبذل الدماء ولم نرَ أحدا من تلك الطوائف الأخرى قدم الدماء دفاعا عن أفراد طائفته من هذا النظام المجرم الذي لم يفرّق بين مسلم وغير مسلم.
نحن اتفقنا إن شاء الله أن نكون واضحين وصادقين منذ بداية الحوار، نقول إنّ ديننا دين رحمة ودين خير ليس للمسلمين فقط ولكن لكل أهل الأرض ونَعِدُ غير المسلمين أن يكون تعاملنا معهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى وفق تعاليم الشريعة الإسلامية وخاصة الذين لم يرفعوا السلاح في وجه المسلمين ولم يعملوا على تقوية النظام.
وعن الديمقراطية يقول القائد الجبهة
إذا كان مفهوم الديمقراطية هو الحرية والعدالة والكرامة التي تريد بها التخلص من الاستبداد ورفع الظلم عن بني الإنسان فالمعلوم أن الشريعة الإسلامية تكفل وتضمن العدالة المنشودة لكل أفراد المجتمع الذي تحتويه.
وأما عن نظام الحكم الذي نطمح إليه فمن المؤكد أننا لا نريد تطبيق العلمانية على مجتمع أغلبيته الساحقة من المسلمين, ولكن من المستغرب أن يسوّق لنا بعض من يتشدق بالديمقراطيات نظاما غربيا مستوردا من مجتمع كنائسي لكي يطبقه على الأغلبية المسلمة؟
وعن مفهوم الدولة الاسلامية يقول
هي دولة ليست كما يروج لها البعض بأنها متخلفة وستعود بالمجتمع إلى العصور الحجرية ولكننا نريد أن نقدم نموذجا لدولة إسلامية متطورة حضارية وراقية تسعى إلى الارتقاء بالمجتمع اقتصاديا وعلميا ووضع أسس لدولة متكاملة من كافة الاختصاصات الضرورية لتلبية حاجة المجتمع مثل وزارة الإدارة المحلية ووزارة التعليم ووزارة الاقتصاد ووزارة الصحة ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الإعلام... إلخ.ويضيف ..عن الدولة وتطبيق الشرع والحدود
إن الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده ممن وضع نصوص العقوبات بالدساتير الغربية فهم في دساتيرهم من ينفّذ حكم الإعدام بالصعق الكهربائي ومنهم من يفتخر بثورة قامت على قطع الرؤوس بالمقاصل ومنهم من يسن القوانين على إبقاء المعاقب في زنزانة انفرادية مدى الحياة ويعتبر نفسه ملتزما بحقوق الإنسان ونحن مثلا في دولة العدالة الإسلامية المنشودة أباح لنا الله سبحانه وتعالى تعطيل إقامة الحدود الشرعية في زمن الحرب حكمةً منه ورحمة بالعباد فلو تفكّر الدستوريون في هذه الفقرة فقط لعلموا مدى القصر العقلي والجهل الذي هم فيه غارقون, ونحن نؤمن أنّ أحكام الحدود والقصاص هي أرحم الأحكام على المجتمع الإسلامي بصورة عامة ولو ظن البعض أنها قاسية على الفرد ولكن خيرها على العموم.
نريد أن نقول لهم أن يميزّوا بين من يقدّم الدماء نصرةً للمسلمين وبين من يستغل دماءهم للوصول إلى كراسي الحكم ونختم بقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين".