هل كان ابن كثير رحمه الله أشعريا ؟ - كما يدّعون - - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل كان ابن كثير رحمه الله أشعريا ؟ - كما يدّعون -

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-02-21, 19:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي هل كان ابن كثير رحمه الله أشعريا ؟ - كما يدّعون -

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من والاه .
أما بعد :

الاشاعرة يحاولون نسبة العلماء إليهم , و لهم في هذا امور معروفة بل حتى جرى نسبة بعض السلفيين الى عقيدتهم و هو حي !!!

قال الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن عبد الهادي الشهير بابن المبرد - ت 909 هـ و هو من هو في شدته على الاشاعرة و الرد عليهم و التبرؤ من عقيدتهم - في كتابه كشف الغطا عن محض الخطأ:


((وكنت مرة عند رجل من أكابر الحنفية، فدخل رجل آخر من الحنفية، فمدحني، وقال: الشيخ رجل مليح أشعري الاعتقاد. فقال له ذلك الرجل: لأي شيء قلت أشعري العقيدة ؟ فقال: لأن الاعتقاد الصحيح ينسب إلى الأشعري.

فالله الله !! فوالله قد كذب علي، وأنا بريء من قوله، لا أكون عليه إلا أن يزول عقلي، أو يذهب ديني!!!))عن ثمار المقاصد ص25 والتمهيد ص30 كلاهما لابن عبد الهادي.


فهل كان ابن كثير رحمه الله أشعريا كما يدعي أهل الكلام أم أنه كان على المنهج القويم القائم على الأثر ...
و هل قرر ابن كثير رحمه الله قط في كتبه ما يقرره الأشاعرة في عقائدهم المطولة والمختصرة من أن الله ليس فوق العرش ولا تحته ولا فوق السموات ولا داخل العالم ولا خارجه لا متصل ولا منفصل ، لا يقرب منه شيء ولا ترفع إليه الأيدي ولا تتوجه له القلوب بالعلو كما فطرها الله عز وجل ، وأن القرآن العربي مخلوق -عند التعليم فقط!- ولا يكلم ولا يتكلم ولا نادى ولا ينادي بل ولا يقوم به فعل البتة بل ما يضاف إليه جل وعلا من ذلك فإنما يعود معناه إلى أمر مخلوق منفصل عنه !! ، وأن صفاته سبعة أو ثمانية والبقية تتأول أو تفوض نصوصها !! ، وأن الله قد يفعل لا لحكمة ، وأنه يجوز أن يفعل كل مقدور لا ينزهونه عن شيء منه ، فلو قدر رجلان "أحدهما مؤمن عالم عادل وصالح مصلح ، والآخر مشرك كافر وجاهل ظالم وكاذب مفسد ، ثم قدر أن ذلك المؤمن عوقب في الدنيا والآخرة ، فأذل في الدنيا وقهر وأهلك ثم جعل في الآخرة في قعر جهنم خالداً مخلداً أبد الآبدين معذباً في النار وذلك الكافر الظالم أكرم في الدنيا والآخرة وجعل في الفردوس الأعلى أبد الآبدين!!!" كان هذا غاية العدل والرحمة عندهم!! ، وأن ذات العبد محل لفعل الله فحسب فليس العبد هو الفاعل حقيقة ولا لقدرته تأثير في فعله بل هو مجرد محل !! ، وان الإيمان مجرد تصديق القلب ومعرفته!! الخ الخ وهذا كله من اعتقاداتهم المعروفة التي عليها جمهورهم والتي هي أمور مشهورة في المذهب فليست هي هفوة من أحدهم كهفوة الجويني في علم الله !! أو هفوة الغزالي في قدرة الله !! أو هفوة الرازي في إرادة الله !!ونحو هذا ، ، والقاصمة بدعة الرازي أن الأدلة اللفظية--الكتاب والسنة-- لا تفيد اليقين إلا بشروط يستحيل تحققها!!! والتي تابعها عليه الكثير منهم ، الخ الخ من هذه العقائد المخالفة صريح الكتاب والسنة وتنبذها الفطر السليمة بالمرة .


فهل قال ابن كثير قط بهذه الأباطيل؟؟؟

وهل رأيته يوماً في تفسيره أو غيره من المصنفات قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين التي يسمونها قواطع عقلية وهي هلاوس بدعية لا أكثر ولا أقل؟

وهل قرأت له يوماً أن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر تنفيها القواطع العقلية-يقصدون الهلاوس-؟

هل رأيته في مصنفاته أعرض عن توحيد الألوهية والعبادة وأنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم والذي يعلمه عامة الناس بضرورة الفطرة ؟؟

وقد ذكر في كتبه كثيراً من كتب السنة والعقيدة السلفية ، فهل قال أنها كتب وثنية وتجسيم؟ أم أثنى عليها وعلى عقيدة مصنفيها؟

وقد وقع في عصره أعظم المنازعات بين أهل السنة والأشعرية فما كان موقفه آنذاك؟ ومع من كان مع الأشعرية أم أهل السنة.؟

هذه الأسئلة إن أجبنا عليها بإنصاف عرفنا أن دعوى أشعرية ابن كثير دعوى باطلة وغير صحيحة ألبته.

فهذا الحافظ الأثري من أبعد الناس عن كلامياتهم وخبطهم وخرابيطهم وله حرص كبير على تقرير توحيد الألوهية وفي تفسيره لا يكاد يترك فرصة إلا ويذكر بتوحيد الألوهية فتراه يقول في تفسير فوله تعالى:

{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} .
((يقول تعالى مقررا أنه لا إله إلا هو؛ لأن المشركين -الذين يعبدون معه غيره -معترفون أنه المستقل بخلق السموات والأرض والشمس والقمر، وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم..، فذكر أنه المستبدُّ بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيرًا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك".))

وقال في تفسير قوله: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }:

((هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.))إلخ وقال في موضع آخر: ((يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية الإلهية)).

ويقول: ((يقرر تعالى وحدانيته، واستقلاله بالخلق والتصرف والملك، ليرشد إلى أنه الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له؛ ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره، المعترفين له بالربوبية، وأنه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية، فعبدوا غيره معه، مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئًا، ولا يملكون شيئًا، ولا يستبدّون بشيء، بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى: { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [الزمر: 3]))

وليس الأمر مقتصراً على تفسيره بل تجده حتى في تأريخه يذكر هذا الأمر العظيم الذي هو أصل الأصول وغاية المأمول قال في البداية والنهاية-عن طريق الشاملة- : ((وتقدم في الحديث: " نحن معشر الانبياء أولاد علات ديننا واحد وأمهاتنا شتى " والمعنى أن شرائعهم وإن اختلفت في الفروع، ونسخ بعضها بعضا حتى انتهى الجميع إلى ما شرع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين إلا أن كل نبي بعثه الله فإنما دينه الاسلام، وهو التوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [ الانبياء: 25 ] وقال تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) [ الزخرف: 45 ] وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة) الآية [ النحل: 36 ]...والمقصود أن الشرائع وإن تنوعت في أوقاتها إلا أن الجميع آمرة بعبادة الله وحده، لا شريك له وهو دين الاسلام الذي شرعه الله لجميع الانبياء، ..فدين الاسلام هو عبادة الله وحده لا شريك له، وهو الإخلاص له وحده دون ما سواه))إلخ

وكيف لا يكون كذلك وهو رحمه الله صاحب تلخيص كتاب الاستغاثة لشيخه ابن تيميه ينظر مقدمة الاستغاثة ص85-90 ، فالحاصل أنك لا تجد في تفسيره أو غيره أنه قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين ولا قال بأن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر ولا أنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم وأهمل الألوهية بل على النقيض كما نقلنا ، ولم نجده قد قال بأباطيلهم المشهورة التي ذكرناها آنفاً كقولهم لا داخل ولا خارج والكلام نفسي والقرآن العربي مخلوق إلخ.

أما موقفه من كتب السنة والسلف فتبين سلفيته بوضوح :وتأمل-على سبيل المثال- قوله في ترجمة ابن أبي عاصم حين قال: ((أبو بكر بن أبي عاصم صاحب السنة والمصنفات وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن النبيل، له مصنفات في الحديث كثيرة، منها كتاب السنة في أحاديث الصفات على طريق السلف))

كتاب السنة هذا الذي هو عند الأشاعرة كتاب حشو وتجسيم ووثنية والذي أثبت فيه هذا الإمام السلفي العلو والصفات بما يصنفه الأشعري المبتدع في خانة"التجسيم!"

وقال فيه على سبيل المثال ((باب ما ذكر أن الله تعالى في سمائه دون أرضه)) ج1/342 وقال في1/352: ((وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض))

وقال ج1/358 : ((باب ذكر الكلام والصوت والشخص وغير ذلك))

وتأمل حمده لله رب العالمين على أن وقع له سماع مصنفي الإمام حافظ المشرق عدو الجهمية والمعطلة المريسية عثمان بن سعيد الدارمي –النقض والرد-كما ذكر ذلك في ترجمته في طبقات الشافعية حين ذكر قول شيخه الذهبي: ((وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشر المريسي سمعناه ، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاً ولله الحمد والمنة)) فتأمل لو وقع لأشعري سماعهما هل سيقول ما قاله ابن كثير أم سيقع مصعوقاً من طحن الدارمي لمذهبه ؟؟

وتأمل قوله في بدء ترجمة الإمام أنه ((محدث هراة أحد الحفاظ والأعلام ..)) ونقل الكثير في الثناء عليه وعلى موقفه من المبتدعة هذا مع وقوفه على الكتابين وما فيهما مما يسمونه المعطلة تجسيم وحلول حوادث إلخ.

وهو -كشيخه الذهبي- كثيراً ما ينتهز الفرصة في تراجمه للأئمة فيُذكر بعقيدة المترجم له السلفية أو ينقل كلامه أو يبين توبة الأشعري أو حيرته ينظر ذلك على سبيل المثال في ترجمة شيخ الإسلام الصابوني الشافعي طبقاته ج1/352 وترجمة شيخ الشافعية في العراق محمد بن أحمد الترمذي ج 1/176وترجمة مجدد القرن الثالث أحد عظماء الشافعية الإمام ابن سريج ج1/185 ، وترجمة الحافظ ابن العطار الهمذاني -في البداية والنهاية- صاحب "فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد" -وفيها إثبات العلو وذم الكلام- وقال عنه أنه (صحيح الاعتقاد) وينظر ترجمة الكرجي الحافظ حيث قال: ((وله مصنفات كثيرة منها الفصول في أعتقاد الائمة الفحول، يذكر فيه مذاهب السلف في باب الاعتقاد، ويحكي فيه أشياء غريبة حسنة)) وغير هؤلاء كثير ، وفي الجهة الأخرى ينظر ترجمة الجويني ج2/49-50 والرازي ج2/258-260 والغزالي في ج2/99 من الطبقات وقال فيها: ((ولما كان الغزالي رحمه الله قد أوغل في علم الكلام –وفي نسخة علوم كثيرة-وصنف في كثير منها واشتهرت ، فصار من نظر في شيء منها يعتقد أنه كان يقول بذلك ، وإنما قاله –والله أعلم- أثراً لا معتقداً ، وقد رجع عن ذلك كله في آخر عمره إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والاشتغال بصحيح البخاري..وقد كثر القيل والقال في مصنفاته والاستدراك عليها..ثم نقل من رد عليه))إلخ

وقوله أنه كان يصنف ولا يعتقد بما يصنفه قول بعيد وفيه نظر شديد ولكن رجوعه الذي ذكره بعد هذا هو الذي نعتقده في أمر الغزالي رحمه الله ولا يرتضيه الخصم.

وكذا ينقل ذم السلف لعلم الكلام ولا يتأوله كما فعل هذا من فعله من الأشعرية قال في ترجمة الشافعي من البداية والنهاية-من خلال الشاملة-:

((قال-يعني الشافعي-: لو علم الناس ما في الكلام من الاهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد.
وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويطاف بهم في القبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا.
وقال: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيرا، حفظوا لنا الاصل، فلهم علينا الفضل.
ومن شعره في هذا المعنى قوله: كل العلوم سوى القرآن مشغلة * إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال: حدثنا * وما سوى ذاك وسواس الشياطين وكان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر.
وقد روى عن الربيع وغير واحد من رؤوس أصحابه ما يدل على أنه كان يمر بآيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف، على طريق السلف.))

وتأمل هذا الكلام الأخير جيداً خصوصاً قوله (( ولا تحريف)) ولم يقل ((ولا تأويل)) تعرف مقدار متابعته لما قرره شيخه شيخ الإسلام ابن تيميه في هذا ،فقوله ((ولا تعطيل ولاتحريف)) يعني ما قرره شيخه أنها لا تفوض ولا تحرف عن معانيه اللائقة بالله تعالى.

وله كلام جيد في بيان إفلاس الجهمية المؤولة ، قال من البداية والنهاية-عبر الشاملة-:

والجهمية تستدل على الاستواء على العرش بأنه الاستيلاء ببيت الاخطل: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وليس فيه دليل، فإن هذا استدلال باطل من وجوه كثيرة، وقد كان الاخطل نصرانيا

ثم قال في موضع آخر:
((وكان الاخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعني الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا.
فإنه إنما يقال استوى على الشئ إذ كان ذلك الشئ عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استولى عليه، أو معنى الاستواء الاستيلاء، ولا تجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الافلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح وليس فيه حجة والله أعلم.))

وكثير من الأشعرية –كالجويني ومن وافقه وهم عامة المتأخرين- هم من يحتج بهذا البيت لتقرير التأويل ، فتأمل وصف المحتج بهذا البيت-مطلقاً فهو لم يقيد- بالجهمية مع معرفته بأن عامة أشعرية عصره على هذا.

ثم تأمل موقفه من ما حصل بين أهل السنة والأشعرية في عصره -أعني بين ابن تيميه وخصومه-تعرف مع أي جماعة هو، أنظر قوله :

((وبحثوا في "الحموية" وناقشوه في أماكن منها ، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير)) أسكت من؟ أسكت الأشعرية.

ويقول عن مناظرة شيخ الإسلام لهم في الواسطية: ((وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين "الواسطية" ..وحضر الشيخ صفي الدين الهندي ، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا ، لكن ساقيته لاطمت بحرا!!)) والبحر هو البحر السني السلفي

وقوله: ((وفي ليلة عيد الفطر أحضر الامير سيف الدين سلار نائب مصر القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء فالقضاة الشافعي والمالكي والحنفي، والفقهاء الباجي والجزري والنمراوي، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين بن تيمية من الحبس، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطا بذلك، منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلموا معه في ذلك، فامتنع من الحضور وصمم، وتكررت الرسل إليه ست مرات، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يعدهم شيئا، فطال عليهم المجلس فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين.))

وقوله: ((ثم اجتمعوا يوم الاحد بمرسوم السلطان جميع النهار، ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير، أكثر من كل يوم، منهم الفقيه نجم الدين بن رفع وعلاء الدين التاجي، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد، وعز الدين النمراوي، وشمس الدين بن عدنان وجماعة من الفقهاء وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار، بعضهم بالمرض، وبعضهم بغيره، لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والأدلة، وأن أحدا من الحاضرين لا يطيقه، فقبل عذرهم نائب السلطنة ولم يكلفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم أو بفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة وجاء الامير حسام الدين مهنا يريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق، فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه، وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه.))

((..وكتبوا في حقه-أي الآملي- محاضر بأشياء قادحة في الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس ، ومن جملة ذلك: قيامه على شيخ الإسلام ابن تيميه ، وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقله ورعه ، فعجل الله له هذا الجزاء على يد أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقا))


فتبين من هذا كله-وقد تركت الكثير- بطلان دعوى أنه أشعري وأنه من أشعريتهم براء !! فإما أن تكون العبارة لا تصح أو تكون على وجه المزاح كما ذكر أحد الأخوة ، وإما أن يقال:

في الوجه الثالث: أنه قد تبين أنه ليس على مذهب الأشعرية الذي استقر عليه القوم فيجوز أن يكون قد نسب نفسه للأشعرية على اعتبار ما ورد في الإبانة وقد ذكر شيخه شيخ الإسلام أن من قال بما في الإبانة ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهو من أهل السنة (1) ، وابن كثير قد نقل في طبقاته أن الأشعري مر بثلاثة أحوال معتزلي ثم كلابي ثم سلفي وقال: ((الحال الثانية إثبات الصفات العقلية السبعة ..وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالثة إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف ، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً)) وهذه الإبانة هي التي ينقل منها شيوخه ابن تيميه والذهبي والتي يقول القوم أنها مدسوسة عليه وأن بها حشو وتجسيم واضح!!

الوجه الرابع: أن القوم أنفسهم اعترفوا بنفي نسبته للأشعرية ووصفوا معتقده بالفساد وأنه على طريقة واحدة هو وابن تيميه، فكيف يكونوا -هو وهم- جميعاً أشاعرة !!؟ ولو كان ابن كثير معهم لما قالوا هذا فيه فالحمد لله الذي أنطقهم بالحق ، ، وفي مقدمة "الإشارة في علم الكلام" للرازي تحقيق بعض أتباع سعيد فودة وبإشرافه هو وبتقديم علي جمعه مفتي مصر الأشعري فيه ص 32: ((ابن كثير والذهبي كانا على طريقة ابن تيميه في العقائد وإن كان ابن كثير أقل من الذهبي والذهبي أقل من شيخه ، إلا أنهم يجمعهم طريقة واحدة في العقائد)) ، وأذكر أنني قرأت للكوثري-وسأبحث عن لفظه وموضعه إن شاء الله- أن ابن تيميه أفسد معتقد ابن كثير فابن كثير فاسد المعتقد عنده.


أما أن المبتدعة يزعمون أن الذهبي وابن تيمية ! إلخ على مذهبهم بسبب كلمة مبتورة هناك او هناك ، فيقال: ينبغي أن تعلم أخي أن معرفة منهج أحد الأئمة في العقيدة يتطلب النظر في منهجه -من عامة كتبه- في مصدر التلقي وموقفه من تعارض العقل والنقل وخبر الآحاد في العقيدة على سبيل المثال، وموقفه من توحيد العبادة وكذا الأسماء والصفات خصوصاً المسائل الكبار كالعلو وكلام الله و الصفات الخبرية وكذلك عقيدته في الإيمان وعقيدة في القدر وأفعال العباد وغير ذلك ، فليس الأمر مجرد كلمة تقتص عن سياقها وحسب! ، ثم أهل السنة لا معصوم عندهم غير الأنبياء والرسل عليهم السلام ، ولو غلط إمام سني في مسألة علمية أو عملية فلا يتابعوه عليها ولا يسوغوا الوقوع في الخطأ لمجرد أن ذاك الإمام قد زل فيها فالعبرة عندهم بالدليل ، وهم كذلك لا يبدعوه لأجلها ، ، فالأمر كما يعبر أحد المشايخ بأن مذهب أهل السنة كالنهر الجاري والعلماء كالشجر المنتصب فيه ولو انكسر من أحدها غصن –وهي الزلة- فلا يتوقف النهر عن الجريان بل يبقى جار كما هو والغصن ما يلبث أن يتنحى.

هذا و الله أعلم وبالله التوفيق.




من كلام الأخ فيصل ..
بتصرف









 


قديم 2013-02-21, 22:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لو اختصرت افضل بدل هذا كل هذا الحشو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصرالدين الجزائري مشاهدة المشاركة

الاشاعرة يحاولون نسبة العلماء إليهم , و لهم في هذا امور معروفة بل حتى جرى نسبة بعض السلفيين الى عقيدتهم
نبدل هنا كلمة اشاعرة بكلمة وهابية ليكون كلامك صحيح ونقول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرد الصحيح مع التعديل مشاهدة المشاركة

الوهابية يحاولون نسبة العلماء إليهم , و لهم في هذا امور معروفة بل حتى جرى نسبة بعض الاشاعرة الى عقيدتهم
وعموما ساغرق لك الموضوع ولا تلمني فانت من بدا بالاغراق
ولا يوجد اسهل من النسخ واللصق









قديم 2013-02-22, 16:36   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
لو اختصرت افضل بدل هذا كل هذا الحشو

نبدل هنا كلمة اشاعرة بكلمة وهابية ليكون كلامك صحيح ونقول

وعموما ساغرق لك الموضوع ولا تلمني فانت من بدا بالاغراق
ولا يوجد اسهل من النسخ واللصق
لماذا أصابك الرعب ؟
هل دخلك شك في عقيدة التعطيل ؟ فنراك تضع خلاصة للموضوع .. اتركنا على الأقل نردعلى كلامك المليء بالأخطاء و قد حسبناك تفقه حقا عن أي شئ تتحدث لكن للاسف لا تختلف عن الآخرين أمثال موم134 و بقية المجاهيل ...

المهم .. كان الأجدر بك أن تثبت أن كلامي غير صحيح .. فأنا كتبت موضوع و النقاش يكون حول مضمونه .. و طول الموضوع لا يسمى إغراق بل هو مضمونه فقط .. و كان الأجدر بك أن تثبت أن كلامي عار من الصحة ..
و محاولة اغراق الموضوع بالنسخ و اللصق هي في الحقيقة محاولة فاشلة .. فالحقيقة ولضحة للعيان ..
فتارة تقولون أن لله وجه و تقولون بالتفويض و تارة أخرى تنكرون الوجه و تؤولون المعنى ...

أولا عليك أن تعلم أن السلف قد يفسرون اللفظ بالمطابقة و يفسرونها أيضا باللازم و بالتضمن .. فأهل السنة يثبتون الصفة و يثبتون ما تضمنته و يثبتون اللوازم .. و هذا من التأويل الصحيح .. أما التأويل المحرف فهو الذي لا يستند إلى أي دليل ..
فكلام ابن كثير لم يكن تأويل الكلابية بل كان تأويل صحيح يستند الى دليل صحيح .. أما تأويلكم فهو تأويل تحريف .. فأي تأويل لا يكون بدليل نصي أو من لسان العرب فهو تحريف ...
فالقول أننا ننكر تفسير القرآن فهذا جهل و بهتان .. بل نحن ننكر التأويل الفاسد فقط الذي يراد به التحريف ...

فانظر الى تفسير ابن كثير للآية .. وهذه الآية كقوله تعالى : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) [ القصص : 88 ] ، وقد نعت تعالى وجهه الكريم في هذه الآية الكريمة بأنه ( ذو الجلال والإكرام ) أي : هو أهل أن يجل فلا يعصى ، وأن يطاع فلا يخالف ، كقوله : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) [ الكهف : 28 ] ، وكقوله إخبارا عن المتصدقين : ( إنما نطعمكم لوجه الله ) [ الإنسان : 9 ]



يتبع ...









قديم 2013-02-22, 22:10   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصرالدين الجزائري مشاهدة المشاركة
لماذا أصابك الرعب ؟
[/
هههه
يصيبني الرعب
لماذا ؟
من قصيدتك التي أولها كفر كما يقال
أكيد تسمع بالمثل الشعبي الشهير " المكتوب باين من عنوانه "
فموضوعك أوله كذب ومضمونه حشو فلماذا اتعب نفسي في قراءته
فضلا على أن يصيبني رعب من قراءته
كما قلت لك هنا https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...1&postcount=23 انتم مجرد مقلدين وغاية ماعندكم هو النسخ واللصق والحشو
وشبهتك هذه تم نقاشها من قبل في كثير من المنتديات والحقيقة فيها واضحة وجلية لا ينكرها الا مكابر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصرالدين الجزائري مشاهدة المشاركة
هل دخلك شك في عقيدة التعطيل ؟
[/
انقلبت في عقولكم المفاهيم
فأصبحت العقيدة الحقة بالنسبة لكم تعطيل
والتجسيم هو كمال العقيدة وجوهرها
اعد قراءة الردود هنا ولاداعي لكثرة الحشو والكلام
السلام عليكم









قديم 2013-02-23, 18:12   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
هههه
يصيبني الرعب
لماذا ؟
من قصيدتك التي أولها كفر كما يقال
أكيد تسمع بالمثل الشعبي الشهير " المكتوب باين من عنوانه "
فموضوعك أوله كذب ومضمونه حشو فلماذا اتعب نفسي في قراءته
فضلا على أن يصيبني رعب من قراءته
كما قلت لك هنا https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...1&postcount=23 انتم مجرد مقلدين وغاية ماعندكم هو النسخ واللصق والحشو
وشبهتك هذه تم نقاشها من قبل في كثير من المنتديات والحقيقة فيها واضحة وجلية لا ينكرها الا مكابر


انقلبت في عقولكم المفاهيم
فأصبحت العقيدة الحقة بالنسبة لكم تعطيل
والتجسيم هو كمال العقيدة وجوهرها
اعد قراءة الردود هنا ولاداعي لكثرة الحشو والكلام
السلام عليكم
ردك يبين حجم الرعب الذي ولج قلبك ... هي العقيدة الفاسدة التي تأثرت بالحق ...
و لو لم تكن مرعبا مرتابا لقرأت و رددت كلامي .. لكنضعف الحجة و علمك في قرارةة نفسك أن عقيدة مصدرها العقل هي فاسدة و لا تقارن مع عقيدة مصدرها النقل المباشر و الصريح و الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ...

صدقت في قولك أننا مجرد مقلدين في العقيدة .. فنحن نقلد نينا عليه الصلاة و السلام و لا نخرج عن عقيدته ... و أنتم تقلدون من ؟


أما عن التجسيم .. فنحن نؤمن أن الله موجود قائم بصفاته .. فإذا كان هذا مقصودك من التجسيم فأنا لا انفيه مع معارضتي لاستعمالك لفظ الجسم لأنه لفظ مجمل مبتدع .. أما إذا كان قصدك بالجسم هو الجسد و الاعضاء فلا تكذب ..لأنك تعلم أننا لا نقول هذا ...

و ردودك قرأتها كلها بتمعن و فهمت كلامك جيدا ثم رددت عليك .. أما أنت فقد أقررت أنك لا تقرأ ردودنا و " تغرق " المواضيع بردودك المكررة .. و بدل أن ترد على كلامي تكتب لنا عن فتاوى علماء الحجاز في مشاكلهم و حروبهم .. أهل مكة أدى بشعابها ..

أسأل الله أن يهديك إلى سراطه المستقيم و يرفع عنك هذا الابتلاء ...









قديم 2013-02-21, 22:49   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أشعرية ابن كثير متحققة من وجوه
1_تأويل ابن كثير
قال ابن كثير في تفسيره:
((وقوله: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } : إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم، الذي تموت الخلائق ولا يموت، كما قال تعالى: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ } [ الرحمن : 26 ، 27 ]، فعبر بالوجه عن الذات، وهكذا قوله ها هنا: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } أي: إلا إياه.
وقد ثبت في الصحيح، من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أصدق كلمة قالها شاعر [كلمة] لبيد:
ألا كلُّ شَيْء مَا خَلا اللهَ بَاطِلُ
وقال مجاهد والثوري في قوله: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } أي: إلا ما أريد به وجهه،وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له.
قال ابن جرير: ويستشهد من قال ذلك بقول الشاعر:
أسْتَغْفِرُ اللهَ ذنبًا لَسْتُ مُحْصِيَهُ ... رَبّ العبَاد، إلَيه الوَجْهُ والعَمَلُ ...
وهذا القول لا ينافي القول الأول، فإن هذا إخبار عن كل الأعمال بأنها باطلة إلا ما أريد بها وجه الله عز وجل من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة. والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وهالكة وزائلة إلا ذاته تعالى، فإنه الأول الآخر الذي هو قبل كل شيء وبعد كل شيء))
فهو هنا يقرر تأولين للآية ويقبلهما ولم يشر ابداً إلى القول بأن الوجه صفة أو هو على الحقيقة بكيف مجهول

وقال أيضاًً في تفسير قوله تعالى(وقالت اليهود يد الله مغلولة)(( يخبر تعالى عن اليهود -عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة-بأنهم وصفوا الله، عز وجل وتعالى عن قولهم علوًا كبيرًا، بأنه بخيل. كما وصفوه بأنه فقير وهم أغنياء، وعبروا عن البخل بقولهم: { يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ }
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبد الله الطهراني، حدثنا حفص بن عمر العَدَنِيّ، حدثنا الحكم بن أبان، عن عِكْرِمَة قال: قال ابن عباس: { مَغْلُولَةٌ } أي: بخيلة.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ } قال: لا يعنون بذلك أن يد الله موثقة ولكن يقولون: بخيل أمسك ما عنده، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
وكذا روي عن عِكْرِمَة، وقتادة، والسُّدِّي، ومجاهد، والضحاك وقرأ: { وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا } [الإسراء:29]. يعني: أنه ينهى عن البخل وعن التبذير، وهو الزيادة في الإنفاق في غير محله، وعبَّر عن البخل بقوله: { وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ } .
فهو هنا أيضاً يؤول الآية ويفسرها بالمجاز ولا يذكر قول من قال إن اليد صفة حقيقية

وقال أيضاً(({ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } أي: هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم، ويعلم ضمائرهم وظواهرهم، فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم كقوله: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة : 111].
وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا الفضل بن يحيى الأنباري، حدثنا علي بن بكار، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سل سيفه في سبيل الله، فقد بايع الله" .
وحدثنا أبي، حدثنا يحيى بن المغيرة، أخبرنا جرير، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر: "والله ليبعثه الله يوم القيامة له عينان ينظر بهما، ولسان ينطق، به ويشهد على من استلمه بالحق، فمن استلمه فقد بايع الله"، ثم قرأ: { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } .))
وقال أيضاً(({ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ } يعني: السفينة { بِأَعْيُنِنَا } أي: بمرأى منا))
وقال ايضاً((وقوله: { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } أي: اصبر على أذاهم ولا تبالهم، فإنك بمرأى منا وتحت كلاءتنا، والله يعصمك من الناس.))
وقال (قوله تعالى "السماء منفطر به" قال الحسن وقتادة أي بسببه من شدته وهوله ومنهم من يعيد الضمير على الله تعالى وروي عن ابن عباس ومجاهد وليس بقوي لأنه لم يجر له ذكر ههنا)
والعجب كل العجب ممن يأتي بعد ذلك ليقول هذا ليس بتأويل بل هو المعنى الذي يدل عليه سياق النص ونحن نقول سياق النص سبب للتأويل الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر بدليل وليس بديلاً عنه ولكن هؤلاء يقولون ذلك تمويهاً وخداعاً وتلاعباً هرباً من الاعتراف بمسلك التأويل الذي اعتمده كثير من أهل السنة
على أننا لا نقصد بالتأويل إلا ما ذكروا فكيف ينكرون علينا ما بمثله يقولون
أم أنهم ينكرون لفظ التأويل فقط
لا أبداً ولكن شأنهم التخبط في كل ما يقولون فنسأل الله السلامة










قديم 2013-02-21, 22:50   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

2_تفويض ابن كثير
وقال أيضاً((وأما قوله تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما يُسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري،والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، و { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى:11 ] بل الأمر كما قال الأئمة -منهم نُعَيْم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري -: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر". وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى، ونفى عن الله تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى.))
وهو صريح في نفي الظاهر والتفويض










قديم 2013-02-22, 18:15   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
2_تفويض ابن كثير
وقال أيضاً((وأما قوله تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما يُسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري،والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، و { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى:11 ] بل الأمر كما قال الأئمة -منهم نُعَيْم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري -: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر". وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى، ونفى عن الله تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى.))
وهو صريح في نفي الظاهر والتفويض
الظاهر المتبادر الى أذهان االمشبهين ... لماذا لم يقل المتبادر الى الأذهان بصفة عامة و قال أذهان المشبهين بالتخصيص ؟

كلام ابن كثير فيه المعنى الذي يدعو إليه أتباع السلف المخالفون للأشاعرة الخلفية.

وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، لا يشبهه شيء من خلقه
والفرق بين أتباع السلف والأشاعرة:
أن السلف ومنهم ابن كثير يقولون بالظاهر (ويمرونه كما جاءت الآيات) وينفون التشبيه (الظاهر في أذهان المشبِّهين).
فيقولون لصفة يد الله: (نمرها كما جاءت)، فنقول: إنها (يد) حقيقية، ولكننا ننفي مشابهتها لأيدي المخلوقين.
حتى أبو الحسن الأشعري أثبت في كتابه الإبانة صفة يد الله له.
والخلف (ومنهم الأشاعرة المتأخرون) ينفون التشبيه نعم، ولكنهم لا يمرون الآيات كما جاءت!
بل إما أنهم يؤولونها بصرف لفظها الظاهر غير المشبه إلى معنى غير مراد!
فيقولون: اليد معناها القدرة أوالنعمة.
وإما يفوضون معناها.
فيقولون: لا ندري ما معنى يد الله!
وأين هذا من ذاك؟!
فتأمل!
فالناس المخالفون بين مفرط ومفرِّط:
1- بين من يغلو في اثبات الظاهر فيزيد التشبيه.
2- وبين من يجفو في اثبات الظاهر، فينفيه، اما يؤوله أويفوض معناه.
- والصحيح الذي عليه مذهب السلف: إثبات الظاهر دون تشبيه.

و السلف الصالح قالوا بامرارها كما جاءت و هذا لا يعني تجاهلها أو أن انكارها أو الاعتقاد بها سواء ..
فهذه الكلمة إنما معناها: إمرارها بلا كيفية، وليس المقصود إمرارها بلا معنى، ومما يدل على هذا أن الإمام أحمد سئل عن معنى أحاديث نفي الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، فأجاب بقوله:

" أمروها كما جاءت" الفتاوى 13/295..

وهذا الذي سئل عنه ليس في باب صفات الله تعالى، فلم قال ذلك؟.

وكذلك لما سئل عن الحرورية هل يكفرون؟، قال:

" اعفني من هذا، وقل كما جاء فيهم في الحديث"، مسائل الإمام أحمد لابن هانيء 2/158..

هذا يدل على أنهم كانوا يستعملون هذه العبارة، ويعنون عدم صرفها عن ظاهرها المتبادر إلى الذهن. ويقال أيضا: لو كان المعنى من قولهم: " أمروها كما جاءت"، تفويض المعنى، لكان الصواب أن يقولوا:
أمروا لفظها..

و لكي نثبت عقيدة ابن كثير في الاستواء علينا اثبات عقيدة من يحتج بهم .. و قد بينت من كلام الامام أحمد ما يقصده من قوله أمروها كما جاءت ... فالامام مالك قوله مشهور في المسالة " الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" .. قال الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي ومالكا وسفيانا وليثا عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة فقالوا: أمروها بلا كيف..

وانظر هداك الله الى كلام الامام عن يعقوب بن بختان قال: سئل الإمام أبو عبدالله عمن زعم أن الله لم يتكلم بصوت، قال:

بلى يتكلم سبحانه بصوت.. المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة 1/302.

هل يمكن للمفوض للمعنى أن يثبت أن الله تعالى يتكلم بصوت؟..

الجواب: لا، إن الإمام هنا يثبت أن الله تعالى يتكلم بصوت، وهذا إثبات للمعنى، أما الكيفية فمجهولة..

- وفي رواية حنبل قال أحمد: "يضحك الله، ولا نعلم كيف ذلك؟".. المسائل والرسائل 1/315.

أليس في هذا دلالة على أنه يفوض الكيفية دون المعنى؟… فلم يقل فيه: لا نعلم معنى ذلك؟.

- وقال يوسف بن موسى: قيل لأبي عبدالله: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا، كيف شاء من غير وصف؟. قال: نعم.. المسائل والرسائل 1/348.

قوله: " من غير وصف".. أي من غير تكييف.. ولم يقل من غير معنى، بل أثبت المعنى، وهو النزول.

- قال أحمد في حديث: ( خلق آدم على صورته)، لانفسره، كما جاء الحديث.. إبطال التأويلات 1/80.

فقوله هنا:" لا نفسره" أي لا نتكلم في كيفيته، بل يأخذ بظاهر المعنى، وهو المعلوم، والإجراء على الظاهر لايكون بتفويض المعنى، لأن المفوض للمعنى لم يجره على الظاهر، بل عطل الظاهر أن يكون له معنى، وأما المثبت للمعنى المفوض للكيفية هو الذي يصح في حقه أن يقال أجراه على ظاهره.

إذن يتبين مما سبق أن القول بأن الإمام أحمد يفوض المعنى إنما هو تعلق بالمتشابهات دون حمل كلامه بعضه على بعض، وتفسير بعضه ببعض، وقد رأينا كيف أن منه ما هو صريح في إثبات المعنى وتفويض الكيفية، بل قد روى عنه الإمام ابن تيمية قولا صريحا في المسألة، هو نقيض ذلك القول تماما، قال ابن تيمية:

" وقال عبدالعزيز بن الماجشون إمام أهل المدينة وأحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى: " إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه وإن علمنا تفسيره ومعناه" الدرء 1/207

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": " وأما تفسير { استوى } علا، فهو صحيح، وهو المذهب الحق، وقول أهل السنة، لأن الله سبحانه وصف نفسه بالعلي، وقال:{ سبحانه وتعالى عما يشركون } وهي صفة من صفات الذات ".

يقول الإمام إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) :" إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف ولا يقول: مثل، فهذا لا يكون تشبيهاً، قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }" ذكره الترمذي في جامعه . وأوضح هذا المنهج الوسط نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري حين قال: " من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه، ولا ما وصفه به رسوله تشبيها " فليس تشبيها أن تثبت لله علما يليق بجلاله، وقدرة تليق بجلاله، وإرادة تليق بجلاله، واستواء يليق بجلاله، وإنما التشبيه أن تقول: علماً كعلمنا، وقدرةً كقدرتنا، وسمعا كسمعنا، واستواءً كاستوائنا . وأما أن تثبت الصفة كما أثبتها الله مع إثبات الفارق أو نفي التشبيه، فليس تشبيهاً البتة .


و قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) : قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: "يا أبا يعقوب، هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا"، كيف ينزل؟ قال، قلتُ: «أعز الله الأمير! لا يُقال لأمر الرب: كيف؟ إنما ينزل بلا كيفَ



قال نُعيم بن حماد (ت. 228 هـ) : « حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق". قال نعيم : ليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء من الأشياء»

و أجاب الإمام مالك رحمه الله: «الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال: كيفَ، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، قال: فأُخرج» الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص305)....
يتبع ..........









قديم 2013-02-21, 22:51   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

3-العلو علو قهر وغلبة عند ابن كثير
وقال ايضاً((وقوله: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } أي: هو الذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله وعظمته وكبريائه كل شيء.))
ولم يقل إن الفوقية حسية ولم يشر إلى ذلك أبداً

وقال((ولهذا قال تعالى: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } أي: هو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره))










قديم 2013-02-21, 22:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

4-تقرير ابن كثير لدليل المتكلمين في الوحدانية مما يدل على ان أدلتهم ليست بدعة
قال (({ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) } .
ينزه تعالى نفسه عن أن يكون له ولد أو شريك في الملك، فقال: { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } أي: لو قُدِّر تعدد الآلهة، لانفرد كل منهم بما يخلق، فما كان ينتظم الوجود. والمشاهد أن الوجود منتظم متسق، كل من العالم العلوي والسفلي مرتبط بعضه ببعض، في غاية الكمال، { مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ } [الملك: 3] ثم لكان كل منهم يطلب قهر الآخر وخلافه، فيعلو بعضهم على بعض. والمتكلمون ذكروا هذا المعنى وعبروا عنه بدليل التمانع، وهو أنه لو فرض صانعان فصاعدا، فأراد واحد تحريك جسم وأراد الآخر سكونه، فإن لم يحصل مراد كل واحد منهما كانا عاجزين، والواجب لا يكون عاجزًا، ويمتنع اجتماع مراديهما للتضاد. وما جاء هذا المحال إلا من فرض التعدد، فيكون محالا فأما إن حصل مراد أحدهما دون الآخر، كان الغالب هو الواجب، والآخر المغلوب ممكنًا؛ لأنه لا يليق بصفة الواجب أن يكون مقهورا؛ ولهذا قال: { وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } أي: عما يقول الظالمون المعتدون في دعواهم الولد أو الشريك علوا كبيرا.))
فهو هنا يرضى بدليل المتكلمين دون اعتراض على كون طريقتهم بدعة أولا
وقد تتبعت مواضع ذكر ابن تيمية في تفسير ابن كثير فوجدتها قليلة وليس أي منها في أبواب العقيدة بل إنه لم يعرج على أي من آرائه في العقيدة ولم ينقلها أصلاً فتأمل










قديم 2013-02-21, 22:55   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
اسامـه
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ابن كثير كان عالما بارعا في تحقيق صحة الحديث وفي نسبه وكل ما تريد تجده مفسرا بالتفصيل من حيث سبب وحوادث النزول اتمنى من الجميع الاطلاع عليه









قديم 2013-02-21, 22:54   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

6-تصريح ابن كثير بأشعريته

ذكر " النعيمي " في (الدارس في تاريخ المدارس ) (2/89) "انه قد وقع بعض المحافل بين ابن كثير وبرهان الدين ابن القيم , فقال له ابن كثير : أنت تكرهني لاني أشعري ................
(((والاعتراف سيد الأدلة))) ولاينسب لإبن كثير أنه يماري أو يستخدم التقية أو يستبيح الكذب بالمزاح معاذ الله؟؟ بل لو كانت العقيدة الأشعرية التي تمثل عقيدة أهل السنة الحقة هي عقيدة ضالة أو باطلة لاستحى ابن كثير أن ينسب لنفسه الضلال ولو بالمزاح..










قديم 2013-02-21, 23:03   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
6-تصريح ابن كثير بأشعريته

ذكر " النعيمي " في (الدارس في تاريخ المدارس ) (2/89) "انه قد وقع بعض المحافل بين ابن كثير وبرهان الدين ابن القيم , فقال له ابن كثير : أنت تكرهني لاني أشعري ................
(((والاعتراف سيد الأدلة))) ولاينسب لإبن كثير أنه يماري أو يستخدم التقية أو يستبيح الكذب بالمزاح معاذ الله؟؟ بل لو كانت العقيدة الأشعرية التي تمثل عقيدة أهل السنة الحقة هي عقيدة ضالة أو باطلة لاستحى ابن كثير أن ينسب لنفسه الضلال ولو بالمزاح..

أورده الحافظ الإمام ابن حجر رحمه الله في الدرر الكامنة حيث قال: ((ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية))









قديم 2013-02-21, 23:08   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزهر الصادق مشاهدة المشاركة
[color=blue]
أورده الحافظ الإمام ابن حجر رحمه الله في الدرر الكامنة حيث قال: ((ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية))
روى الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمة ابراهيم نجل ابن القيم الجوزية رحمه الله كما جاء في كتابه الدرر الكامنة ما نصه :
ابراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية ... تقدم وأفتى ودرس , وذكره الذهبي في المعجم المختص فقال : تفقه بأبيه وشارك في العربية وسمع وقرأ واشتغل بالعلم ..ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير : أنت تكرهني لأنني أشعري . فقال له : لو كان من رأسك الى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية !! )) انتهى كلام الحافظ ابن حجر

وقد وردت هذه القصة المختار المصون من أعلام القرون 1/200

(((والاعتراف سيد الأدلة))) ولاينسب لإبن كثير أنه يماري أو يستخدم التقية أو يستبيح الكذب بالمزاح معاذ الله؟؟ بل لو كانت العقيدة الأشعرية التي تمثل عقيدة أهل السنة الحقة هي عقيدة ضالة أو باطلة لاستحى ابن كثير أن ينسب لنفسه الضلال ولو بالمزاح..

وهذه كلمة لمن يضلل الأشاعرة... هل من أحد من المسلمين يحب أن يمزح ويقول مثلاً (أنا يهودي أو أنا نصراني)؟؟ إن كان عامة المسلمين يأنفوا هذا النوع من نسبة الكفر والضلال لهم أفيكون هذا جائزاً على ابن كثير رحمه الله العالم الزاهد الرباني العظيم؟؟؟ بل يفتخر المسلم بعقيدته ويشهر بها في أقصى البقاع وهذا مايفعله الحافظ الأشعري ابن كثير رحمه الله ورضي عنه.


أما انكار نجل ابن القيم على ابن كثير قوله : انني أشعري . لا يغير من الحقيقة شيئا فالمرء أعلم بنفسه من غيره ..!









قديم 2013-02-22, 20:03   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
6-تصريح ابن كثير بأشعريته

ذكر " النعيمي " في (الدارس في تاريخ المدارس ) (2/89) "انه قد وقع بعض المحافل بين ابن كثير وبرهان الدين ابن القيم , فقال له ابن كثير : أنت تكرهني لاني أشعري ................
(((والاعتراف سيد الأدلة))) ولاينسب لإبن كثير أنه يماري أو يستخدم التقية أو يستبيح الكذب بالمزاح معاذ الله؟؟ بل لو كانت العقيدة الأشعرية التي تمثل عقيدة أهل السنة الحقة هي عقيدة ضالة أو باطلة لاستحى ابن كثير أن ينسب لنفسه الضلال ولو بالمزاح..

هو على الأغلب من سبيل المزاح , يقول ابن حجر -رحمه الله- في ابن كثير : "وأخذ عن ابن تيمية ففتن بحبه، وامتحن بسببه. وكان كثير الاستحضار، (((حسن المفاكهة))).." . انتهى
و يتضح ذلك من قول برهان الدين "لو كان من رأسك إلى قدمك شعر" , فما علاقة الشعر بالأشعرية ؟ و هل يقول هذا الكلام من هو في نقاش حقيقي جوهري في العقيدة ؟

فقد قلتم على لسان الكوثري أن ابن تيميه أفسد معتقده

هلّا نعرّف ماذا يقصد بأشعري ؟

أشعري أي يتبع بمعتقده الإمام أبا الحسن الأشعري كما سطره في كتابه الإبانة , و ابن كثير رحمه الله كان يعتقد بصحة كتاب الإبانة , أنظر ما يقول يا رعاك الله في ترجمته للأشعري رحمه الله :
"ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، ثلاثة أحوال، أولها: حال الاعتزال، التي رجع عنها لا محالة، والحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي : الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وتأويل الخبرية كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك، والحال الثالثة : إثبات ذلك كله من غير تكييف، ولا تشبيه، جريا على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرا، وشرحه القاضي الباقلاني، ونقلها أبو القاسم ابن عساكر، وهي التي مال إليها الباقلاني، وإمام الحرمين، وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين، في أواخر أقوالهم، والله أعلم ." انتهى
و هذا أول أمر يخالف فيه الأشاعرة...

وابن كثير الذي رد الظاهر في أذهان المشبهين فهو نفسه الذي قال في رسالته في " العقائد " : ( فإذا نطق الكتاب العزيز و وردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك : وجب اعتقاد حقيقته ، من غير تشبيه بشي من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين ، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله من غير إضافة ولا زيادة عليه ، ولا تكييف له ، ولا تشبيه ، ولا تحريف ، ولا تبديل ، ولا تغيير ، وإزالة لفظه عما تعرفه العرب وتصرفه عليه ، والإمساك عما سوى ذلك )

و القارئ لكتب ابن كثير يعلم حبه و تقديره و دفاعه الشديد جــــداً عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , فابن كثير كان يصفه بـ(الشَّيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية) كما ذكر ذلك بالنص في معرض تأريخه في البداية و النهاية و في أخرى وصفه بـ(جهبذ الوقت)...

و من دفاع ابن كثير عن شيخه :
يقول : "وبحثوا في (الحموية) وناقشوه في أماكن منها ، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير" . انتهى
و يقول : "وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين (الواسطية) وحضر الشيخ صفي الدين الهندي ، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا ، لكن ساقيته لاطمت بحرا" . انتهى
و يقول أيضاً : "ومن جملة ذلك قيامه على شيخ الإسلام ابن تيميه ، وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقله ورعه ، فعجل الله له هذا الجزاء على يد أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقا" . انتهى

فهل يوجد أشعري اليوم يدافع عن العقيدة الواسطية و الحموية و صاحبهما و يقع في من خالفهما من الأشاعرة وقتها ؟

يستمر دفاع ابن كثير عن شيخه فيقول في قصة حبسه :
يقول : "وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الحبس، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطا بذلك، منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلموا معه في ذلك، فامتنع من الحضور وصمم، وتكررت الرسل إليه ست مرات، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يعدهم شيئا، فطال عليهم المجلس فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين" . انتهى
- و لعلك تلاحظ آخر ثلاث كلمات !

- هذا من باب علاقة الشيخ ابن كثير بشيخه...
أما من ناحية معتقده الذي سطره في تفسيره فهو لا يدع مجالاً للشك بأنه كان على مذهب السلف -أو مذهب الإمام الأشعري كما في الإبانة- , حسبك ما يقوله في صفة الإستواء :
يقول : "وكان الاخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعني الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا...." . انتهى

ينفي بهذا ابن كثير حجة الجهمية و التي وافقها عليهم الأشاعرة بأن الاستواء يعني الاستيلاء و دليلهم الأخطل ! و لاحظ قوله : "تحريف الكلم" , كما ينفي أن يكون الإستواء بمعنى الإستيلاء , فهو يثبت الإستواء على حقيقته بمعناه المعروف عند العرب...

يتبع .....









 

الكلمات الدلالية (Tags)
أشعريا, الله, يدّعون, رحمه, كبير

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc