السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، هذا النص شاركت به في مسابقة " النص الذهبي " ولكن لم يُكتب له الفوز ، أردت أن أُتحفكم به مع زيادات فيه .
ـ بلاد الحَفْر والحُفَر ـ
كم أفرح عندما أرى طرقاتنا تُعبّد وأرصفتنا تُكسى ببلاط جديد قشيب ؛ ولكن سرعان ما تتحول الفرحة إلى غمّة وثوران داخلي كالبركان ؛ وذلك حينما يُعاد حفر هذه الطرقات ، حيث تتوفر لديهم آلة قاطعة تُقطّع بها هاته الطريق المسكينة شرائحَ كالحلوى تماما ، أما عن الأرصفة ؛ فربما يمرّ على إتمامها بضعة أشهر ، فتشرع تلك البلاطات بالأنين وأنت ترمي الخطى عليها ، وربما رمتك إحداها بقذائف مائية كانت مخبأة تحتها كالألغام ، نعود إلى طريقنا ؛ فبعد أن تزال تلك القطعة أو القطع المعبدة ؛ يُشرع في الحفر والتفنن فيه ، وطبعا تختلف أسباب الحفر ؛ فأحيانا لإصلاح ثقب في الأنابيب ، سواء الخاصة بصرف المياه القذرة أو تلك المتعلقة بالمياه الصالحة للشرب وأحيانا أخرى لتركيب أنابيب الغاز أو تركيب قنوات صرف جديدة وأحيانا أخرى لملء الجيوب .
وياليتهم يُتمون أعمالهم بسرعة وإتقان وإعادة الطريق أحسن مما كانت عليه؛ بل ربما تترك تلك الحُفر مكشوفة ، ومن هذه الأخيرة من تكون واسعة مليئة بالمياه العذبة أو القذرة ، ولكن لا ضير ؛ فأولئك العمال يفكرون في معاناتنا مع حر الصيف أو برد الشتاء ، فربما يمر أحدنا أمام تلك الحفرة فيسقط فيها ويتحقق له الانتعاش صيفا أو أخذ حمام ساخن شتاءً .
في الأخير ، نقول : حُقّ لهذه البلاد تَصدُّرُ قائمة البلدان المتخصصة في الحفر ؛ كيف لا وجُلُّ مداخيلها من الحفر ، فيا ترى ما تكون هذه البلاد ؟