السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما اعتدى ''الثوار'' الليبيون على البعثة الديبلوماسية الجزائرية في طرابلس، سارعت قطر كناطق رسمي باسمهم آنذاك إلى طمأنة الجزائر عما حدث، ووعدت بأن لا يتكرر..!
وأحسست وقتها بالغبن.. إذ كيف لإمارة مثل إمارة قطر أن تلعب سياسيا وعسكريا على حدودنا وتمس بأمن يهددنا، ثم تسارع إلى طمأنة بلادنا عما حصل.. ليس حفاظا على علاقات سياسية ديبلوماسية وأمنية، بل لضمان عدم مساس الجزائر بالنشاط القطري للأمراء في صيد الحبار في بلادنا؟!
اليوم يزور وزير خارجية قطر العظمى بلادنا في زيارة خاطفة تتم في يوم واحد فقط، لأن سموه ليس له الوقت للبقاء في بلد صغير ديبلوماسيا كالجزائر، فهو مثل هلاري كلينتون ليس له الوقت!
وتصادف الزيارة اغتيال السفير الأمريكي في طرابلس من طرف فلول القذافي كما يقول الحكام الذين نصبهم أمير قطر والناتو في طرابلس.. ولا شك في أن وزير خارجية القوة العظمى الجديدة في المنطقة العربية، إمارة قطر، سيعنف الجزائريين على ما حدث للسفير الأمريكي في طرابلس.. لأن الجزائر هي التي تكون قد بعثت بمرتزقة إلى طرابلس للقيام بهذه الفعلة؟!
كما كانت قطر وثوار ليبيا يدعون ذلك أيام مواجهتهم مع العقيد الهالك؟!
نحن لا نتشفي فيما حدث للسفير الأمريكي في طرابلس.. ولكن نقول للأمركان هذه هي النتائج الأولية للعبث بالأمن العام في منطقة حساسة من طرف أمراء الخليج.. وزرع الثورات بواسطة القنوات؟!
لقد سقط الجزائريون في طرابلس بسبب أنهم جزائريون وفقط.. وامتد لهيب ما حدث في ليبيا إلى دول الساحل، وحدث ما حدث للديبلوماسيين الجزائريين في مالي، وسيحدث أكثـر مما حدث، ومع ذلك مازالت الجزائر تستقبل أمثال هذا الأمير القطري، بلا حياء ديبلوماسي ولا احترام لأرواح الذين ماتوا في ليبيا ومالي.
لست أدري لماذا أحسست بأن هذا القطري كان يسير فوق جمجمة الطاهر تواتي رحمه الله وغيره من شهداء الواجب الجزائري.
لقد حدث للسفير الأمريكي في شوارع طرابلس ما حدث للمرينز الأمريكان في الصومال قبل 02 سنة، فهل تتجه ليبيا الآن إلى الصومال بعد الذي حدث؟! وهل زيارة وزير خارجية قطر للجزائر لها علاقة بما يحدث في ليبيا.. وهل بقي للديبلوماسية الجزائرية ما تنظر به إلى وجه الديبلوماسية القطرية لو كان في وجه الجزائريين بقايا من الاحترام لهذا الوطن وشهدائه؟!