من خلال تجوالي في عالم الانترنت ، وزيارتي للمواقع والمنتديات المهتمة بالشأن السوري ومن خلال الواقع الحياتي الذي نعيشه ، رأيت عبارات وتصنيفات للسوريين ما أكثرها وما أعجبها ، خائن .. مندس .. معارض .. عميل للنظام .. شبيح .. علماني .. وهابي .. إسلامي .. سلفي .. رافضي .. نصراني .. كافر .. مؤمن .. وغيرها الكثير من العبارات التي لا تخدم سوى هدف واحد هو فرقة أبناء بلدي وتمزقهم ، وتأتينا النوادي السياسية لتصب الزيت على النار وتصنف الناس وفق أهواء أصحابها بتصنيفات أبعد ما تكون عن السياسة .. ومن هنا كان لابد لنا من تحديد ماهية المصطلحات التي نستخدمها ، فلا تكون آراؤنا وردودنا محكومة بالجهل والتعصب أو كردة فعل عما يجري ، فالكلمة تبني وتجمع والكلمة تهدم وتفرق .. فكان لا بد من هذا الموضوع لتوضيح النقاط التالية :
1) الخائن هو الذي يتعامل مع الأجنبي ضد مصلحة بلده.
2) المعارض هو إنسان له وجهة نظر ورؤية في كيفية إدارة وحكم البلاد ، ولا بد من احترام وجهة نظره ، سواء اقتنعنا بها أم لم نقتنع .
3) السفلي والوهابي والإسلامي هي حركات دينية سياسية ، لها ما لها وعليها ما عليها ، ولا بد من احترام وجهة نظر أصحابها ،طالما يعبرون عن وجهة نظرهم بالأساليب السلمية والمدنية .
4) العلماني و العلمانية ، يتدرج أصحاب هذه الصفة من عدم الإيمان بالله تعالى إلى الإيمان المطلق بالله تعالى ، ولكن يشتركون بأمر واحد هو فصل الدين كنظام سياسي عن الدولة ، والإيمان بمفهوم المواطنة ، ولا بد من احترام وجهة نظرهم طالما يعبرون عنها بالأساليب السلمية والمدنية .
5) النصراني والرافضي والكافر والمؤمن ، هذه عبارات يصلح استخدامها في المجالس الدينية وليس في مجال العمل المدني والعام والسياسي أي ليس على المجال الوطني .
6) مندس هي عبارة تدل على غير السوريين الموجودين على الأراضي السورية لغايات ومآرب دنيئة وتخريبية ، ولكنها استخدمت بشكل ظالم ، لأنها أطلقت على نوعين من الناس النوع الأول معارضين وطنيين والنوع الثاني خونة ، فهؤلاء معارضين وهؤلاء خونة وشتان بين الاثنين .
7) عميل للنظام ، عبارة ظالمة ، لأن العمالة تكون للأنظمة الأجنبية وليس لنظام الدولة المعنية .
8) شبيح ، وهذه العبارة لطالما أزعجتني ، والذي أزعجني أكثر تغني الكثير من الناس بها ، ربما كردة فعل وربما كجهل ، مع أنها صفة سيئة ، فالشبيحة كما هو معروف لدى جميع السوريين ، هم المهربين المدعومين من بعض المسؤولين الفاسدين وخصوصاً على الحدود اللبنانية السورية وبرز نجمهم في الثمانينات ، فهي ليست صفة تطلق على المواطنين المتمدنين والمتحضرين والوطنيين .
9) علينا كسوريين التمييز بين الخونة المتمثلين بجماعة المجلس الوطني ، وبين المعارضين الحقيقيين الذين يحبون البلد ويسعون لتقدمها ، فلا نظلم مصطلح معارضة بتسمية هؤلاء بالمعارضين .
10) الوطني هو من يسعى لخير ورفعة الوطن وتقدمه سواء كان معارضة أو موالاة ، فكلنا سوريون .
هذا الموضوع للنشر كي تعم ثقافة المحبة والبناء بين أبناء سورية
دمتم بود