سيفاستوبول(شبه جزيرة القرم) ، ):
بعد بضعة أيام على نفي رئاسة هيئة الأركان الروسية ما كان أشيع عن إرسال وحدات من مشاة البحرية الروسية إلى طرطوس، أكدت وكالة"إنترفاكس" الروسية هذه المعلومات يوم أمس.
وقالت الوكالة إن موسكو تستعد لإرسال مشاة البحرية إلى ميناء طرطوس السوري "في حالة وجود حاجة لحماية أفراد منشآتها التقنية ـ اللوجستية هناك".
ونقلت الوكالة هذه المعلومات عن مسؤول عسكري في قيادة القوى البحرية الروسية ، دون أن تسميه . إلا أن كلا من قيادة القوى البحرية و وزارة الدفاع رفضتا التعليق على هذه الأخبار في الوقت الراهن ، على حد قول الوكالة.
وفي تفاصيل الخبر، أشارت " إنترفاكس" إلى أن "سفينتي إنزال كبيرتين تستعدان للإبحار الى سوريا وعلى متنهما أفراد من مشاة البحرية" ، مضيفة القول نقلا عن مصدرها "إن السفينتين وطاقميهما وقوات مشاة البحرية هي لحماية المواطنين الروس وإخراج الممتلكات من المنشأة اللوجستية في طرطوس إذا دعت الضرورة". ومن المعلوم أن تعداد الجالية الروسية في سوريا حوالي 30 ألفا، أغلبهم نساء متزوجات في سوريا ، فضلا عن أبنائهن ممن حصلوا على الجنسية الروسية، وبضع عشرات من الخبراء والتقنيين العسكريين في نقطة الدعم التقني واللوجستي في ميناء طرطوس ، المكلفين خدمة الأسطول الروسي خلال زياراته الروتينية إلى سوريا.
إلا أن الكابتن فياتيشسلاف تروخاشيف Вячеслав Трухачев، الناطق باسم أسطول البحر الأسود في "سيباستوبول"( شبه جزيرة القرم)، الذي يفترض أن تبحر منه هذه القوات، ولدى اتصال "الحقيقة" به في ساعة متأخرة من مساء اليوم (أمس) الإثنين ، أكد هذه المعلومات بطريقة مواربة ، حين أشار إلى أنها "ليست بلا أساس" ، رافضا الخوض في أية تفاصيل ، موضحا بالقول"ليس من صلاحيتنا التعقيب على أخبار تخص تحرك قوات روسية ، فهو من اختصاص وزارة الدفاع وهيئة الأركان والجهات المعنية في حكومة الفيدرالية الروسية". إلا أن مصدرا آخر في الأسطول ، رفض الإشارة لاسمه ، أكد لـ"الحقيقة" أن هذه القوات "بدأ تجميعها فعلا في ميناء سيباستوبول منذ أربعة أيام"، كاشفا عن أنها"وحدات تنتمي إلى الفرقة 76 المحمولة جوا ، واللواء 15 المرابط في منطقة سمارا ، وقوات أخرى مرابطة في الشيشان". وبالنظر لمعرفتي بأن هذه الوحدات سبق لها أن شاركت في عملية تحرير أوسيتيا من قبضة جيورجيا في آب / أغسطس 2008 ، حيث قضيت هناك شهرين لتغطية الحرب ، فقد اتصلت مع أحد معارفي من ضباط الفرقة 67. وقد أكد لي الضابط أنه "موجود الآن في سيباسيبول في مهمة تتعلق بخدمته "، دون أن يضيف أية تفاصيل. ومجرد وجوده في سيباستوبول ، قاعدة أسطول البحر الأسود، يعني ضمنا صحة الأنباء المتداولة عن تجميع القوات المشار إليها.
.