على خلاف الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي توعد بوتين بأن يجعل من روسيا دولة منبوذة في العالم، وأمن يقينا بأن أوكرانيا ستنتصر في الحرب على روسيا، وللغرض ذلك زودها بكل ما تحتاجه من شتى أنواع السلاح والمتطور منه، وبمعلومات إستخباراتية عن تحركات وتمركز القوات الروسية، وحظر البترول والغاز الروسيين تسقيف سعرهما (ووصل الأمر إلى تخريب أنبوب السيل الشمالي في المياه الدولية)، وفرض عقوبات إقتصادية، والتحشييد الدعم الغربي خاصة والدولي عامة وراء أوكرانيا.
أن الرئيس الحالي دونالد ترامب حتى قبل أن يتوج رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وعد بإيقاف الحرب الروسية الأوكرانية حقنا للدماء وتفاديا لسقوط المزيد من القتلى من شباب البلدين فور ولوجه البيت الأبيض وتنصيبه رئيسا، وأنه لم يؤمن يوما بأن روسيا ستنهزم في الحرب، بل هي من تحقق إنتصارات عكس أوكرانيا.
ولنجاح مسعاه مارس صغوطا رهيبة على زيلينسكي لتليين موقفه من وقف الحرب، وما إهانته العلانية بالبيت الأبيض إلا دليل، وقلل في إمدادات السلاح الأمريكي.
ومارس ترامب ضغوطا غير مباشرة على روسيا، من مثل فرض رسوم جمركية على زبائن روسيا الرئيسيين (الهند والصين) من بترول وغاز، وأن العاصمة موسكو شهدت عدة زيارات من مبعوثه الخاص (صديقه ويتكوف)، إضافة إلى مكالمات هاتفية عدة
ببوتين.
وخلال الزيارة الأخيرة للمبعوث الأمريكي ويتكوف إلى موسكو سمع من بوتين بما يفيد أنه لا يمانع في لقاء ترامب بل يود في ذلك، تلقف ترامب ذلك وتوصل البيت الأبيض والكريملن إلى عقد اللقاء بألاسكا (التي كانت أرضا روسية قبل أن يتصرف فيها قيصر روسيا بالبيع في القرن الثامن عشر لفائدة الولايات المتحدة الأمريكية).
ومنذ إعلان عن زمكان اللقاء، تجري تحضيرات حثيثة واستعدادات مكثفة لإنجاح هذا الموعد الهام، وفي إجابة ترامب على إحدى الأسئلة المطروحة عليه، أن زيلينسكي لن يكون يكون جزء من اللقاء، مضيفا فيما يشبه إنتقاد وتهكم أن زيلينسكي سفر كثيرا واجتمع مرارا، إلا أنه لم ينه الحرب ولا توصل إلى وقف إطلاق النار.
وبعقد هذه القمة الهامة بين بوتين وترامب، فإن هذا الأخير يود وبإلحاح التوصل إلى صفقة مع بوتين لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، خدمة لمصالخ بلاده في استغلال الباطن الأوكراني الذي يكون متاحا، الزاخر بالمعادن والأتربة النادرة، وإضافة الصفقة إلى سجله الشخصي وإنجازاته في إستتباب الأمن والسلم في العالم، تلي صفقة التوقيع على إسكات الحرب بين أذربيجان وأرمينيا من
طرف قائدي البلدين بالبيت الأبيض، سعيا في الظفر بالنوبل للسلام.
بقلم الأستاذ محند زكريني