بإجتماع وزراء خارجية الرباعي الإفريقي كل من جنوب إفريقيا، إثيوبيا، نيجيريا والبلد المضيف في الجزائر، فإن قطب سياسي وإقتصادي جديد بدأ يتشكل على المستوى القاري على أنقاض النيباد المشكلة من الجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا، بفكرة ومبادرة من وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ويبدو أن ذات البلدان على التوافق في عنوان التكتل ب"مجموعة4
(جي4)".
وتعتبر هذه الدول جغرافيا من البلدان
المفتاحية على المستوى القاري، إذ تنتصب الجزائر في شمال القارة تطل على المتوسط وتمتد جنوبا في الصحراء الكبرى، تقابلها جنوبا جنوب إفريقيا المطلة على المحيطين، الأطلسي غربا والهندي شرقا، يتوسط حدودها رأس رجاء صالح، ومن غرب القارة نيجيريا التي تطل على خليج غينيا للمحيط الأطلسي، ومن شرقها إثيوبيا في منطقة القرن الإفريقي، بأراضي شاسعة ومترامية الأطراف تقدر إجماليا ب 5.630.846 كيلومتر مربع.
سياسيا، فهي دول محورية وذات نفوذ ليس فقط على المستوى القاري بل على المستوى الدولي، بتعداد سكاني يقارب نصف مليار نسمة.
إقتصاديا، حسب تقرير الصندوق النقد الدولي في توقعاته لأكبر إقتصاديات إفريقيا لسنة 2025 من حيث الناتج المحلي الإجمالي، تأتي جنوب إفريقيا ب410 مليار دولار، الجزائر ب268 مليار دولار، نيجيريا ب188 مليار دولار، إثيوبيا ب117 مليار دولار، بمجموع يقارب الألف مليار دولار، وثروات باطينية هائلة من بترول وغاز والحديد والذهب والألماس والبلاتين، ومحاصل زراعية متنوعة من القمح والذرة والقهوة وقصب السكر والبقول لوجود أراضي خصبة، وثروة حيوانية تتمركز خاصة في إثيوبيا ب57 مليون رأس من الماشية، وصناعات متنوعة وتقدم تكنولوجي مشهود بجنوب إفريقيا.
إذا صادقت نية قيادات هذه الدول في التكتل والتكامل الإقتصادي ولما لا الإتحاد، فإنه سيكون القاطرة التي تجر كل القارة إلى بر الأمان.
بقلم الأستاذ محند زكريني