الأن تجلى للجميع أن تكالب الأشقاء والصهاينة والغرب على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية على نظام بشار الأسد، ليس بسبب القمع والتعذيب الممارس من زبانيته ضد شعبه، وإنما حفاظه على إرث والده حافظ الأسد المتمثل في معاداة الصهاينة وبالتالي وقوف سوريا قلبا وقالبا مع القضية الفلسطينية بإحتضانها للفصائل الفلسطينية المقاومة
للإحتلال وتموينها بالسلاح، ويسري ذلك مع المقاومة اللبنانية بزعامة حزب الله بتموينه بالسلاح، وفتح أراضيها لتسهيل مرور السلاح الإيراني لصالح حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، ورفض مطلق لأية ترتيبات تفضي إلى ما يسمى بالسلام مع إسرائيل رغم المساعي التي قام بها الأمير محمد بن زايد عراب السلام الإبراهيمي.
وحتى قبل تولي الجولاني (الذي تمت رسكلته لحكم سوريا من طرف المخابرات البريطانية) مقاليد الحكم وسقوط دمشق وهو على ظهر الدبابة
التركية، أرسل رسائل إلى العواصم الغربية عبر الأتراك والعرب بما يفيد بأنه لا يعادي إسرائيل ولا يحاربها تحت أي ظرف كان، ويقطع أية تموينات إيرانية سواء بالسلاح أو المال لصالح حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي بل سيعمل بكل هوادة على تجفيف ذلك وإغلاق مقراتها بالأراضي السورية.
وبمجرد استواء الجولاني على كرسي السلطة تحت إسم أحمد الشرع، توالت عليه الزيارات التركية والعربية والغربية، وتبادل إدارته الزيارات بنظرائهم الإسرائيليين، وتوج هذا المسلسل التطبيعي بأن حظي بلقاء مع ترامب بوساطة من الأمير بن سلمان.
وبعد تأكد العواصم الغربية من نوايا حاكم دمشق الجديد إتجاه المدللة إسرائيل بدأ الإعلان تبعا عن رفع العقوبات عن سوريا.
رغم أن إدارة أحمد الشرع لها ما عليها في ملف حقوق الإنسان (ذلك ما يأخذ عليه من طرف العواصم الغربية على نظام بشار الأسد)، فهي تعامل جزء من الشعب السوري خاصة من الطائفة العلوية بقسوة تقتيلا وتعذيبا وتهميشا.
وتبعا للتلميحات الواردة من البيت الأبيض، بما يفيد أن الشرق الأوسط بعد الإنتصار على إيران، سيعرف تحولا كبيرا بإبداء دول عربية نيتها الإلتحاق بالسلام الإبراهيمي التطبيعي مع إسرائيل، وينتظر أن يناقش ترامب ذلك مع نتنياهو الذي دعي إلى واشنطن على عجل.
بقلم الأستاذ محند زكريني