مرت أيام العيد والحج، والشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية عامة وغزة العزة خاصة يذبح من الوريد إلى الوريد، والعالم الإسلامي يتفرج وفي غفوة من أمره بعد أن تجرد العرب والمسلمين من ضميرهم الإنساني.
وما يدمي القلوب ويدمع العيون ويحزن النفوس، أنه حتى عبارات الإدانة والشجب التي كانت تصدر من العواصم الدول الإسلامية غابت وتلاشت.
والشعوب الإسلامية
إستكانت للأمر الواقع في تناغم تام مع سمفونية الخضوع والخنوع والإنهزامية والتطبيع لأنظمة الحكم مع الكيان
الصهيوني، ولم يعد لصوتها الجهور وتفاعلها مع الجراح الفلسطينية وجود، غير الشعب اليمني الذي يكتسح ساحات وشوارع العاصمة صنعاء كالسيل الجارف.
ولم يتبقى عن الجهات الرسمية في العالم الإسلامي، إلا صوت بن جامع الممثل الدائم للجزائر بمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، الذي يجهر بالحق ويصدح كزائر الأسد في قاعة مجلس الأمن الدولي، واقفا منتصبا شامخا شموخ جبال الأوراس وجرجرة مدافعا عن المحرومين في غزة العزة، مبادرا ومقترحا لمشاريع القوانين من أجل حقن الدم الفلسطيني، حتى وإن تصطدم جهوده بالفيتو الأمريكي، إلا أنه بدون أي كلل أو ملل يعود ويقترح أخرى، كما وعد ""بأننا سنعود ونعود لطرق باب هذا المجلس مجددا" ويحاكم جرائم الإحتلال الصهيوني.
بقلم الأستاذ محند زكريني