يُعد العلاج بالتردد الحراري من أبرز التقنيات المستخدمة في علاج الألم المزمن بطريقة آمنة وفعّالة. تعتمد هذه التقنية على توجيه موجات كهربائية بتردد عالٍ نحو الأعصاب المسببة للألم، حيث تُولد حرارة دقيقة تعمل على تعطيل مؤقت لوظيفة العصب دون إحداث ضرر دائم، مما يؤدي إلى تقليل الشعور بالألم لفترة طويلة. يُستخدم العلاج بالتردد الحراري في حالات متنوعة مثل آلام الظهر والرقبة الناتجة عن مشكلات الفقرات أو الانزلاق الغضروفي، وكذلك آلام المفاصل مثل الركبة والكتف، بالإضافة إلى حالات آلام الأعصاب مثل العصب الثلاثي التوائم والصداع الناتج عن تهيّج الأعصاب القذالية. ما يميز هذا العلاج أنه لا يحتاج إلى تدخل جراحي، ويُجرى تحت التخدير الموضعي فقط، مما يقلل من فترة التعافي والمضاعفات المحتملة مقارنة بالجراحة.
تُجرى الجلسة عادة خلال وقت قصير يتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة، باستخدام إبرة دقيقة يتم توجيهها إلى العصب المستهدف عبر الأشعة أو التصوير المقطعي، ثم تُطلق الموجات الحرارية بشكل دقيق لتقليل نقل إشارات الألم. يشعر المريض براحة تدريجية خلال أيام، وقد تستمر النتائج من 6 إلى 12 شهرًا، وقد تتكرر الجلسة إذا لزم الأمر. من أهم مميزات علاج التردد الحراري أنه يقلل الحاجة إلى الأدوية، وخاصة المسكنات القوية، مما يجنّب المريض آثارها الجانبية على المدى البعيد. كما أنه لا يؤثر على الحركة أو القدرة الجسدية، بل يساعد على تحسين جودة الحياة والعودة للنشاط اليومي بشكل طبيعي.
يُنصح بهذا العلاج لمن يعانون من آلام مزمنة لم تستجب للعلاجات التقليدية أو لمن لا يرغبون في الخضوع للجراحة. الآثار الجانبية نادرة، وقد تشمل تنميلًا مؤقتًا أو شعورًا خفيفًا بعدم الراحة في مكان العلاج، لكنها تختفي غالبًا خلال وقت قصير.
باختصار، العلاج بالتردد الحراري هو خيار متطور يوفر الراحة دون جراحة، ويُعد من الحلول الطبية الموثوقة التي تمنح المرضى فرصة للتخلص من الألم والعودة لحياة طبيعية وأكثر نشاطًا.