اقتباس:
يا أخي حينما تتكلم حاول أن لا تتكلم فيما يُفترض أن يكون أو المثالية ،لكن تكلم فيما هو كائن في وسطنا وحالنا ومجتمعنا (أنت تقول أن الكوميديا تجعلك مرحاً ومرتاحاً و بحكم أن أشخاص يفرحون بها ويضعون الإعجاب او اللايكات ويرونها ليست سيئة ؟؟فهل نظرة بعض الناس لأشياءٍ تجعل هذه الأخيرة حسنة وشيء جيد ...وهل نظرتهم صحيحة وقويمة
|
بحسب اللايكات و عدد الإعجابات يبدو ظاهريا بأنهم يرونها شيء جيد بالنسبة لهم .. و أنا لا يضرني إعجابهم بالتفاهات فإذا كانت ضارة فهم من سيتضررون منها و لست أنا .. فطالما أنني لا أشاهدها و أبتعد عنها فلا يصيبني أي ضرر .. أما إذا كانت سلوك جيد أم حسن ينبغي أن نتعمق في فهم معنى ( الحسن و الجيد ) لأن إدراك المعنى الصحيح و المعايير الحقيقية في التصنيف ستفيدني كجاهل في التمييز و الأسئلة التي تساعد في معرفة الحقيقة تنطلق من سؤال ( لماذا ذلك الشيء تافه و غير نافع و ينبغي تجنبه ؟ و إن كان ضارا لماذا هو ضار ؟! .. معرفة السبب الحقيقي و استشعاره يساعدان في الإقتناع و في تجنب ذلك السلوك برغبة و إرادة حرة بكل حب و اقتناع و رضى و تسليم .. أما إذا قلت لي ذلك شيء تافه و تسكت فهذا أسلوب إقناعي غير مكتمل و لا يعزز في العقول الحجج و الأسباب الحقيقية التي تساعد على تجنب سلوك مكروه أو الدفع نحو سلوك مطلوب .. هذه هي طبيعة العقل المفكر )
اقتباس:
حتى الكافر الذي لا يؤمن بالله ويفرح بالإلحاد ويستمتع به هل حينها تقول أنه صحيح ومحق؟؟
|
لا نقول بذلك .. و لكن لابد أن نصحح له معتقداته و لا نكتفي بالتكفير و الاستنكار فقط .. فيشعر و يظن أن المكفرين يهاجموه و يحكمون عليه بظاهره بسرعه و بعلمه المنقوص و لا يهدفون إلى إصلاحه و توعيته بالطرق الحوارية التي يفهمها و يستجيب لها ..
اقتباس:
وحينما أراك تتسائل هل تهاجم من لم يستوعب أضرار التبرج والسفور والخمور ....نحن لا نحث على ذلك أبداً قط، ولكن ما دام شيء فيه ضرر مهما كان لابد أن نبين ضرره وننصح بتجنبه كما نحث حامي الرعية أن يؤسس لها وانين تحمي من يمكن أن يلحقهم الضرر وتحد من انتشار الضرر في حد داته ..
|
حسنا هذا منهج صحيح و أتفق معك فيه .. طالما تمنع سلوك ما من الظهور ينبغي أن تبرر سلوكك هذا و تعطي مبررات مقنعة تجعل الآخر يقتنع حتى لا يشعر بأنه تعرض لظلم و قمع و خنق حرية .. ينبغي أن يعرفوا لماذا التبرج ممنوع و ما هو سبب المنع .. هذا يساعدهم في التعلم الصحيح و لا علاقة لكونهم متمردون عن شرع الله .. فالمتمرد الظالم هو الذي يعلم و يقتنع بأن ( 1+1=2 ) لكنه يزيف عمدا و يخالف و يقول بأن ( 1+1=6 ) .. فهذا هو الذي يدان و يستنكر عليه .. أما الذي لا يعرف لابد من تعليمه وفق منهجية تلائم شخصيته و يستجيب لها و تجنب التسرع في اصدار أحكام ظاهرية عليه ..
اقتباس:
إذا لم يكن كل الناس يفهمون ما تفهمه ..ولا يقنعهم ما يقنعك ..ولا يحبون ما تحبه لكن كلهم مثلك يؤمنون برب واحد ويدينون بدين واحد .. فكيف يختلفون فيما هو واضح في دينهم ولا يقتنعون بما يتلى في قرآنهم ...فالإشكال هنا يا أخي الكريم ليس في كيفية تفكيرهم وإنما في الإيمان الذي يدّعون به ...والمنهل الذي ينتهلون منه
|
القرآن نفسه يخبرك بأن اختلاف الناس سنة إلهية .. و ينبغي أن لا تستغرب ممن يتفق معك في أشياء معلومة ثابتة في الدين و يختلف عنك في أمور أخرى .. فهذا الإختلاف حتمية و قدر لا مفر منه .. و إذا كان الإسلام يرفض هذا الإختلاف و يدعو للنسخ المتكرر للناس فهذا يحتاج مجالا آخر للنقاش .. فربما أنت تصدر لفكرة أن الإسلام ليس دينا موجها لجميع الناس ؟ و هذا يناقض آيات صريحة في القرآن يفهم منها بأن الإسلام هو الدين الوحيد الأصح على الأرض و الذي بعث به النبي صلى الله عليه و سلم للعالمين و الثقلين ( الجن و الإنس ) معا
اقتباس:
أنا سأخاطب عقلك قبل قلبك : هل يمكن أن يوجد شخص يؤمن بالله ويسبه ؟ هل يمكن أن يوجد إنسان يؤمن بالله ويقتل عمدا معتدياً؟؟
|
نعم هناك من رفعوا راية الإسلام و قتلوا الأبرياء عمدا و أرعبوا ناسا غير محاربين و خالفوا وصية النبي الذي أمرهم و نهاهم عن الذين لم يحاربونهم في الدين .. فداعش مثلا لماذا لم تذهب للجهاد ضد الصهاينة و حاربوا أقليات تعيش في أراضي قريبة منهم ؟! ليس كل من يقول بأنه مؤمن مسلم فهو كذلك ..
اقتباس:
هل يمكن أن يوجد شخص يؤمن بالله لا يصلي ؟؟؟
|
نعم يوجد و لهم أعذار و مبررات مقنعة وجيهة .. فهم لا ينكرون الصلاة و لا يتركونها عمدا بل لأسباب و ظروف و موانع صحية و اضطرابات نفسية .. و لكنهم مؤمنون بالله معترفون بجميع أركان الإسلام و يصومون ..
اقتباس:
هل يمكن أن يوجد شخص يؤمن بالله يزني ويخمر ويعتدي على النساء ويعق والديه ؟؟؟
|
نعم يوجد و هو الذي آذاه والديه و ظلموه ظلما شديدا .. فالقلوب تنفر و تعق من آذاها في نفسها و الإنفاق و الإحسان للطفل لا يبرر الإعتداء على نفسيته .. أما الزاني و شارب الخمر فطالما هم يحاولون التوبة و الإقلاع عنها فالله يساعدهم في ذلك عندما يعلم بنيتهم في ترك الإدمان .. فكل عاصي يبحث بنية صادقة عن طرق تجعله يقلع عن المعاصي فالله يساعده في ذلك ..
اقتباس:
هل يمكن أن يوجد شخص يؤمن بالله يقوم على الساعة 10 صباحاً يصلي الصبح بسورة الفاتحة معها سورة الماعون...وهو يقرأ فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون؟؟؟إن وجد فكيف يمكنك أن تسميه ..
|
ذلك شأن يخصه بينه و بين خالقه .. فالله أدرى مني و منك بسبب تهاونه في صلاته .. و الخالق يحاسبه و لست أنا و لا أنت .. فالذي خلقه هو الأحق بمحاسبته و هو الأعلم مني و منك بحاله و هو الأعدل في النظر فيه .. مهمتنا تنتهي عند تبيان و تبليغ الرسالة و الباقي متروك لله ..
اقتباس:
وأظن الجواب موجود في مجتمعك ومجتمعي الذي تحاول أن نتكلم عنه بالمثالية و الإنسانية ،رغم أن الله أكّد أن معظم الناس كافرون ،منافقون،لا يعلمون،جاهلون، وأكثرهم إنما يتبع هواه وكخلاصة للقول فنحن قد خاطبنا الله في قوله :"" يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا فنحن يا من ندعي الإيمان في حاجة إلى إيمان يصحح إيماننا
|
ليس كل الناس يتبعون هواهم و إلا فسدت الأرض .. و أيضا على فرض أنني أتبع هواي في شيء ما .. كيف لي أن أميز بين ما إذا كنت متبعا لهواي أو متبعا لطبيعتي و حقيقتي .. فمثلا : إذا كنت أنت لا تحتاج إلى العلم كي تعيش فأنا أحتاجه لكي أعيش ؟! فهل كوني محب للعلم يعتبر اتباعا لهواي في نظرك ؟! إذا كانت لي أعذار و اضطرارات تحتم علي عدم الصوم مثلا فهل أنا أتبع هواي ؟!
ينبغي التوضيح أكثر حتى لا نقع في مثل هذه الملابسات .. لابد أن نتدرب على رؤية ما هو النابع من الهوى .. و بين ما هو نابع من طبيعة و فطرة و جينات لا إرادة لنا فيها و نابعة من الخالق الصانع نفسه .. و بين ما هو نابع من اضطرار أو اضطرابات أو ظروف قهرية أو سحر أو وسوسة و امراض .. اهمال هذه الإعتبارات و النظر ظاهريا فقط هو شيء لا يمكنه صناعة أحكام صحيحة صائبة .. يمكنك أن تزور عيادات طبية متخصصة و تزود بالعلم منهم ثم لاحظ إن كنت صحيحا أو خاطئا .. و إذا أردت نصيحة نافعة حقا : تدرب على تجنب اصدار الأحكام في حق الناس طالما لا تعرف كل شيء عنهم .. إذا كنت تثق في عدالة خالقك اترك أمرك له فقط ..