حدقوا جيدا في السماء!.. نحن جميعنا في ظل الله والصواريخ..

[سندباد علي بابا]

نموذج باكستان مثير للاهتمام

هناك في باكستان دولتان في دولة واحدة

دولة الجيش الباكستاني

ودولة المدنيين من الأحزاب والسياسيين والمثقفين الباكستانيين

حتى أن العاصمة إسلام أباد مُقسمة جغرافياً إلى منطقتين

منطقة للجيش لا يدخلها إلا الجيش والأمنيين وعوائلهم وأبنائهم.

ومنطقة للمدنيين لا تظهر فيها مظاهر الجيش ولكن هناك وجود للشرطة فقط لتنظيم وحماية الملكية العامة والجماعية والفردية وأرواح الناس.

الحُكم المدني الديمقراطي يُمارسه المدنيون وفيه تنافس نسبي وديمقراطية وأحزاب وبرلمان وحرية إعلام نسبية.. وليست مُطلقة.

الجيش يملك الحكم بصورة فعلية لكنه لا يمارسه بمعنى لا يتدخل بصورة مباشرة هو بعيد [حصل ذلك في السابق كان الجيش بتورط في السياسة ولكن اليوم الجيش الباكستاني اكتسب تجربة مهمة وهي عدم انغماسه في ممارسة الحكم والتلوب بشجون السلطة دون أن يمنعه ذلك من أن يكون الحاكم الفعلي .. وهو أي الجيش يمتلك جزءً من الوزارات السيادية منها الدفاع والداخلية والخارجية التي له تأثير فيها أما بقية الوزارات فهو يتركها للمدنيين ليتلهوا بها فيما بينهم من أحزاب وسياسييين ومثقفين ونخب فكرية.

وهو أي الجيش يأخذ نصيب مُهم من الدخل القومي للبلاد كما أن أمريكا تُخصص له معونات مالية وعسكرية في إطار مُكافحة الإرهاب وضمان أن جيش باكستان لن يقطع ولاءه لأمريكا لحساب الصين وروسيا ... وأمريكا والغرب تستفيد من جيش باكستان جيوسياسياً في تلك المنطقة من آسيا.

وهو يترك ويفتح مساحةً واسعة ً وهامشا كبيراً للمدنيين ليُسَلوا أنفسهم بالديمقراطية والتدافع فيما بينهم.

ولا يتدخل الجيش إلا في الحالات المصيرية التي تُهدد البلد.

كما حدث مع عمران خان ولكن من بعيد وعن طريق مدنيين [المعونة الأمريكية للجيش الباكستاني والعلاقة مع أمريكا كانت مُهددة بسبب قرار خان بالخروج من العباءة الأمريكية [الاستقلالية] وزيارته لموسكو بعد أيام قليلة من انطلاق العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا].

بمعنى آخر أن الجيش الباكستاني يُساند طرفاً على حساب طرف آخر فقط دون الحاجة لإنزال الدبابات إلى الشارع عندما يختلف المدنيون ويتخاصمون..

نمُوذج باكستان نادر ومُهم وجدير بالدراسة والاهتمام.

للتذكير فإن أقوى مخابرات في العالم هي المخابرات الباكستانية.