منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الرد على الاحباش والكلابية واثبات الصفات الاختيارية لله سبحانه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-10-27, 06:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول أبو القاسم اللالكائي: "سياق ما روي في قوله: (الرحمن على العرش استوى) وأن الله على عرشه، قال الله عز وجل: (إليه يصعد الكلم الطيب)، وقال: (أأمنتم من في السماء)، وقال: (وهو القاهر فوق عباده) فدلت هذه الآيات على أنه في السماء وعلمه بكل مكان، روى ذلك عن عمر وابن عباس وأم سلمة، ومن التابعين: ربيعة وسليمان التيمي ومقاتل، وبه قال مالك والثوري وأحمد"[6] ، وقال الحافظ أبو نصر السجزي: "أئمتنا كسفيان الثوري ومالك وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة والفضيل - يعني ابن عياض- وابن المبارك وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء"، قال ابن عبد البر: "أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنه التأويل، قالوا.. هو على العرش وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله"، والكلام في هذا أكثر من أن يحصى، وجميعه مدون في كتاب العلو للحافظ الذهبي ويلزم مراجعته
قال الإمام ابن عبد البر: "أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل .. هو سبحانه على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله"[8] ، وساق مثل هذا الإجماع فيما صرح به الحافظ الذهبي الإمام الأوزاعي، وحماد بن زيد، وابن المبارك [9]، والخزاعي، وابن راهويه [10]، وأبو زرعة الرازي القائل: "هو على عرشه وعلمه في كل مكان ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله"، والحافظ محمد ابن أبي شيبة [11]، والبوشنجي الحافظ فيما نقله عنه شيخ الإسلام الهروي، وأبو أحمد العسال [12]، والآجري، وابن بطة [13]، وابن أبي زيد شيخ المالكية، وأبو عمر الطلمنكي [14]، وأبو نصر السجري، وأبو الحسن الكرجي، وابن موهب [15].
ومن التأويل المخالف لقواعد الشرع ومبادئ اللغة وأصول الدين، ويعد مع ذلك من تحريف الكلم عن مواضعه: تأويل اليدين في قوله تعالى: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ..ص/75) بـ(العناية والحفظ) أو بـ(القدرة)، إذ أي فضيلة تكون لآدم على إبليس إن لم يكن الله قد خلقه بيده التي هي صفته، وما معنى قوله تعالى للملائكة: لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فيكون .. ومنه تأويلهم الاستواء بالاستيلاء، مستشهدين ببيت جاء على خلاف وجهه منسوب إلى رجل ليس على دين الإسلام هو الأخطل النصراني يقول فيه: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق، تاركين وراءهم أكثر من ألف دليل من التنزيل، ومن كلام سيد المرسلين، ومتجاهلين اتفاق أئمة التفسير والحديث واللغة قرناً بعد قرن على إبطاله وعلى أنه بمعنى الاستعلاء والارتفاع .. ومنه تأويل نزوله تعالى بنزول رحمته، لبطلان هذا التأويل من عدة وجوه أهمها ما جاء في سياق بعض روايات حديث النزول من قوله عليه السلام فيما يرويه عن رب العزة: (أنا الملك) [16]، وهو صريح في حسم الخلاف، ونظيره قوله: (يستغفرني) (يدعوني)، وقوله: (فأغفر له) إلى غير ذلك مما يستحيل معه صرف اللفظ عن ظاهره وجعل المعنى يستغفر أمري أو رحمتي أو يدعو أيهما، ومن تلك الوجوه إضافة النزول إلى رب العزة صراحة في نحو ثلاثين رواية عن ثمانية وعشرين نفساً من الصحابة كلها جاءت مصرحة بلفظ: (ينزل ربنا)، وعدم وجود رواية واحدة منها بلفظ (تنزل رحمة ربنا) حتى يحمل ما خرج عن نظائره عليه، ومنها تضافر القرائن الدالة على إرادة المعنى الحقيقي كقوله: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا)، وقوله: (من ذا الذي يسألني فأعطيه.. إلخ)، وقوله في بعضها: (فيكون كذلك حتى يطلع الفجر ثم يعلو على كرسيه)، فهذا وغيره مانع من حمله على المجاز.. ومن التأويل غير المشروع والمخالف لما عليه ظاهر نصوص الوحيين تأويل المجيء في قوله تعالى: (وجاء ربك..الفجر/22) بقدرته أو بمجيء أمره، فهو فضلاً عما اشتمل عليه من تكذيب لكتاب الله ولنصوص السنة المطهرة، فإن فيه خروجاً على الأصل وادعاء حذف ما لا دليل على حذفه، بل فيه مخالفة للدليل على عدم الحذف، لأن عطف مجيء المَلَك على مجيئه سبحانه دال على تغاير المجيئين وأن مجيء كلٍّ إنما هو بحسبه، ولنفس العلة يُستبعد عطف الملك على الأمر أو القدرة المقدرين إذ ذلك مما لا يستسيغه عقل، يضاف لذلك أن اطراد نسبة المجيء للفصل بين العباد يوم القيامة والإتيان ونحوهما من صفات الأفعال إليه سبحانه دليل الحقيقة، إذ لو كانا مستحيلين على الله لكانا كالأكل والنوم والغفلة ولما ساغ أن ينسبهما سبحانه إلى نفسه، بل إن في إنكار ونفي ذلك إلحاد في أسمائه وصفاته لكون المجيء والإتيان وكذا النزول والاستواء كلها من أنواع أفعاله وأفعاله كصفاته قائمة به، فكيف يتأتى نفيها عنه وهو الفعال لما يريد؟ بل كيف يتأتى نفيها ولولاها لم يكن فعالاً ولا موصوفاًً بصفات الكمال؟ لكن الأوهام الباطلة والعقول الفاسدة لمّا فهمت من نزول الرب ومجيئه وإتيانه واستوائه ما فهمته من فعل المخلوق نفتها عنه، فوقعت بذلك في محذورين: أولهما التشبيه وثانيهما التعطيل.
وما ادعي على الإمام مالك في أن نزوله سبحانه نزول رحمة، وادعي على الإمام أحمد في أمر المجيء وأنه مجيء أمره وقدرته، وكذا ما احتيل به على الإمام البخاري والخطابي وسفيان الثوري، كذب وافتراء لتعارضه مع ما جاء في مذاهبهم، يقول الذهبي في تعليقه على ما ورد عن مالك من أن الاستواء منه تعالى معلوم والكيف غير معقول: "هذا ثابت عن مالك .. وهو قول أهل السنة قاطبة..أن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه وأنه كما يليق به لا نتعمق ولا نتحذلق ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاُ، بل نسكت ونقف كما وقف السلف ..ونعلم يقيناً مع ذلك أن الله لا مثل له في صفاته ولا في استوائه ولا في نزوله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً" [17]، ويقول أبو نصر السجزي: "أئمتنا كسفيان الثوري ومالك وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة والفضيل وابن المبارك وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء" [18] ، ويقول أبو الحسن الأشعري: "قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما روي عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث .. وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل

فاللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك واهدنا إلى صراطك المستقيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



منقول صيد الفوائد بتصرف










رد مع اقتباس