منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عذاب القبر ونعيمه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-21, 14:17   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

لدي (سؤال) غريب .

أعتقد بأن الإنسان إذا مات فإنه لا يسمع كما أن جسده تصبح عديمة النفع .

ولكن طبقا للحديث ، فإن هناك عذاب في القبر .

فهل يعني ذلك بأن الجسد ما يزال حيا ؟

وأيضا فقد ورد في القران أن الشهداء لا يموتون .

وكذلك فقد جاء في أحد أحاديث مسلم أنه عندما خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم أجساد أبي جهل وأمية والآخرين ، وسأله عمر رضي الله عنه كيف يمكن للأموات سماع كلامك , فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم يسمعون ولكنهم لا يمكنهم الرد .

أرجو التكرم بالإجابة على سؤالي بالتفصيل .


الجواب :

الحمد لله

1. ما جاء في السؤال من أن الميت لا يسمع شيئا من كلام الأحياء : هو حق وصدق . قال تعالى : ( وما أنت بمسمع من في القبور ) فاطر/22 ، وقال تعالى : ( فإنك لا تسمع الموتى ) الروم/52 .

2. من عقيدة أهل السنة والجماعة أن هناك فتنة وعذاباً في القبر وحياة في البرزخ ، كما أن فيه نعيماً وراحة بحسب حال الميت ومن الأدلة على ذلك : قوله تعالى عن آل فرعون : ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) غافر/46 ، فبيَّن الله تعالى أن آل فرعون يُعرضون على العذاب صباحا ومساء مع أنهم ماتوا ، ومن هذه الآية أثبت العلماء عذاب القبر .

قال ابن كثير :

وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور وهي قوله تعالى : ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيّاً ) .

" تفسير ابن كثير " ( 4 / 82 ) .

وفي حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم ".

رواه البخاري ( 798 ) ومسلم ( 589 ) .

والشاهد من الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من عذاب القبر وهو من أدلة إثبات عذاب القبر ولم يخالف في إثبات عذاب القبر إلا المعتزلة وطوائف أخرى لا يعبأ بخلافهم .

3. وأما حديث مخاطبة النبي لأجساد المشركين يوم بدر فيحمل على حال مخصوصة وهي أن الله أحياهم لنبيه صلى الله عليه وسلم ليخزيهم وليريهم الذلة والصغار :

أ‌. عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال : " هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ ثم قال : إنهم الآن يسمعون ما أقول .

رواه البخاري ( 3980 ) ومسلم ( 932 ) .

ب‌. عن أبي طلحة قال : قال عمر : يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " ، قال قتادة : أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما .

رواه البخاري ( 3976 ) ومسلم ( 2875 ) .

انظر فتح الباري ( 7 / 304 ) .









رد مع اقتباس