منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أخونا [[صالح الجزائري]] ضيف تحت المجهر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-12-25, 18:35   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
صـالـح
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية صـالـح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جَمِيلَة مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير أخي
صالح
أهلا بك مجدّدا وأرجو أن تجد راحتك بين إخوتك وأخواتك
بما أنك معلم ومهمتك الرئيسيّة تكمن في وضع أسس التّربية أولا والتعليم الأكاديمي ثانيا:
فهل ترى بأنه ينبغي على كل معلم حمل همّ تربية النشء وتعليمهم الآداب قبل المواد العلمية
أم أن العلم اهم؟
كيف تربي تلاميذك دون أن تحسسهم بذلك أم أنك تتبع أسلوبًا مباشرًا؟
هل ترى بأن تخلّي المعلّم عن دوره يتسبّب في كارثة أخلاقيّة للمجتمع
أم أنّ دوره بسيط والأسرة هي الملام الأول والأخير؟
أكتفي بهذا القدر
أتمنى لك أوقاتًا ممتعة وطيبة
تحياتي

وعليكم السلام ورحمة الله
أسعد الله مساءك أختنا جميلة
وبدوري أشكرك مجددا على رونق إبداعك في نسج كلمات الترحيب
الجو في خيمتكم سار مفرح ، وأشعر بنوع خاص من الشعور وأحسه في مجهر الخيمة، وقد أبدع حق الإبداع من سماه المجهر ؛ مجهر يجمع نخبة أفكار ومعان وألوان وزخارف إنه حقا بستان المجهر .
وإليك فاضلة الخيمة الجواب على أسئلتك وهو على النحو التالي :
1- هل ترى بأنه ينبغي على كل معلم حمل همّ تربية النشء وتعليمهم الآداب قبل المواد العلمية أم أن العلم أهم؟
كل بناء لا بد له من أساس ، وأساس التعليم الأخلاق والأدب ، ودون هذا الأساس فإن العلم أي علم كان فلن ينفع صاحبه ولن يزن به شيئا وسيكون وبالا عليه وحسرة وندامة سيذهب هباء منثورا لا قيمة له عدم كأنه لا وجود له في الأصل .
وعلى هذا الأساس فإن التربية الخلقية تسبق التربية العلمية وتعليم الأخلاق سابق لأي تعليم .
وفي ديننا الحنيف آيات وأحاديث كثيرة تأمر بالمعروف والأخلاق الفاضلة وتنهى عن المنكر من القول والفعل .
وكما أن الأخلاق تسبق العلم فإن العلم يسبق العمل ؛ فلا علم بلا أخلاق ولا عمل بلا علم .
والتلاميذ يقتدون من المعلم أخلاقه أكثر مما يعلمهم ويرددون تارة عباراته بينهم .
ولذلك فإن المعلم يبنغي له أن يحمل هم الأخلاق والآداب في تعليمه حتى يستوي المتعلم علما وأدبا ؛ فإذا صنع ذلك فإنه سيجني ثمار غرسه من احترامهم ومودتهم إياه بعد زمن ؛ وحتى إن طرأ عليهم طارئ فإنهم إذا رأوه تذكروا تلكم الأخلاق والمعاني السامية .
2- كيف تربي تلاميذك دون أن تحسسهم بذلك أم أنك تتبع أسلوبًا مباشرًا؟
أحسسهم تارات وأباشرهم بذلك إذا اقتضى أمر المباشرة والتحسيس كمواضيع التربية الإسلامية،أو معالجة قضية جماعية
وفي غير ذلك يكون لسان الحال كافٍ تارة وقد أسرد عليهم قصة قصيرة لأخذ العبرة من الأدب والأخلاق الطيبة
وتارة أحثهم على التخلق بالأخلاق الفاضلة وأكتب ذلك على دفاترهم كملاحظة تربوية ، وقد أثني وأمدح أخلاق تلميذ ليقتدي به غيره .
وخلاصة القول : تارة تصريحا وتارة تعريضا وتلميحا .
3- هل ترى بأن تخلّي المعلّم عن دوره يتسبّب في كارثة أخلاقيّة للمجتمع أم أنّ دوره بسيط والأسرة هي الملام الأول والأخير؟
المعلم دوره خطير فإما أن يصلح أو يفسد والتلميذ يقتدي به أكثر من والديه ويعتبره الرقم 1 في المعادلة التربوية والعلمية
ونشأة الطفل الأولية في عائلته هي نقطة أو إحداثية من منحنى ونحن لا نعرف هذا المنحنى كيف رسموه ؛ وبدخوله إلى المدرسة وبمرور زمن كفيل بالتشخيص التربوي تظهر نقطة الانعطاف الأسري على المنحنى المدرسي فإما أن توافق المنحنى المدرسي وإما أن تخالفه فإن كان الأول فبها ونعمت وإن كان الثاني فهنا يكون دور المعلم عسيرا في تقويمه إلا بتوفيق من الله وهنا الأسرة إما أن تتغير بدخول ابنها إلى المدرسة أو تبقى على نفس الحال وفي هذه الحال التلميذ سيقرر من تلقاء نفسه أي المنحنيين هو الغالب فإما أن يختار جهة وإما أن يمزج بينهما إيجابا وسلبا .
والخلاصة : أن دور الأسرة لا يقل أهمية عن دور المعلم وإن كان دوره أقوى منها وهما دوران مكملان ففيهما علاقة التكامل .
وإن كان المعلم يبني والأسرة تهدم فإنه في غالب الأمر لن يصنع شيئا إلا بتوفيق من الله .
وإذا افترضنا جدلا تخلي المعلم عن دوره التربوي خاصة فضلا عن البيداغوجي وأفسد أو لم يبال ؛ فإن العاقبة وخيمة جدا وأكثر فسادا وأشد من إفساد الأسرة .
وبهذا أصل إلى تمام الجواب آملا أن يكون وافيا على قدر الكفاية
وأسعد الله أيامك وأثابك على حسن وكرم الضيافة




















آخر تعديل صـالـح 2018-12-26 في 23:23.