منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التّعريف بفنّ القصّة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-09, 10:30   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمرالضائع مشاهدة المشاركة
سمح لنفسي ثقة في كرمك ان اهدي اليك هذه القصة القصيرة المنواضعة جدا ـ والتي تصبح مقبولة اذا نشرفت بمرورك
انا احيانا اكتب القصة عندما يخاصمني الشعر :
قبل ان تطلع الشمس
بعدما تفقد ادواته ، وضع المحفظة على ظهره وشد احزمتها ككل يوم ،توجه الى الباب ليخرج
متوجها الى المدرسة، وسبقته الام الشابة الى الباب لتفتحه ،وخلف الباب توقف ونظر اليها
فانحنت براسها وطبعت على جبينه قبلة ،كما تفعل كل صباح.ثم سالها: اين ابي؟
اجابت:لديه شغل ،لقد خرج قبل ان تستيقظ.
لم يخرج وبقي يحدق في وجهها،عرفت ما يريد فهوت براسها مرة اخرى وقبلته فقال:
هذه قبلة لابي وخرج متوجها الى المدرسة.
كنت اقف على جانب الطريق انتظر الحافلة وبيدي احمل المحفظة ،وبين الحين والحين
انظر في الساعة ، وكلي خشية من ان يفوتني الوقت كما حدث لي عدة مرات .
وانا واقف لمحته من بعيد ،يريد قطع الطريق نظر يمنة ويسرة ثم اندفع مسرعا ، على
ظهره المحفظة ويداه في جيبه اتقاء للبرودة في هذه الصبيحة ،وفي المنتصف تماما شاهد
سيارة مسرعة قادمة من بعيد .قدر في نفسه انها ربما تصل اليه ،جرىليعبر بسرعة
وشاهدته يتعثر ويسقط على الارض ،والتفت بسرعة وهو يحاول النهوض لكن السيارة
كانت اسرع منه ....يا للهول: مرت فوق جسمه الصغير ،رايتها ترتج قليلا ولكنها
مضت مسرعة.
احدالمارة وهو شيخ كان يحمل سلة من الخبز،وضعها بسرعة واتجه نحو الصبي ،
فحمله بين يديه ، وعاد الى ناحيتي فوضعه على الارض وصاح:ليطلب احد الاسعاف.
تجمعنا حول الصغير :الشيخ وانا وامراة كانت تمر الى جانب طلبة وغيرهم
صبي صغير جميل ،عيناه واسعتان وجبينه ناصع ،كانت شفتاه الصغيرتان مطبقتين
عليهما شيء من الدم.بينما عيناه تتفحصان الوجوه المحيطة به كانه يبحث عمن يخلصه
وجسمه يرتجف بشدة ،لست ادري ان كان ذلك بفعل الخوف او البرد والارجح
كلاهما معا.
وكانت رجلاه تفحصان الارض وهو يتلوى ، وقد تجمعت تحته بركة من الدم
انحنى عليه الشيخ في وقار: لا تخف انظر الينا نحن معك .لكن عينيه ظلتا تبحثان
وبلحظة استقرتا على عيني انا ! بقيت محدقا في عينيه برهة ،وانحنيت فوضعت يدي
على شعره الاشقر الجميل وظلت عيناه في عيني ، كانه يقول لي شيئا ، فطبعت على جبينه
قبلة ، شممت منه رائحة عطر جميلة ،لا شك ان امه هي التي عطرت راسه.
اثر تلك القبلة رايت اشراقة في وجهه : هل كان ينتظرها ؟
قبل وصول الاسعاف بدقيقة تمدد الصغير ، ولم يتوقف عن تحريك راسه ورجليه، ثم
جحظت عيناه وانقطعت انفاسه بعد حشرجة قصيرة .لكن عينيه متجهتان نحوي
لن اقدر على وصف شعوري مهما حاولت ،بقيت جامدا في مكاني ....لقد عجزت عن الحركة
كنت ارى رجل الاسعاف يحمل الصغير ويضعه في السيا رة كاي متاع وينطلق بعيدا......
لاحظت الشيخ ينصرف متمتما ، بينما علا حديث الطلبة المارين وساروا بعيدا.
بقيت وحدي كشاهد اثبات ، رجعت ورائي خطوات وجلست على الارض انظر الى مكان الصغير:
بقع من الدم تقاطعت فوقها خطوط كانت بفعل رجليه الصغيرتين. بينما ظلت نظراته في عيني
راسخة في ذهني لا تفارقني !
رحلت ايها الصغير عن عالمنا محملا بكثير من الالم .
رحلت قبل ان تطلع شمس ذلك الصباح ،وتطبع على جبينك قبلة وداع اخيرة .عجبا : نظراته لا تفارقني !
ما اجملك ايها الصغير ! هل كنت تعرف اني معلم واردت وداعي؟
كنت احدث نفسي وانا جالس على الرصيف،ودموعي تنزل من عيني حارة علي خدي الباردين
بينما بدات قطرات من رذاذ المطر تسقط فتبلل وجهي وثيابي، فرحت بها لانها تغسل دموعي
فلا احرج ، لاني احب ان ابكي وحيدا لا احد يراني كعادتي دائما........
8/12/2009 العمر الضائع
محزِنةٌ كلِماتُك أيّها العمر الضّائِع..
قرأتها عيناي فاعتلى المشهَدُ مشارِف العقل فاعتقلتني حرارةُ الألم لتجعل قلبي دامع
رغم أنّي أجهلُ إن كانت الأحداث واقعيّة، إلاّ أنّي استسلمتُ لصِدقِ بوحِك الذي جعل أنفاساً لْنسجِك و أكادُ أجزِم أنّ القصّة واقعيّة
و الله أعلم...
طبعاً هذه حالة من عشرات الحالات التي تحدثُ يوميّاً و تحصِدُ أرواح البشر بما فيهِم البراءة..
قد نَعودُ إلى أقدارِنا لنقول أنّ ما حصل مع هذا الصّغير قدر محتوم، ولكن أين ثباتُ العقلِ و أين التأنّي ..؟؟
و قد أصبحت طُرُقاتُنا معابِر موتٍ يُهدّدُنا في كلّ مكانٍ وزمان..
فاللّوم لا يقعُ بهذه الحالة على الصّغير بل الكبيرُ من أوجب التحلّي بالحذر و الانتِباه لأجسادٍ قد لا تقوى على مواجهةِ أدنى ألم.
.......
أيّها العمر الضّائِع،
لا بأس بِمحاولتِك التي جسّدت لنا لوحةً صادقة بطريقة بسيطة تسهّل الفهم،
حيث لامست أفكارك مشاعرنا..
،،،
جميلٌ أن تُنوّع في كتاباتِك و الأجملُ أن تقتحِم بثقةٍ هذا المجال..
موفّق أخي..
تحيّاتي و احتِرامي









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2009-12-09 في 10:38.
رد مع اقتباس