منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مَبدأُ التَبَاعد الاجتِمَاعِي فِي زَمَنِ (( الكُورُونَا )) ... ( نَادِي أَنتَ مُهِم )
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-07-13, 13:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي مَبدأُ التَبَاعد الاجتِمَاعِي فِي زَمَنِ (( الكُورُونَا )) ... ( نَادِي أَنتَ مُهِم )


مَبدأُ التَبَاعد الاجتِمَاعِي فِي زَمَنِ (( الكُورُونَا )) ... // مَوقِفٌ وَ مَوَاقِفٌ //

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة آل الجلفة الأفاضل ... وبعد :

القصة الأولى ... ( حدثت معي ) :
قـد طُبـق في مدينتنا حـجر جـزئي يمتد من الواحدة زولا إلى الخامسة صباحا ... وهـو أمـر جيّـد لأنه السبيل
الوحيد للتخلص آثار هذه الجائحــة، كما فعلت عديد الدول وبالفعل تخلصت من تعاظم تلك الآثار على المجتمع
والاقتصاد والبلاد ككل ...

طيب أعود للموضوع ...
ففي الفترة الصباحية حيث لم يطبـق الحجر بعد، فيبادر الناس لقضاء حوائجهم حسب الضرورة لذلك طبعا،
وأنا منهم، وقد توجهت إلى مخبزة الحـي، وكـم كانت المفاجئة عظيمـة وكبيرة – الناس فوق بعضها - وقفت
غيـر بعيـد وتساءلت ... ما الذي يحدث؟ مـن هـؤلاء؟ وهـل كـل هؤلاء يـدركون فعلهـم هـذا الذي يفعلونه
بأنفسهم وبغيرهم؟
على العمـوم هي أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهـني وقتهـا ... تقدمت قليـلا و وقفت آخر الطابـور - الذي يشبـه
الطـابور ولا يمكـن أن نقول بأنـه طابور – مع ترك المسافة القانونية بيني وبين آخر شخص، طبعا كنت أنتظر
دوري مطبقا مبدأ التباعد الاجتـماعي في هــذا الموقف ... فجأة يأتي شخص من بعيد يتجاوز كل شيء أمامه
ويدخل بكل قوته بيـن الحشود التي في الأمام ثمّ يليـه شخص آخر وآخر ... هنا صرخ أحدهم : (كورونا ...
كورونا) ... توجهت الأنظار نحوه وكأنه قال شيئا لم يفهموه ... ولم يفهموه مع أنهم يعرفوه جيدا ... ولكن
لا حياة لمن تنادي أيها الصارخ ... على العموم بعد فترة قصيرة انقشعت سحابة الحشد في الأمام، وكـل مـن
أتى بعد ذلك وقف في الدور وتخلصنا مـن أولئك الذين أثاروا الفوضى في شبه الطابور ... الآن الأمور هادئة
فالناس بأدوارها تطبيقا للاحترازات الوقائية المطبقة في وقت هذه الجائحة ...
فيـأتي شـخص يرى في نفسه مـا لا يـراه في غيره ويتقـدم مباشرة دون مـراعاة للناس في الطـابور أولا ولا
للاحترازات الوقائية التي يتبناها هـؤلاء الناس مـع بعضهم، وينـدفع مباشرة إلى الأمام، ويكلم صاحب المخبزة
: ( أعطني 6 خبزات ) ... هـنا فقـد النّاس اتزانهم، وهـم الواقفـون في الطابور وقـد فقـدوا حسهم الـوقـائي،
واندفعوا يصرخون ( 2 خبزات ) ( 4 خبزات ) ... طبعا كل منهم وما يريده ...
هنا استسلمت وقررت الرحيل عن هذا الموقف المخزي للنّاس مع النّاس، ويعتلني سـؤال كيـف يمكـن إقـناع
النّاس بـأن تـلك الخبزة لا تـعنى حـياتهم أو مماتهم؟ وكيـف يـمكننا فهم السيكولوجيـة الاجتماعيـة للمجتـمع
الجزائري ككل، وللفرد الجزائري بشكل خاص؟ فإذا فهم السبب بطل العجب ...

القصة الثانية ... ( وقد قرأتها في وسائل التواصل الاجتماعي ) :
فقـد نشر أحدهـم صورة أظن أنها في مركز التضامن الاجتماعي، حيث بـادرت الإدارة إلى وضـع عـلامات
على كراسي الجلوس بحيث وضعت كرسـي يـمكن الجلـوس عليه والكرسي الذي يليـه لا يمكن الجلوس عليه،
تطبيقا لمبدأ التباعـد الاجتـماعي ... الطريـف والـمحزن في نفس الوقت أن النّاس تأقلموا بسرعـة كبيـرة مع
الموقف الجـديد ... ليس بـالشكل المطلوب، ولكن بالشكل الغيـر مطلوب من إدارة المؤسسة، حيث أصبح
هؤلاء النّاس يتقاسمـون المكان الواحد أو الكرسي الواحد، والذي هو مسمـوح بـالجلوس عليـه، بينـما الكرسي
الذي يليه والذي وضع عليه علامة ممنوع الجلوس بقي فارغ ...
وقد علق أحدهم ساخـرا من الموقف بقولـه : " مسكين فيروس كورونا قاعد وحدو " ... ويبقى لله في خلقه
شؤون، هنا أطرح سؤال آخر .. ما الذي فهمه النّاس، وما الذي لم يفهموه في مواقف كهذه؟ وهل أصبحت
الأمور مجهولة إلى هذا الحد في زمن السرعة والتكنولوجيا والتواصل والعلم والثقافة والمعرفـة؟ وهـل فعلا بقي
ما يُجهل؟
وهل من مواقف أخرى حدثت معكم أو سمعتموها أو قرأتموها، فلعلنا نبلغ الرسـالة والنصيحـة من حيث لا
نريد أن نبلغ بمواقفنا هذه، ففي القصة نظرة وفي النظرة عبرة وفي العبرة حياة أو موت ...
بارك الله فيكم وفي كلماتكم ...
أخوكم طاهر القلب








 


رد مع اقتباس