منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-19, 04:30   رقم المشاركة : 220
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



يعرف الفقهاء الدَّين بأنه " لزوم حق في الذمة "

كما في "الموسوعة الفقهية" (21/102)

ومعاني الدَّينِ اللغوية تدور حول الانقياد والذل

وبين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي رابط ظاهر

فإن المَدين أَسيرٌ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

( إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَأْسُورٌ بِدَيْنِهِ )


رواه أبو داود (3341)

خطورة أمر الدَّيْن

قد جاءت الشريعة الإسلامية بالتشديد في أمر الدين

والتحذير منه

والترغيب في احتراز المسلم منه ، ما أمكنه ذلك :


وروى النسائي (4605)

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنه قَالَ :

( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ

ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ ؟

فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ

: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ ؟

فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ! لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ

فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ

وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ )


حسنه الألباني في صحيح النسائي (4367)

وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة

على من مات وعليه ديناران

حتى تكفل بسدادهما أبو قتادة رضي الله عنه

فلما رآه من الغد وقال له قد قضيتها

قال صلى الله عليه وسلم :

( الْآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ )


مسند أحمد (3/629) وحسنه النووي في "الخلاصة" (2/931)

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ) :

" وفي هذا الحديث إشعار بصعوبة أمر الدين

وأنه لا ينبغي تحمله إلا من ضرورة "


انتهى .في "فتح الباري" (4/547

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ )


رواه الترمذي (1078)

قال المباركفوري :

" قوله : ( نفس المؤمن معلقة )

قال السيوطي : أي محبوسة عن مقامها الكريم

. وقال العراقي : أي أمرها موقوف لا حكم لها بنجاة

ولا هلاك حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا "


انتهى .في "تحفة الأحوذي" (4/164)

لم يأت كل هذا التشديد في أمر الدين

إلا لما فيه من المفاسد على مستوى الفرد

وعلى مستوى المجتمع .


أما على مستوى الفرد فيقول القرطبي :

" قال علماؤنا : وإنما كان شينا ومذلة

لما فيه من شغل القلب والبال

والهم اللازم في قضائه ، والتذلل للغريم عند لقائه

وتحمل منته بالتأخير إلى حين أوانه

وربما يعد من نفسه القضاء فيخلف

أو يحدث الغريم بسببه فيكذب

أو يحلف له فيحنث ، إلى غير ذلك

وأيضا فربما قد مات ولم يقض الدين فيرتهن به

كما قال عليه السلام : ( نسمة المؤمن مرتهنة في قبره

بدينه حتى يقضى عنه )


رواه الترمذي 1078

وكل هذه الأسباب مشائن في الدين

تذهب جماله وتنقص كماله "


انتهى .في "الجامع لأحكام القرآن" (3/417)

وأما على مستوى المجتمع

فيذكر المتخصصون من المفاسد ما هو خطير على وضع الاقتصاد الأمثل :

1- نمو النزعة إلى تفضيل العاجل أو التلهف الزمني .

2- ضعف روح المسؤولية والاعتماد على الذات .

3- سوء توزيع الثروة .

وللتوسع في فهم هذه المفاسد ينظر دراسة فضيلة الشيخ

سامي السويلم بعنوان "


موقف الشريعة الإسلامية من الدين" (6-11)

وانطلاقا مما سبق اشترط العلماء لجواز الدين شروطا ثلاثة :

1- أن يكون المستدين عازما على الوفاء .

2- أن يعلم أو يغلب على ظنه قدرته على الوفاء .

3- أن يكون في أمر مشروع .

يقول ابن عبد البر :

" والدين الذي يُحبَسُ به صاحبُه عن الجنة ، والله أعلم

هو الذي قد تَرك له وفاءً ولم يوص به

أو قدر على الأداء فلم يؤد

أو ادَّانه في غير حق

أو في سرف ومات ولم يؤده .

وأما من ادَّان في حق واجب لفاقةٍ وعسرةٍ

ومات ولم يترك وفاء

فإن الله لا يحبسه به عن الجنة إن شاء الله "


انتهى .في "التمهيد" (23/238)

وفي السنة النبوية مجموعة من الأدعية

التي جاءت بخصوص الاستعانة بالله

على قضاء الدين ، وهي :

1- عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ : كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا

إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ

عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ :

( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى

وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ

أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ

اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ

وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ

فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ

اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ )

وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


رواه مسلم (2713)

2- وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ

فَقَالَ : إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي .

قَالَ : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ؟

! قَالَ : قُلْ :( اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ

وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ )


رواه الترمذي (2563)

الكتابة : المال الذي كاتب به السيد عبده

جبل صِير : هو جبل لطيء ، ويروى صبير .

3- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ :

دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ

فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ

فَقَالَ يَا أَبَا أُمَامَةَ ! مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ

فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ ؟!

قَالَ : هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ .

قَالَ : أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ

أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟

قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ :

( قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ )

قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ

فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي ، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي .


رواه أبو داود (1555)

وفيه غسان بن عوف قال الذهبي :

غير حجة. لذلك ضعف الشيخ الألباني الحديث

في ضعيف أبي داود

ولكن الدعاء المذكور ، وهو قوله :

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن..

ثابت في الصحيحين من غير قصة أبي أمامة هذه

والله أعلم .


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-03-19 في 05:50.