اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
خُلُقِ كَظْم الغَيْظ
معنى الكَظْم لغةً:
أصل مادة كظم يَدُلُّ على معنًى واحد
وهو الإمساك، والجَمعُ للشَّيء
وأَصْل الكَظْم: حَبْسُ الشَّيء عن امتلائه
يقال: كَظَمْت القِرْبَة، إذا ملَأْتها.
ويقال: كَظَمْت الْغَيْظ، أَكْظِمُه كَظْمًا
إِذا أمْسَكت على ما في نفسك منه
[3309] ((مقاييس اللُّغة)) لابن فارس (5/184)
((الكشف والبيان عن تفسير القرآن)) للثَّعلبي (3/165)
((لسان العرب)) لابن منظور (12/519).
قال المناوي:
(الكَظْم: الإمْسَاك على ما في النَّفس من صَفْحٍ أو غَيْظٍ)
[3310] ((التَّوقيف على مهمَّات التَّعاريف)) (ص 282).
معنى الغَيْظ لغةً:
الغَيْظ: الغَضَب، وقيل: الغَيْظ غَضَبٌ كامنٌ للعاجز
[3311] كامن: من كمَنَ يَكمُن، كُمُونًا، فهو كامِن
بمعنى اختفى وتوارى في مكان لا يَفطن له أحد
تقول: )كمن الغيظُ في الصدر
( ((معجم اللغة العربية المعاصرة)) (3/1960).
وقيل: هو أشدُّ من الغَضَب
وقيل: هو سَوْرَته وأوَّله. وغِظْت فلانًا
أَغِيظُه غَيْظًا. وقد غَاظَه، فاغْتَاظ. وغَيَّظه
فتَغَيَّظ، وهو مَغِيظ
[3312] ((لسان العرب)) لابن منظور (7/450)
وانظر: ((النِّهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/402)
((جمهرة اللُّغة)) لابن دُريد (2/932)
((الصِّحاح)) للجوهري (3/1176).
وقال الأصفهاني: (الغَيْظ: أشدُّ الغَضَب
وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من فَوَرَان دم قلبه)
[3313] ((المفردات)) (ص 619).
معنى كَظْم الغَيْظ اصطلاحًا:
كَظْم الغَيْظ: تجرُّعه، واحتمال سببه، والصَّبر عليه
[3314] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/179).
ويقال: كَظَم غَيْظَه، أي: سكت عليه
ولم يُظْهِره بقولٍ أو فعلٍ
مع قُدْرته على إيقاعه بعدوِّه
[3315] ((تفسير القرطبي)) (4/206)
((معجم ديوان الأدب)) لأبي إبراهيم الفارابي (2/186).
وقال ابن عطيَّة:
(كَظْم الغَيْظ: ردُّه في الجَوْف
إذا كاد أن يخرج مِن كَثْرَته، فضبطه ومَنَعَه)
[3316] ((المحرر الوجيز)) (3/233).
الفرق بين الغَيْظ والغَضَب
قال ابن عطيَّة: (الغَيْظ: أصل الغَضَب، وكثيرًا ما يتلازمان
ولذلك فسَّر بعض النَّاس الغَيْظ بالغَضَب
وليس تحرير الأمر كذلك، بل الغَيْظ: فعل النَّفس
لا يظهر على الجوارح.
والغَضَبُ: حالٌ لها معه ظهورٌ في الجوارح
وفعلٌ ما ولا بدَّ، ولهذا جاز إسناد الغَضَب إلى الله تعالى
إذ هو عبارة عن أفعاله في المغضوب عليهم
ولا يُسْند إليه تعالى غيظٌ)
[3317] ((المحرر الوجيز)) (1/509).
وقال أبو هلال العسكري:
(الفَرْق بين الغَيْظ والغَضَب:
أنَّ الإنسان يجوز أن يغْتَاظ مِن نفسه
ولا يجوز أن يغضب عليها
وذلك أنَّ الغَضَب: إرادة الضَّرر للمغضوب عليه.
ولا يجوز أن يريد الإنسان الضَّرر لنفسه.
والغَيْظ يقرب من باب الغمِّ)
[3318] ((معجم الفروق اللُّغويَّة)) (ص 130).
و لنا عودة من اجل استكمال شرح
خُلُقِ كَظْم الغَيْظ