منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الرد علي منكري السنه... 1
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-01-13, 19:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رابعــــــاً

” إتخاذ اسلوب رد النصوص عوضا عن البحث والزود عن الأسلام من الشبهات التي يرمى بها”

فهذا اصل مطرد عند اصحاب هذا الفكر وعند المتأثرين به فترى قداسة النص عندهم لا أعتبار لها

ولأتفه الأسباب وأضعف الشبهات تراهم يردون نصوص الوحي ثم يزعمون الدفاع عن الأسلام

والذب عن جناب الدين

وقد عُلم عند اصحاب الأيمان الراسخ والعلم المتيقن أن مدار الشبهات في النصوص الثابته إلى اخطاء في الأستدلال او الفهم أو استيعاب دلالات النصوص بشكل منحرف أو تعمد للطعن حتى فيما لا يظهر فيه اشكال

ولا يصح اعتقاد وجود خلل في النصوص الثابته بل لا يعقل ومرد ذلك إن فُقدت السبل لمعالجة الأشكال هو إلى قصور العقل عن الأحاطه بكل تفاصيل الحكمه والعدل والرحمه

وغيرها مما ظهر التعارض معها في بعض النصوص فإذا عجز الانسان عن إدارك الشئ فلن يستطيع بناء تصور سليم عن لوازمه وتوجيه النقد له وذلك أن الرد فرع عن التصور فلن يستقيم رد مبني على تصور قاصر

وينبغي الأشاره إلى أن إطلاق هذه القاعده -وهي استحالة تعارض النصوص الثابته مع العقل أو العلم أو غيرها من مقايس صحيحه- قد يقر به شخص تكونت لديه اشكاليه أُعسرت عليه حلها فرد النص الثابت

ولكن هناك فرق بين من يبذل الجهد في محاولة كشف الأشكال بالبحث الدؤب المنصف فينتهي

إلى رد النص حتى إشعار اخر فإذا وجد السبيل للجمع وإمضاء النص سارع الى سلوكه وبين من يتخذ رد النصوص سبيلا لكل شارده ووارده


خامســاً


– ترسيخ مبدأ المقياس العقلي الساذج الذي يوزن به عدالة الوحي وقدرته على معالجة الواقع والتعاطي معه

بعد أن علمنا أن جهلنا بتفاصيل صفات الله ومقتضياتها يترتب عليه جهل بلوازمها فتعين بطلان أي مقياس -غير قطعي- في دلالته يقاس به لوازم صفات الله

فمثلا إذا جاء نص يقطع بأن الله ظالم -تعالى عن ذلك- فإنه يرد لمخالفته النصوص الصريحه والدلاله العقليه القطعيه بتنزيه الله عن النقص لله

أما إذا جاء نص يفهم منه مخالفة العدل -في الظاهر- مع ثبوته فلا يصح رده إلا إذا تعين منه اثبات الظلم لله على سبيل القطع

فلو لم يتعين منه هذا المعنى لم يصح رده لهذا السبب

وذلك أن رد النص بسبب ما يتضمنه من معاني لا يستقيم إذا كانت المعاني ظنيه تحتمل وجوها اخرى للتأويل والفهم أو مبهمه المعنى كما أن الجهل بصفات الله يحتم ترك القطع بما يخالفها دون بينه صريحه واضحه

فتأمل مثلا أن الله منع المرأه الحائض عن الصلاة فقد يقول قائل ولم لا يترك الرجل الصلاه بنفس مقدار ترك المرأه للصلاه!

وهذا يفتح باب للسفطسه ولرد نصوص الدين مع قيامه على اسس ظنيه قاصره في الأستيعاب للحكمه وفي الأحاطه بصفات الله

وهذا تأصيل لا بد من قبل الشروع في تبين نماذج من هذا الخلط

وهي موجوده عند كل مناقش لنصوص الوحي الأسلامي من المسلمين ومن غيرهم وفي مقالنا هذا نموزجا لهذا الخلط يتجلى من بيانه الخلل التقعيدي عند اصحاب الفكر الحداثي

وغيرهم والذي ترتب عليه خلل بنائي في استلالات غير منضبطه واليك أمثله في المقال


الموضع الأول

قال

• وأي سُنَّة في الاعتقاد بأن الله يضع ذنوب المسلمين على اليهود والنصارى ليدخل المسلمين الجنة كما يروي لنا ذلك الإمام مسلم بصحيحه.

فهذا الحديث نصه (( يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ ، فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ ، وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ) (رواه مسلم 2767 )

وقد سلك العلماء منذ القدم مسلكان في التعامل مع النص مع استحضارهم لقوله تعالى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام/164) فالكاتب لم يكتشف سرا خفيا ولا ثغره مدفونه

بل إن العلماء من قبله ناقشوه ونظروا في دلالته ولكن بشكل علمي مستقيم مع اساليب النظر الصحيحه
فكان لهم في هذا الحديث مسلكان

احدهما تضعيفه

قد يقول القائل فهذا يصحح منهج الكاتب في رد الأحاديث لتعارضها الظاهر مع العقل والوحي -احيانا-

فنقول ثم فرق ! فمن رد الحديث من العلماء إنما رده لعله في سنده ولشك عند الرواي وليس لنفس السبب الذي رد الكاتب الحديث لأجله

أما السبب الأول وهو اختلاف الرواه علىه في اسناده وكان الاختلاف في من روى ابو برده عنه

قال الإمام البيهقي رحمه الله :

” وقد علل البخاري حديث أبي بردة باختلاف الرواة عليه في إسناده ، ثم قال : الحديث في الشفاعة أصح ”

.” البعث والنشور ” (حديث رقم/ 86)

أما السبب الثاني هو شك احد الرواه

فذلك فيما جاء قول أحد رواة الحديث فيما اخرجه مسلم: ( ويضعها على اليهود والنصارى فيما أحسب أنا ) قال أبو روح حرمي بن عمارة أحد رواة الحديث : لا أدري ممن الشك

فأنظر اسباب التضعيف وهو اختلاف الرواه على ابو برده في اسناده وشك أحد رواة الحديث وليس لهذه العله التي يريد الكاتب رد الحديث لأجلها


أما المسلك الثاني

فهو توجيه معنى الحديث بما يتوافق مع القران

وقد احسن الإمام البيهقي في هذا التوجيه فقال رحمه الله

” ووجه هذا عندي – والله أعلم – أن الله تعالى قد أعد للمؤمن مقعدا في الجنة ومقعدا في النار كما روي في حديث أنس بن مالك ، كذلك الكافر كما روي في حديث أبي هريرة

فالمؤمن يدخل الجنة بعدما يرى مقعده من النار ليزداد شكرا

والكافر يدخل النار بعد ما يرى مقعده من الجنة لتكون عليه حسرة ، فكأن الكافر يورث على المؤمن مقعده من الجنة ، والمؤمن يورث على الكافر مقعده من النار ، فيصير في التقدير كأنه فدى المؤمن بالكافر ” انتهى.

” البعث والنشور ” (حديث رقم/85){1}

فتأمل الفرق الكبير بين تعامل العلماء ومنطلقاتهم في نقاش النصوص وإستخراج معانيها بغرض إزالة اللبس والخلط وبين أسلوب من أمسك مقصه المسنون

وذهب يقطع كل ما يصادمه دون أي اعتبار لأي منهج سليم في التعامل مع النصوص

وقد جائت في المقاله أعلاه نمازج اخرى من هذا الخلط ولكن تركت ذكرها للأختصار









رد مع اقتباس